وفي هذا الحديث دليل على أن الغنيمة لا تنقص من أجر المجاهد شيئا ، وأن المجاهد وافر الأجر غنم أو لم يغنم ، ويعضد هذا ويشهد له ما اجتمع على نقله أهل السير والعلم بالأثر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب لعثمان ، وطلحة ، nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد بأسهمهم يوم بدر وهم غير حاضري القتال [ ص: 342 ] فقال كل واحد منهم : وأجري يا رسول الله ، قال : وأجرك ، وأجمعوا أن تحليل الغنائم لهذه الأمة من فضائلها ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس قبلكم وقال - صلى الله عليه وسلم - فضلت بخصال . . وذكر منها ، وأحلت لي الغنائم ، ولو كانت تحبط الأجر أو تنقصه ما كانت فضيلة له ، وقد ظن قوم أن الغنيمة تنقص من أجر الغانمين لحديث رووه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما من سرية أسرت فأخفقت إلا كتب لها أجرها مرتين ، قالوا : وفي هذا الحديث ما يدل على أن العسكر إذا لم يغنم كان أعظم لأجره ، والله أعلم .
واحتجوا أيضا بما حدثنا أحمد بن قاسم nindex.php?page=showalam&ids=16502وعبد الوارث بن سفيان ، قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14060الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15303أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : حدثنا حيوة ، عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015443ما من غازية تغزو في سبيل الله فتصيب غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم [ ص: 343 ] الثلث ، فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم وهذا إنما فيه تعجيل بعض الأجر مع التسوية فيه للغانم وغير الغانم ، إلا أن الغانم عجل له ثلثا أجره ، وهما مستويان في جملته ، وقد عوض الله من لم يغنم في الآخرة بمقدار ما فاته من الغنيمة ، والله يضاعف لمن يشاء ، وهو أفضل من رجي وتوكل عليه لا إله إلا هو .