1880 1833 - ( مالك عن ابن شهاب ) محمد بن مسلم ( عن عطاء بن يزيد ) - بتحتية فزاي - [ ص: 671 ] ( الليثي ) بمثلثة من أنفسهم ، وقيل : مولاهم ( المدني ) نزيل الشام من الثقات ، مات بالمدينة سنة خمس أو سبع ومائة ، وقد جاوز الثمانين ( عن أبي سعيد الخدري أن أناسا ) - بضم الهمزة - ( من الأنصار ) قال الحافظ : لم يتعين لي أسماؤهم إلا أن في النسائي ما يدل على أن أبا سعيد الراوي منهم ، وللطبراني عن حكيم بن حزام : أنه خوطب ببعض ذلك ، لكنه ليس أنصاريا إلا بالمعنى الأعم ، nindex.php?page=hadith&LINKID=10354674 ( سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم ، ثم سألوه ) ثانيا ( فأعطاهم حتى نفد ) بكسر الفاء ودال مهملة ، أي فرغ ( ما عنده ، ثم قال : ما يكون عندي من خير ) ما موصولة متضمنة معنى الشرط ، وجوابه ، ( فلن أدخره عنكم ) بتشديد المهملة ، أي لن أجعله دخيرة لغيركم ، أو لن أحبسه ، وأخبأه وأمنعه إياه ، ( ومن يستعفف ) بفاءين ، أي يطلب العفة عن السؤال ( يعفه الله ) ، بنصب الفاء ، أي يصونه عن ذلك ، أو يرزقه العفة ، أي الكف عن الحرام ، ( ومن يستغن ) يظهر الغنى بما عنده من اليسير عن المسألة ( يغنه الله ) ، أي يمده بالغنى من فضله .
( ومن يتصبر ) يعالج الصبر ويتكلفه على ضيق العيش وغيره من مكاره الدنيا ، ( يصبره الله ) : يرزقه الله الصبر ، ويعينه عليه ، ويوفقه له ، ( وما أعطي ) ، بضم الهمزة مبني للمفعول ( أحد ) نائبه ( عطاء ) ، نصب مفعول ثان لأعطي ، ( هو خير وأوسع من الصبر ) ، لجمعه مكارم الأخلاق ، ولأنه كما قال الباجي : أمر يدوم له الغنى به لا يفنى ، ومع عدمه لا يدوم له الغنى وإن كثر ، وربما يغنى ، ويمتد الأمل إلى أكثر منه مع عدم الصبر .
وقال الطيبي : يريد أن من طلب من نفسه العفة عن السؤال ، ولم يظهر الاستغناء يعفه الله ، أي يصيره عفيفا ، ومن ترقى عن هذه المرتبة إلى ما هو أعلى من إظهار الاستغناء عن الخلق ، لكن إن أعطي شيئا لم يرده ، يملأ الله قلبه غنى ، ومن فاز بالقدح المعلى وتصبر ، ولم يسأل وإن أعطي لم يقبل ، فهذا هو الصبر الجامع لمكارم الأخلاق ، انتهى .
وفيه ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - من السخاء ، وإنفاذ أمر الله ، وإعطاء السائل مرتين ، والاعتذار إلى السائل ، والحض على التعفف ، وجواز السؤال للحاجة ، وإن كان الأولى تركه والصبر حتى يأتيه رزقه بلا مسألة .
وأخرجه الشيخان في الزكاة ، والبخاري عن عبد الله بن يوسف ، ومسلم عن قتيبة بن سعيد كلاهما عن مالك به .