وحدثني مالك أنه بلغه أن عيسى ابن مريم كان يقول لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد فإنما الناس مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية
( ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ) ، جمع رب ، ( و ) لكن ( انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ) يخافون اطلاع ساداتهم على ذنوبهم ، فيحذرون منها ، ( فإنما الناس مبتلى ) بالذنوب ، ( ومعافى ) منها ، ( فارحموا أهل البلاء ) بنحو الدعاء برفعه عنهم ، وعدم النظر إلى ذنوبهم وهتكهم بها ، عظوهم بلين ورفق ، ( واحمدوا الله على العافية ) ليديم ذلك عليكم .