واختار ابن عبد البر أنه سنة لمواظبته عليه - صلى الله عليه وسلم - قال : وقول قوم إنها واجبة عليه لا وجه له لقوله : ومن الليل فتهجد به ( سورة الإسراء : الآية 79 ) نافلة لك أي فضيلة ، والإجماع على نسخ الوجوب في حق الأمة ، وشذ عبيدة السلماني التابعي فأوجبه قدر حلب شاة وتعقب بأن معنى نافلة لك زائدة في فرائضك .
257 254 - ( مالك عن محمد بن المنكدر ) بن عبد الله المدني الثقة الفاضل ( عن سعيد بن جبير ) الأسدي مولاهم الكوفي ثقة ثبت فقيه أحد الأعلام قتله الحجاج ظلما في شعبان سنة خمس وتسعين وهو ابن سبع وخمسين وقيل : تسع وأربعين ، قال ميمون بن مهران : لقد مات وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه ( عن رجل عنده رضي ) قال ابن عبد البر : قيل : إنه الأسود بن يزيد النخعي ، فقد أخرجه النسائي من طريق ابن جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن الأسود بن يزيد عن عائشة به ، ورواه النسائي أيضا من وجه آخر عن أبي جعفر عن ابن المنكدر عن سعيد عن عائشة بلا واسطة ، وجزم الحافظ بأن روايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة .
قال الحافظ العراقي : وقد جاء من حديث أبي الدرداء بنحو حديث عائشة أخرجه النسائي وابن ماجه والبزار بإسناد الصحيح ( أنه أخبره أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : [ ص: 424 ] ما ) نافية ( من ) زائدة ( امرئ ) محرر لفظا مرفوع اسم ما إن جعلت حجازية ، وعلى الابتداء إن جعلت تميمية ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10351741تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم ) قال الباجي : هو على وجهين أحدهما أن يذهب به النوم فلا يستيقظ . والثاني أن يستيقظ ويمنعه غلبة النوم من الصلاة فهذا حكمه أن ينام حتى يذهب عنه مانع النوم ( إلا كتب له أجر صلاته ) التي اعتادها وغلبه النوم أحيانا مكافأة له على نيته .
قال الباجي : وذلك يحتمل أن له أجرها غير مضاعف ولو عملها لضوعف له أجرها إذ لا خلاف أن المصلي أكمل حالا ، ويحتمل أن يريد له أجر نيته وأن له أجر من تمنى أن يصلي تلك الصلاة أو أجر تأسفه على ما فاته منها ، واستظهر غيره الأول أي أجر نيته لا سيما مع قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10351742وكان نومه عليه صدقة ) قال الباجي : يعني أنه لا يحتسب به ويكتب له أجر المصلين .