هذا من أفضل حديث وأجله في فضل الجهاد لأنه مثله بالصلاة والصيام وهما أفضل الأعمال ، وجعل المجاهد بمنزلة من لا يفتر عن ذلك ساعة ، فأي شيء أفضل من الجهاد ؟ يكون صاحبه راكبا ، وماشيا ، وراقدا ، ومتلذذا بكثير من حديث رفيقه ، وأكله ، وشربه ، وغير ذلك مما أبيح له ، وهو في ذلك كله كالمصلي التالي للقرآن في صلاته الصائم مع ذلك المجتهد ، إن هذا لغاية في الفضل ، وفقنا الله برحمته .
وقد ذكرنا في كتاب العلم أيضا أن فرض الجهاد على الكفاية كطلب العلم على حسبما قد أوضحناه هنالك .
قال مالك رحمه الله : الجهاد فرض بالأموال والأنفس ، فإن منعهم الضرر أو عاهة بأنفسهم لم يسقط عنهم الفرض بأموالهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : الجهاد واجب إلا أن المسلمين في عذر حتى يحتاج إليهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16438ابن شبرمة : الجهاد ليس بواجب ، والقائمون به من المسلمين أنصار الله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : الغزو غزوان : نافلة ، وفريضة ، فأما الفريضة فالنفير إذا أظل العدو بلد الإسلام ، والنافلة الرباط والخروج إلى الثغور إذا كان فيها من فيه كفاية .