قال أبو عمر : في حديث مالك : فرفعت ، وليس في هذا : فرفعت ، وهي لفظة محفوظة عند الحفاظ في حديث حميد هذا ، والله أعلم بمعنى ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ذلك .
والأظهر من معانيه أنه رفع علم تلك الليلة عنه فأنسيها بعد أن كان علمها ، ولم ترفع رفعا ، لا تعود بعده ; لأن في حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر أنها في كل رمضان وأنها إلى يوم القيامة ، ويدل على ذلك من هذا الحديث قوله : " فالتمسوها " ، إلا أنه يحتمل أن يكون معنى قوله - التمسوها في سائر الأعوام ، أو في العام المقبل ، فإنها رفعت في هذا العام ، ويحتمل أن يكون رفعت في تلك [ ص: 201 ] الليلة من ذلك الشهر ، ثم تعود فيه في غيرها ، وفي ذلك دليل على أنها ليس لها ليلة معينة ، لا تعدوها ، والله أعلم .
وكان سبب رفع علمها عنه ما كان من التلاحي بين الرجلين ، والله أعلم .
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وعن المراء أشد النهي .
وروي عنه عليه السلام أنه قال : نهاني ربي عن ملاحاة الرجال .
وقال : الملاحاة السب ، يقال تلاحيا إذا استبا ، ولحاني أسمعني ما أكره من قبيح الكلام
ألا أيها اللاحي بأن أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
وقد ينشد هذا البيت على غير هذا :
ألا أيها ذا اللائمي أحضر الوغى ومن شؤم الملاحاة أنهم حرموا بركة ليلة القدر في تلك الليلة ، وهذا مما سبق في علم الله ، ولم يحرموها في ذلك العام ; لأن قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=1010541التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة يدل على ذلك ويحتمل أن يكون النبي عليه السلام منعهم الإخبار بها في ذلك الوقت تأديبا لهم في الملاحاة ، ويحتمل أن يكون اشتغل باله بتشاجرهما فنسيها .
وقال : هو حديث مشرقي ، لا أعلمه . وما حكاه ابن القاسم فليس بشيء ، وقد قال مالك وغيره من العلماء ما وصفت لك ، واستدلوا على ذلك بأنه قد روي منصوصا مثل قولهم هذا ، وبتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم التاسعة على السابعة والسابعة على الخامسة .
وروى أبو [ ص: 203 ] نضرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010545التمسوها في العشر الأواخر من رمضان والتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قال : قلت : يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا ، قال : أجل ، قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة ؟ ، قال : إذا مضت إحدى وعشرون فالتي تليها التاسعة ، وإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة ، وإذا مضت خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة . ذكره أبو داود ، عن ابن المثنى ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة . هكذا جاء في هذا الباب مراعاة التي تليها ، وذلك الأولى من التسع البواقي ، والأولى من السبع البواقي ، والأولى من الخمس البواقي ، وهذا يدل على اعتباره كمال العدد ثلاثين يوما ، وهو الأصل والأغلب ، وما خالفه فإنما يعرف بنزوله ، لا بأصله .
قال معمر : فكان أيوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين ويمس طيبا .
قوله : فمن كان منكم متحريها دليل على أن قيام ليلة القدر ، فضيلة لا فريضة ، وبالله التوفيق .
وقال آخرون : إنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله هذا التاسعة من العشر الأواخر والسابعة منه والخامسة منه ، يعنون ليلة تسع وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة خمس وعشرين واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث [ ص: 204 ] nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010548التمسوها في السبع الأواخر ، قالوا : فيدخل في ذلك ليلة تسع وعشرين ، فغير نكير أن تكون تلك التاسعة المذكورة في الحديث ، وكذلك تكون السابعة ليلة سبع وعشرين ، والخامسة ليلة خمس وعشرين ، قالوا : وليس في تقديمه لها في لفظه وعطفه ببعضها على بعض بالواو ما يدل على تقديم ، ولا تأخير .
