359 357 - ( مالك عن أبي النضر ) بفتح النون وسكون المعجمة سالم بن أبي أمية ( مولى عمر بن عبيد الله ) بضم العين ( أن أبا مرة ) بضم الميم وشد الراء ( مولى عقيل بن أبي طالب ) حقيقة أو مجازا ، وللأويسي والقعنبي والتنيسي مولى أم هانئ .
( فقلت : nindex.php?page=showalam&ids=94أم هانئ بنت أبي طالب ) فيه إيضاح الجواب غاية التوضيح كما في ذكر الكنية والنسب هنا ، ( فقال : مرحبا nindex.php?page=showalam&ids=94بأم هانئ ) بباء الجر وفي رواية يا أم هانئ بياء الندا والأولى رواية الأكثر كما في المشارق أي لقيت رحبا وسعة ، وفيه كرم الأخلاق وتأنيس الأهل .
( فلما فرغ من غسله ) بضم الغين ( قام فصلى ثماني ركعات ) بكسر النون وفتح الياء مفعول فصلى حال كونه ( ملتحفا ) . أي ملتفا ( في ثوب واحد ) زاد كريب عن أم هانئ : يسلم من كل ركعتين أخرجه ابن خزيمة ، وفيه رد على من تمسك به لصلاتها موصولة سواء صلى ثمانية أو أقل ، وللطبراني عن ابن أبي أوفى أنه صلى ركعتين فسألته امرأته فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفتح ركعتين ورأتأم هانئ بقية الثمان وهذا يقوي أنه صلاها مفصولة ، ( ثم انصرف ) من صلاته ( فقلت : يا رسول الله زعم ) أي قال أو ادعى ( ابن أم علي ) وهي شقيقته أمهما nindex.php?page=showalam&ids=11108فاطمة بنت أسد بن هاشم لكن خصت الأم لأنها آكد في القرابة ، ولأنها بصدد الشكاية في إخفار ذمتها فذكرت ما بعثها على الشكوى حيث أصيبت من محل يقتضي أن لا تصاب منه لما جرت العادة أن الأخوة من جهة الأم أشد في الحنان والرعاية من غيرها ، قال ابن عبد البر : كانوا يسمون كل شقيق بابن أم دون الأب ليدلوا على قرب المحل من النفس إذ جمعهم بطن واحد قال هارون : ( يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ) ( سورة طه : الآية 94 ) ، ( ابن أم إن القوم استضعفوني ) ( سورة الأعراف : الآية 150 ) وهما شقيقان .
( أنه قاتل رجلا أجرته ) بالراء أي أمنته ، وفيه إطلاق اسم الفاعل على من عزم على التلبس بالفعل وفي تأخيرها سؤال حاجتها حتى قضى صلاته جميل أدب وحسن تناول .
( فلان ) بدل من رجلا أو من الضمير المنصوب ، وبالرفع بتقدير هو فلان ( ابن هبيرة ) بضم الهاء وفتح الموحدة ابن أبي وهب بن عمر المخزومي زوج أم هانئ ولدت منه أولادا منهم هانئ الذي كنيت به ، قال الحافظ : وعند أحمد والطبراني من طريق أخرى عن أبي مرة عن أم هانئ أني قد أجرت حموين لي ، قال أبو العباس بن شريح وغيره : هما جعدة بن هبيرة ورجل آخر من مخزوم كانا فيمن قاتل خالد بن الوليد ولم [ ص: 525 ] يقبلا الأمان فأجارتهما أم هانئ فكانا من أحمائها .
