المناجاة المسارة ، تناجى القوم وانتجوا ، أي سار بعضهم بعضا .
1856 1809 - ( مالك عن عبد الله بن دينار ) مولى ابن عمر ، ( قال : كنت أنا ، وعبد الله بن عمر عند دار خالد بن عقبة ) - بالقاف - ابن أبي معيط القرشي الأموي ، صحابي من مسلمة الفتح ، زعم ابن الحذاء أنه لم يشهد جنازة الحسن بن علي من بني أمية غيره ، ورد بما جاء أن سعيد بن العاصي الأموي صلى عليه ، قدمه الحسين ، لكونه أمير المدينة يومئذ ( التي بالسوق ) ، أي سوق المدينة النبوية ، ( فجاء رجل يريد أن يناجيه ) ، يسارره ، ( وليس مع عبد الله أحد غيري ، وغير الرجل الذي يريد أن يناجيه ، فدعا عبد الله بن عمر رجلا آخر حتى كنا ) ، أي صرنا ( أربعة فقال لي وللرجل الذي دعاه : استأخرا شيئا ) ، قليلا بحيث لا يسمعان التناجي ، ( فإني سمعت [ ص: 647 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا يتناجى ) بألف لفظا مقصورة ، ثابتة في الكتابة تحتية ساقطة في الدرج ، لالتقاء الساكنين بلفظ الخبر ، ومعناه النهي ( اثنان دون واحد ) ; لأنه يوقع الرعب في قلبه ، وفيه مخالفة لما توجبه الصحبة من الألفة ، والأنس ، وعدم التنافر ، ولذا قيل : إذا سررت في مجلس فإنك في أهله متهم ، وتخصيص النهي بصدر الإسلام حين كان المنافقون يتناجون دون المؤمنين رد بأن النهي لا يثبت بالاحتمال ، وبأنه لو كان كذلك لم يكن للتقييد بالعدد معنى ، وخصه عياض بالسفر لأنه مظنة الخوف ، ورده القرطبي بأنه تحكم وتخصيص لا دليل عليه ، وقد قال ابن العربي : الخبر عام اللفظ والمعنى ، والعلة الحزن ، وهو موجود في الحضر والسفر ، فوجب أن يعمهما ، والنهي للتحريم عند الجمهور ، لكن محله عند المالكية إذا خشيا أن صاحبهما يظن أن تناجيهما في غدره ، وإلا كره حضرا وسفرا في القسمين ، وفي معنى التناجي ما لو تحدثا بلسان لا يفهم .