قال أبو عمر : كل ما قالوه من ذلك يحتمل ، إلا أن قوله صلى الله عليه وسلم تاسعة تبقى وسابعة تبقى وخامسة تبقى يقضي للقول الأول .
وقال صلى الله عليه وسلم : التمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر ، وهذا أعم من ذلك لما فيه من الزيادة في الليالي التي تكون وترا ، وفيه دليل على انتقالها ، والله أعلم .
وأنها ليست في ليلة واحدة معينة في كل شهر رمضان ، فربما كانت ليلة إحدى وعشرين وربما كانت ليلة خمس وعشرين ، وربما كانت ليلة سبع وعشرين ، وربما كانت ليلة تسع وعشرين .
وقوله في كل وتر يقتضي ذلك ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في كل وتر .
قال أبو عمر : في ليلة إحدى وعشرين حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، وفي ليلة ثلاث وعشرين حديث عبد الله بن أنيس الجهني ، وفي [ ص: 205 ] ليلة سبع وعشرين حديث nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب وحديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ، وهي كلها صحاح ، فأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، فمن رواية مالك في الموطأ ، فأغنى عن ذكره هاهنا ; لأنه سيأتي في موضعه من كتابنا في باب nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد بن الهادي ، وهو محفوظ مشهور ، رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن جماعة .
وأما حديث عبد الله بن أنيس الجهني فهو مشهور وأكثر ما يأتي منقطعا ، وقد وصله جماعة من وجوه كثيرة قد ذكرناها في باب nindex.php?page=showalam&ids=15956أبي النضر سالم من كتابنا ، هذا والحمد لله .
ففي هذا الحديث دليل على جواز كونها ليلة اثنتين وعشرين ، وإذا كان هذا كذلك جاز أن تكون في غير وتر ، وممن ذهب إلى هذا nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري رحمه الله .
ذكر معمر عمن سمع الحسن ، يقول : نظرت الشمس عشرين سنة فرأيتها تطلع صباح أربع وعشرين من رمضان ليس لها شعاع .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=5152الصنابحي ، عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010553ليلة القدر ليلة أربع وعشرين . وهذا عندنا على ذلك العام ، وممكن أن تكون في مثله بعد ، إلا أن أكثر الأحاديث أنها في الوتر من العشر الأواخر ، وأكثر ما جاء أيضا في حديث عبد الله بن أنيس أنها ليلة ثلاث وعشرين بلا شك ، وسترى ذلك في باب أبي النضر [ ص: 206 ] إن شاء الله .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم يجتهد ليلة ثلاث وعشرين ، وفي ليلة ثلاث وعشرين حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يأتي في باب أبي النضر ، وفي ليلة ثلاث وعشرين قصة nindex.php?page=showalam&ids=15928زهرة بن معبد تأتي في باب أبي النضر إن شاء الله .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه أن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب كان يتحرى ليلة القدر ليلة تسع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين . nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : تحروا ليلة القدر ليلة سبع عشرة صبيحة بدر ، أو إحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، فهذا علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود رضي الله عنهما قد جاز عندهما أن تكون في غير العشر الأواخر في الوتر من العشر الأوسط .
وهذا الحديث يرد عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ما حدثناه [ ص: 207 ] nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي يعفور ، عن أبي الصلت ، عن أبي عقرب الأسدي ، قال : أتينا nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود في داره ، فوجدناه فوق البيت ، قال : فسمعناه يقول قبل أن ينزل : صدق الله ورسوله ، فلما نزل ، قلت : يا أبا عبد الله سمعناك تقول صدق الله ورسوله ، قال : فقال : ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر ، وذلك أن الشمس تطلع يومئذ بيضاء ، لا شعاع لها فنظرت إلى الشمس فرأيتها كما حدثت فكبرت .
قال أبو عمر :
أبو الصلت في هذا الإسناد مجهول ، وإسناد nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود بن يزيد أثبت من هذا ، والله أعلم .