وقال ابن الجوزي : إن كان ابن هبيرة منها فهو جعدة كذا قال وجعدة فيمن له روية ولم يصح له صحبة ، وذكره من حيث الرواية في التابعين البخاري وابن حبان وغيرهما ، فكيف يتهيأ لمن هذا سبيله في صغر السن أن يكون عام الفتح مقاتلا حتى يحتاج إلى الأمان ؟ ثم لو كان ابن أم هانئ لم يهم علي بقتله لأنها كانت قد أسلمت وهرب زوجها وترك ولدها عندها ، وجوز ابن عبد البر أن يكون ابنا لهبيرة من غيرها مع نقله أن أهل النسب لم يذكروا لهبيرة ولدا من غير أم هانئ ، وجزم ابن هشام في تهذيب السيرة بأن اللذين أجارتهما أم هانئ هما الحارث بن هشام وزهير بن أبي أمية المخزوميان ، وروى الأزرقي بسند فيه الواقدي في حديث أم هانئ هذا أنهما الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة ، وحكى بعضهم أنهما الحارث وهبيرة بن أبي وهب وليس بشيء لأن هبيرة هرب عند فتح مكة إلى نجران ، فلم يزل بها مشركا حتى مات كما جزم به ابن إسحاق وغيره ، فلا يصح ذكره فيمن أجارته أم هانئ .
والذي يظهر لي أن في رواية الباب حذفا كأنه كان فيه فلان ابن عم هبيرة فسقط لفظ عم ، أو كان فيه فلان قريب هبيرة فتغير لفظ قريب بلفظ ابن ، وكل من الحارث بن هشام وزهير بن أبي أمية وعبد الله بن أبي ربيعة يصح وصفه بأنه ابن عم هبيرة وقريبه لكون الجميع من بني مخزوم .
وأجاب الجمهور بأنه إنما قال ذلك تطييبا لنفسها بإسعافها وإن كانت صادفت حكم الله في ذلك ، وقد خرج قاسم بن أصبغ هذا الحديث بلفظ : " أتاني يوم الفتح حموان فأجرتهما فأتى علي يريد قتلهما ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح بأعلى مكة ، فقلت : يا رسول الله إني أمنت حموين لي وإن ابن أمي عليا يريد قتلهما ، فقال : ما كان له ذلك " ، وفي رواية : " ليس له ذلك قد أجرنا من أجرت " ، ففي قوله : ليس له ذلك دليل على صحة هذا القول ، ويدل عليه الحديث الآخر : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10351969المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم " إذ معنى يسعى بذمتهم يجوز تأمين المسلم ولو كان ذميا أو امرأة أو عبدا اهـ .
وحكى ابن المنذر الإجماع على جواز تأمين المرأة إلا ابن الماجشون وحكاه غيره عن سحنون أيضا .
( قالت أم هانئ : وذلك ضحى ) أي صلاة ضحى ففيه إثبات استحباب الضحى ، وقال قوم : إنه لا دلالة فيه على ذلك .
قال عياض : لأنها إنما أخبرت عن وقت صلاته ، قالوا : وإنما هي سنة الفتح وقد صلاها خالد بن الوليد في بعض فتوحه كذلك ، وقال السهيلي : هذه الصلاة تعرف عند العلماء بصلاة الفتح وكان الأمراء يصلونها إذا فتحوا بلدا ، قال ابن [ ص: 526 ] جرير : صلاها سعد بن أبي وقاص حين افتتح المداين في إيوان كسرى ، قال وهي ثمان ركعات لا يفصل بينها وتصلى بإمام .
وله شاهد عن أبي ذر ثم البزار وفي إسناده ضعف أيضا ، لكن إذا ضما إلى حديث أنس قوي وصلح للاحتجاج به ، ونقل الترمذي عن أحمد أن أصح شيء ورد في الباب حديث أم هانئ وهو كما قال ، وقد أخرجه البخاري في مواضع عن عبد الله بن مسلمة وعن إسماعيل بن أبي أويس وعن عبد الله بن يوسف ومسلم عن يحيى أربعتهم عن مالك به وله طرق .
وفي مسلم عن عبد الله بن الحارث الهاشمي : سألت وحرصت على أن أحدا من الناس يخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى فلم أجد غير أم هانئ حدثتني فذكر الحديث .
وعبد الله بن الحارث هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ذكر في الصحابة لأنه ولد على عهده صلى الله عليه وسلم ، وبين في رواية ابن ماجه وقت سؤاله فقال : سألت في زمن عثمان والناس متوافرون .