استدل قوم بهذا الحديث على أن آل محمد هم أزواجه وذريته خاصة لقوله في حديث مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17212نعيم المجمر وفي [ ص: 303 ] غير ما حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015013اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد وفي هذا الحديث : اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، فقالوا : هذا يفسر ذلك الحديث ويبين أن آل محمد هم أزواجه وذريته .
هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته فيما علمت .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس ، عن مالك ، عن محمد ، وعبد الله ابني أبي بكر ، عن أبيهما ، عن عمرو بن سليم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=187أبي حميد الساعدي . وذكر محمد بن أبي بكر فيه غريب إن صح ، قالوا : فجائز أن يقول الرجل لكل من كان من أزواج محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن ذريته : صلى الله عليك إذا وجهه ، وصلى الله عليه إذا غاب عنه ، ولا يجوز ذلك في غيرهم ، قالوا : والآل ، والأهل سواء ، وأهل الرجل وآله سواء ، وهم الأزواج ، والذرية بدليل هذا الحديث . وقال جماعة من أهل العلم : الأهل معلوم ، والآل الأتباع ، وقد ذكرنا وجه قول كل واحد في باب nindex.php?page=showalam&ids=17212نعيم المجمر من كتابنا هذا ، والحمد لله .
وقال آخرون : لا يجوز أن يصلى على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم وحده دون غيره ; لأنه خص بذلك ، واستدلوا بقوله عز وجل : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ، قالوا : وإذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد [ ص: 304 ] من أمته انبغى له أن يصلي عليه لما جاء في ذلك عنه من قوله - عليه السلام - : من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ولا يجوز أن يتراحم عليه ; لأنه لم يقل من تراحم علي ، ولا من دعا لي ، وإن كانت الصلاة هاهنا معناها الرحمة ، فكأنه خص بهذا اللفظ تعظيما له ، قال الله عز وجل : إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ولم يقل : إن الله وملائكته يتراحمون على النبي ، وإن كان المعنى واحدا ليخصه بذلك ، والله أعلم .
واحتج قائلو هذه المقالة بأن nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس كان يقول : لا يصلى على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ، وبما روي عن عبد الله بن عمر أنه كان يقف على قبر النبي - عليه السلام - فيصلي عليه ويدعو لأبي بكر ، وعمر ، وقد روي في خبره هذا أنه كان يصلي على النبي - عليه السلام - ، وعلى أبي بكر ، وعمر ، والأول عند قائلي هذه المقالة أثبت عنه ، وقال آخرون : جائز أن يصلى على كل أحد من المسلمين ، وقالوا : آل محمد أتباعه [ ص: 305 ] وشيعته وأهل دينه هم آله ، واحتجوا بقول الله عز وجل : ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ، قالوا : ومعلوم أن آل فرعون أتباعه على دينه .
واحتجوا أيضا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى حدثناه nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، nindex.php?page=showalam&ids=16502وعبد الوارث بن سفيان ، قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16434عبد الله بن روح المدائني ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=1015016كان إذا أتاه قوم بصدقتهم ، قال : اللهم صل عليهم فأتاه أبي بصدقته ، فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى قالوا : ففي هذا الحديث بيان أن الصلاة على كل أحد جائزة من كل أحد اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وتأسيا به ; لأنه كان - عليه السلام - يمتثل قول الله عز وجل : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ، قالوا : ومعلوم أن الصلاة هاهنا الرحمة والتراحم فغير نكير أن يجوز من كل أحد من المسلمين بدليل الكتاب ، والسنة [ ص: 306 ] قال أبو عمر : كل ما ذكرنا ، قد قاله العلماء فيما وصفنا وبالله توفيقنا .