210 208 - ( مالك عن أيوب بن أبي تميمة ) بفوقية وميمين بينهما تحتية ساكنة ثم هاء واسمه كيسان ( السختياني ) بفتح السين المهملة على الأصح ، وحكي ضمها وكسرها ، وإسكان الخاء المعجمة ، وفوقية مفتوحة ثم تحتية خفيفة فألف فنون نسبة إلى السختيان وهو الجلد ؛ لأنه كان يبيعه بالبصرة كما جزم به أبو عمر ، وقال غيره : لبيع أو عمل ، البصري أبي بكر ، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد ، رأى أنس بن مالك وروى عن سالم ونافع وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وغيرهم ، وعنه السفيانان والحمادان ومالك وخلق ، قال شعبة : كان سيد الفقهاء ما رأيت مثله ، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وله خمس وستون سنة .
( عن محمد بن سيرين ) بن أبي عمرة الأنصاري مولاهم البصري ، روى عن مولاه أنس وأبي قتادة وسعيد وأبي هريرة وابن عباس وعائشة وخلق ، وعنه ثابت وأيوب وقتادة وخلق ، وثقه أحمد ويحيى وغيرهما ، وقال ابن سعد : كان ثقة مأمونا عالما فقيها إماما ، كثير العلم ورعا ، وكان به صمم ، قال ابن حبان : كان من أورع أهل البصرة فقيها فاضلا حافظا متقنا يعبر الرؤيا ، رأى ثلاثين من الصحابة ، مات في شوال سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم [ ص: 347 ] وهو ابن سبع وسبعين سنة .
( عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف ) أي سلم ( من اثنتين ) أي ركعتين ( فقال له ذو اليدين ) اسمه الخرباق بكسر الخاء المعجمة ، وسكون الراء بعدها موحدة فألف فقاف ابن عمرو السلمي بضم السين ، ففي مسلم من رواية أبي سلمة عن أبي هريرة : فقام إليه رجل يقال له الخرباق وكان في يديه طول ، بناء على اتحاد حديثي أبي هريرة وعمران ورجحه الحافظ ، وقيل : إن ذا اليدين غير الخرباق وطول يديه محمول على الحقيقة ، ويحتمل أنه كناية عن طولهما بالعمل وبالبذل ، قال القرطبي : وجزم ابن قتيبة بأنه كان يعمل بيديه جميعا ، وزعم بعض أنه كان قصير اليدين وكأنه ظن أنه حميد الطويل فهو الذي فيه الخلاف ، وقال جماعة : كان ذو اليدين يكون بالبادية فيجيء فيصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .
( أقصرت ) بضم القاف وكسر المهملة على البناء للمفعول ( الصلاة ) أي أقصرها الله ، وبفتح القاف وضم الصاد على البناء للفاعل ، أي صارت قصيرة ، قال النووي : هذا أكثر وأرجح ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10351510أم نسيت يا رسول الله ) فاستفهم لأن الزمان زمان نسخ ، وفيه دلالة على ورع الصحابي : إذ لم يجزم بشيء بغير علم .
( nindex.php?page=hadith&LINKID=10351514فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) وفي الصحيحين من وجه آخر : ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها وفيهم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه فلذا قيل معنى قام اعتدل ، وقيل القيام كناية عن الدخول في الصلاة ، وقال ابن المنير : فيه إيماء إلى أنه أحرم ثم جلس ثم قام ، قال الحافظ : وهو بعيد جدا ولا بعد فيه فضلا عن قوته إذ غاية ما قال فيه إيماء .
( ثم سلم ثم كبر ) قال القرطبي : فيه دلالة على أن التكبير للإحرام لإتيانه بثم المقتضية للتراخي فلو كان التكبير للسجود لكان معه ، وقد اختلف هل يشترط لسجود السهو بعد السلام إحرام أو يكتفى بتكبير السجود ، فالجمهور على الاكتفاء ، ومذهب مالك وجوب التكبير لكن لا تبطل بتركه ، وأما نية إتمام ما بقي فلا بد منها .
( فسجد ) للسهو ( مثل سجوده ) للصلاة ( أو أطول ثم رفع ) من سجوده ( ثم كبر فسجد ) ثانية ( مثل سجوده ) للصلاة ( أو أطول ) منه ( ثم رفع ) أي ثانيا من السجدة الثانية ، [ ص: 348 ] ولم يذكر أنه تشهد بعد سجدتي السهو ، وقد روى البخاري تلو هذا الحديث عن سلمة بن علقمة قال : قلت لمحمد يعني ابن سيرين في سجدتي السهو تشهد ؟ قال : ليس في حديث أبي هريرة ومفهومه أنه ورد في حديث غيره .
وضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما ووهموا رواية أشعث لمخالفته غيره من الحفاظ عن ابن سيرين ، فإن المحفوظ عنه في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد ، وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإسناد لا ذكر للتشهد فيه ، كما أخرجه مسلم فصارت زيادة شاذة ، لكن قد جاء التشهد في سجود السهو عن ابن مسعود عند أبي داود والنسائي وعن المغيرة عند البيهقي وفي إسنادهما ضعف إلا أنه باجتماع الأحاديث الثلاثة ترتقي إلى درجة الحسن ، قال العلاء : وليس ذلك ببعيد وقد صح ذلك عند أبي شيبة عن ابن مسعود من قوله : وهذا الحديث أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك به ، وتابعه سفيان بن عيينة وحماد وغيرهما عن أيوب بنحوه في الصحيحين وغيرهما .