[ ص: 361 ] 18 - باب النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها
بفتح الياء والغين وبضم أوله وكسر الغين أي يلهيك ، قال المجد : شغله كمنعه شغلا ويضم ، وأشغله لغة جيدة أو قليلة أو ردية .
220 218 - ( مالك عن علقمة بن أبي علقمة ) واسمه بلال ويقال له أيضا علقمة ابن أم علقمة واسمها مرجانة مولاة عائشة بلا خلاف ، وأما أبوه فقال مالك : إنه مولاها أيضا .
وقال الزبير بن بكار مولى مصعب بن عبد الرحمن بن عوف : كان علقمة ثقة مأمونا روى عنه مالك وغيره من الأئمة .
قال مصعب الزبيري عن أبيه : تعلمت النحو في كتاب علقمة بن أبي علقمة وكان نحويا .
( عن أمه ) مرجانة روت عن عائشة ومعاوية ، وثقها ابن حبان .
( أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ) هكذا الجميع رواة الموطأ وسقط ليحيى عن أمه وهو مما عد عليه ولم يتابعه عليه أحد قاله ابن عبد البر .
( قالت : أهدى أبو جهم ) بفتح الجيم وسكون الهاء ويقال فيه أبو جهيم بالتصغير ( ابن حذيفة ) بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ، قال البخاري وجماعة : اسمه عامر ، وقال سعد والزبير بن بكار وغيرهما : اسمه عبيد بالضم صحابي من مسلمة الفتح كان من معمري قريش ومشيختهم ونسابهم ، حضر بناء الكعبة حين بنتها قريش وحين بناها ابن الزبير ، وهو المذكور في حديث : وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، قيل : إنه كان ضرابا للنساء ، ذكر ابن سعد أنه مات في آخر خلافة معاوية ، لكن ذكر ابن بكار عن عمه مصعب أن أبا جهم حضر بناء ابن الزبير للكعبة وهذا يدل على تأخر موته إلى أوائل خلافة ابن الزبير ، ويؤيده ما روي أنه وفد على يزيد بن معاوية ثم على ابن الزبير بعد ذلك .
( لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خميصة ) بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم وصاد مهملة كساء رقيق مربع ويكون من خز أو صوف وقيل : لا تسمى بذلك إلا أن تكون سوداء مظلمة ، سميت خميصة للينها ورقتها وصغر حجمها إذا طويت ، مأخوذ من الخمص وهو ضمور البطن ، وفي التمهيد الخميصة كساء رقيق قد يكون بعلم وبغير علم ، وقد يكون أبيض معلما ، وقد يكون أصفر وأحمر وأسود وهي من لباس أشراف العرب .
( شامية لها ) بالتأنيث على لفظ خميصة ، وفي رواية له بالتذكير على معنى أنها كساء .
( علم ) في رواية عروة عن عائشة في الصحيحين له [ ص: 362 ] أعلام فالمراد الجنس ( فشهد فيها الصلاة ) أي صلى وهو لابس لها .
وقال الطيبي : فيه إيذان بأن للصور والأشياء الظاهرة تأثيرا في القلوب الطاهرة والنفوس الزكية يعني فضلا عمن دونها .
وقال ابن قتيبة : إنما ردها - صلى الله عليه وسلم - لأنه كرهها ولم يكن يبعث إلى غيره ما كرهه لنفسه ، وقد قال لعائشة : لا تتصدقي بما لا تأكلين ، وكان أقوى الخلق على دفع الوسوسة ، لكن لما أعلم أبو جهم بما نابه فيها دل على أنه لا يلبسها في الصلاة لأنه أحرى أن يخشى على نفسه الشغل بها عن الخشوع ، ويحتمل أنه أعلمه بما نابه لتطيب نفسه ويذهب عنه ما يجد من رد هديته .
قال الباجي : أو ليقتدي به في ترك لبسها من غير تحريم اهـ .