وأبو عقرب الأسدي اسمه خويلد بن خالد ، له صحبة ، وهو والد نوفل بن أبي عقرب ، فإن صح هذا الخبر فمعناه : ليلة خمس وعشرين ، والله أعلم .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010556أرى رؤياكم قد تواطأت على العشر الأواخر فالتمسوها في تسع في كل وتر فيحتمل أن تكون أيضا في ذلك العام ، فلا يكون فيه خلاف لما ذهب إليه علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، على أن حديث عمر اختلف في ألفاظه ، فلفظ nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار غير لفظ نافع ، ولفظ نافع غير لفظ سالم ، ومعناها متقارب أنها في السبع الغوابر ، أو السبع الأواخر ، فالله أعلم .
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب في سبع وعشرين ، فأخبرنا عبد الله بن محمد ، قال : أخبرنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب nindex.php?page=showalam&ids=17072ومسدد ، قالا : حدثنا حماد ، عن عاصم ، عن زر ، قال : قلت nindex.php?page=showalam&ids=34لأبي بن كعب : أخبرني عن ليلة القدر يا أبا المنذر ، فإن صاحبنا سئل عنها ، فقال : من يقم الحول يصبها ، فقال : رحم الله أبا عبد الرحمن ، والله لقد علم أنها في رمضان . زاد nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد : ولكن كره أن يتكلوا ، أو أحب أن لا يتكلوا . ثم اتفقا : والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين ، لا يستثنى ، قلت : يا أبا المنذر أنى علمت ذلك ؟ ، قال : بالآية التي أخبرنا [ ص: 208 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت لزر : ما الآية ؟ ، قال : تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة مثل الطست ليس لها شعاع حتى ترتفع .
قال أبو عمر :
جاء في هذا الحديث كما ترى عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : أنه من يقم الحول يصب ليلة القدر ، والذي تأوله عليه nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب رضي الله عنه عليه جمهور العلماء ، وهو الذي لا يجوز عليه غيره ; لأنه قد جاء عنه بأقوى من هذا الإسناد أنه قال : تحروا ليلة القدر ليلة سبع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين . وأظنه أراد بما حكى عنه nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش الاجتهاد في العمل سائر العام بقيام الليل ، والله أعلم .
وقد ثبت عن أربعة من الصحابة رضي الله عنهم أنها في كل رمضان ، ولا أعلم لهم مخالفا . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14032الجوزجاني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبي يوسف ومحمد أنهم قالوا : ليلة القدر في السنة كلها . كأنهم ذهبوا إلى قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : من يقم الحول يصبها .
وقال مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور وأحمد : هي في العشر الأواخر من رمضان إن شاء الله .
وروى سفيان nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة ، عن أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه سئل عن ليلة القدر ، فقال : هي في كل رمضان . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا .
وقد قال بعض رواة أبي إسحاق في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر هذا : هي في رمضان كله . وجاء عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر أنه سئل عن ليلة القدر : أرفعت ؟ ، قال : بل هي في كل رمضان ، وبعضهم يرويه عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني داود بن أبي عاصم ، عن عبد الله بن يحنس ، قال : قلت nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة : زعموا أن ليلة القدر قد رفعت ، قال : كذب من [ ص: 209 ] قال ذلك ، قال : قلت : فهي في كل رمضان أستقبله ؟ ، قال : نعم .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : ليلة القدر في كل رمضان يأتي .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق ، قال : أخبرنا حجاج ، قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ربيعة بن كلثوم ، قال : سأل رجل الحسن وأنا عنده ، فقال : يا أبا سعيد أرأيت ليلة القدر أفي كل رمضان هي ؟ ، قال : إي والذي لا إله إلا هو ، إنها لفي كل رمضان ، إنها لليلة فيها يفرق كل أمر حكيم ، فيها يقضي الله كل خلق وأجل ورزق وعمل إلى مثلها .
