417 417 - ( مالك ، عن ابن شهاب ، عن محمود بن الربيع ) بن سراقة بن عمرو ( الأنصاري ) الخزرجي أبي محمد المدني ، صحابي صغير وجل روايته عن الصحابة أبو عمر ، قال يحيى : محمود بن لبيد غلط بين لم يروه أحد من أصحاب مالك ولا من أصحاب ابن شهاب إلا عن محمود بن الربيع ( أن عتبان ) بكسر المهملة ويجوز ضمها وسكون الفوقية ( ابن مالك ) بن عمرو بن العجلان الأنصاري السالمي ، صحابي شهير ، مات في خلافة معاوية ، ( كان يؤم قومه ) أي : حين لقيه محمود وسمع منه الحديث لا حين سؤاله للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
ويبينه قوله في رواية يعقوب : فجئت إلى عتبان وهو شيخ أعمى يؤم قومه ، فلا يخالف رواية إبراهيم بن سعد ومعمر عند البخاري ، ويونس في مسلم ، والزبيدي والأوزاعي في الطبراني كلهم ، عن الزهري أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : قد أنكرت بصري ، وللطبراني من رواية أبي أويس : لما ساء بصري .
وللإسماعيلي من طريق عبد الرحمن بن نمر : جعل بصري يكل ، وكل ذلك ظاهر في أنه لم يكن بلغ العمى إذ ذاك ، ويؤيد هذا الحمل رواية ابن ماجه من طريق إبراهيم بن سعد : لما أنكرت بصري .
وقوله في مسلم من طريق سليم بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، عن عتبان : أصابني في بصري بعض الشيء ، فإنه ظاهر في أنه لم يكمل عماه ، لكن لمسلم من طريق حماد بن سلمة ، عن ثابت بلفظ أنه عمي فأرسل ، وجمع ابن خزيمة بين رواية مالك وغيره من أصحاب ابن شهاب ، فقال قوله : قد أنكرت بصري هذا اللفظ يطلق على من في بصره سوء وإن كان يبصر بصرا ما ، وعلى من صار أعمى لا يبصر شيئا ، انتهى ، والأولى أن يقال : أطلق عليه العمى لقربه منه ومشارفته له في فوات ما كان يعهده في حال الصحة وبهذا تأتلف الروايات .
( وأنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ظاهره مشافهة وهو أيضا ظاهر رواية الليث أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
ولمسلم في رواية ثابت ، عن أنس ، عن عتبان : أنه بعث إلى النبي ، فيحتمل أنه نسب إتيان رسوله إلى نفسه مجازا ، لكن في الطبراني ، عن أبي أويس ، عن ابن شهاب بسنده أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم جمعة : لو أتيتني يا رسول الله ، وفيه أنه أتاه يوم السبت ، فظاهره أن مخاطبة عتبان بذلك حقيقة لا مجازا ، فيحمل على أنه أتاه مرة وبعث إليه أخرى إما متقاضيا وإما مذكرا .
( إنها تكون الظلمة والمطر والسيل ) سيل الماء ، وفي رواية الليث : وأنا أصلي لقومي ، فإذا كانت الأمطار سال [ ص: 597 ] في الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم .
( وأنا رجل ضرير البصر ) أي : أصابني منه ضر فهو كقوله : أنكرت بصري ، قال أبو عمر : أي ناقصه فإذا عمي أطلق عليه ضرير من غير تقييد بالبصر ، وذكر هذه الأربعة ، وإن كفى كل واحد منها في عذر ترك الجماعة ؛ ليبين كثرة موانعه ، وإنه حريص على الجماعة .
( فصل يا رسول الله في بيتي مكانا ) بالنصب على الظرفية وإن كان محدودا لتوغله في الإبهام فأشبه خلف ونحوها أو على نزع الخافض ؛ أي : في مكان ( أتخذه ) بالجزم في جواب الأمر ؛ أي : إن تصل أتخذه وبالرفع ، والجملة في محل نصب صفة مكانا أو مستأنفة لا محل لها ( مصلى ) بالميم موضعا للصلاة ( فجاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) وفي رواية الليث : " فغدا علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر " زاد الإسماعيلي بالغد ، ولم يذكره جمهور الرواة عن ابن شهاب غيره ، حتى أن في رواية الأوزاعي فاستأذنا فأذنت لهما ، لكن في رواية أبي أويس ومعه أبو بكر وعمر ولمسلم عن أنس ، عن عتبان فأتاني ومن شاء الله من أصحابه .
وفي رواية يعقوب عند البخاري والطيالسي : فلما دخل لم يجلس حتى قال : أين تحب ؟ وهي أبين في المراد ؛ لأن جلوسه إنما وقع بعد صلاته بخلاف ما وقع منه في بيت مليكة جلس فأكل ثم صلى ؛ لأنه هناك دعي إلى طعام فبدأ به وهنا دعي إلى الصلاة فبدأ بها .