قال أبو عمر : وأما قول عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث " دف ناس " فمعناه عند أهل اللغة دف ناس إلينا وأتونا ، وأصله عندهم من دفيف الطائر إذا حرك جناحيه , ورجلاه في الأرض ، يقال في ذلك : دف الطائر يدف دفيفا ، وقال الخليل : والدافة قوم يدفون أي يسيرون سيرا لينا ، وتداف القوم إذا ركب بعضهم بعضا في قتال ، أو نحوه .
وأما قولها " حضرة الأضحى " فمعناه في وقت الأضحى ، وفي حين الأضحى .
وأما قوله : ويحملون من الودك فمعناه يذيبون منها الشحم ، والودك الشحم ، يقال منه : جملت الشحم وأجملته واجتملته أي أذبته ، والاجتمال الادهان بالجميل ، وهي الإهالة .
وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وادخروا وتزودوا , وقد ذكرنا الآثار بذلك في باب ربيعة من كتابنا هذا .
[ ص: 210 ] وتكلمنا على معاني هذا الحديث هناك بما يغني ، عن إعادته هاهنا وبالله توفيقنا .