أخبرنا محمد بن عبد المالك ، قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12035أحمد بن محمد بن زياد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12408إسحاق الأزرق ، قال : أخبرنا عبد الملك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : كان ناس من المهاجرين وجدوا على عمر في إدنائه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس دونهم ، قال : وكان يسأله ، فقال عمر : أما إني سأريكم اليوم منه شيئا فتعرفون فضله ، فسألهم عن هذه السورة إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، قال بعضهم : أمر الله نبيه إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجا جاء يحمده ويستغفره ، فقال عمر : يا nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ألا تكلم ، فقال : أعلمه متى يموت ، إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فالموت آتيك ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ، قال : ثم سألهم عن ليلة القدر ، فأكثروا فيها ، فقال بعضهم : كنا نراها في العشر الأواسط ، ثم بلغنا [ ص: 210 ] أنها في العشر الأواخر ، فأكثروا فيها ، فقال بعضهم : ليلة إحدى وعشرين .
قرأت على nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر أن nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ حدثهم ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16410عبد الله بن إدريس ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، قال : ذكرت هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس ، يعني في ليلة القدر ، فقال : وما أعجبك ؟ سأل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يسألني مع الأكابر منهم ، وكان يقول : لا تكلم حتى يتكلموا ، قال : لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر : اطلبوها في العشر الأواخر وترا ففي أي الوتر ؟ فأكثر القوم في الوتر ، فقال : ما لك لا تتكلم يا ابن عباس ؟ ، قال : قلت : إن شئت تكلمت ، قال : ما دعوتك إلا لتتكلم ، فقلت : رأيت الله أكثر من ذكر السبع ، فذكر السماوات سبعا والأرضين سبعا والطواف سبعا والجمار سبعا ، وذكر ما شاء الله من ذلك ، وخلق الإنسان من سبع وجعل رزقه في سبعة ، قال : كل ما ذكرت قد عرفته ، فما قولك : خلق [ ص: 211 ] الإنسان من سبعة وجعل رزقه في سبعة ، قال : خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم قال : ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ، ثم قرأت أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا والأب ما تنبته الأرض مما لا يأكل الناس ، وما أراها إلا ليلة ثلاث وعشرين لسبع يبقين ، فقال عمر : أعييتموني أن تأتوا بمثل ما جاء به هذا الغلام الذي لم تجتمع شئون رأسه .
أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد ، وحدثنا خلف بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قالا : حدثنا أحمد بن خالد ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، قال : من قام ليلة سبع وعشرين فقد أصاب ليلة القدر .
قال : وأخبرنا معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش ، قال : قلت nindex.php?page=showalam&ids=34لأبي بن كعب : يا أبا المنذر أخبرني عن ليلة القدر ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن أم عبد يقول : من يقم الحول يصبها ، فقال : يرحم الله أبا عبد الرحمن ، وذكر الحديث نحو ما تقدم من حديث حماد ، عن عاصم ، سواء إلى آخره .
قال : وأخبرنا معمر ، عن قتادة وعاصم أنهما سمعا عكرمة ، يقول : قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : دعا عمر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر ، فاجتمعوا أنها في العشر الأواخر ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فقلت لعمر : إني لأعلم ، أو إني لأظن أي ليلة هي ، قال : عمر : فأي ليلة هي ؟ [ ص: 212 ] فقلت : سابعة تمضي ، أو سابعة تبقى من العشر الأواخر ، فقال عمر : من أين علمت ذلك ؟ ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فقلت : خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين وسبعة أيام ، وإن الدهر يدور على سبع وخلق الإنسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطواف بالبيت سبع ورمي الجمار سبع ، لأشياء ذكرها ، قال : فقال عمر : لقد فطنت لأمر ما فطنا له .
وكان قتادة يزيد على nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : يأكل من سبع ، قال : هو قول الله تبارك وتعالى فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا الآية .
قال أبو عمر :
قوله في هذا الحديث : دعا عمر أصحاب محمد ، فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر أولى ما قيل به في هذا الباب وأصحه ; لأن ما أجمعوا عليه سكن القلب إليه ، وكذلك النفس أميل إلى أنها في الأغلب ليلة ثلاث وعشرين ، أو ليلة سبع وعشرين على ما قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في هذا الحديث : إنها سابعة تمضي ، أو سابعة تبقى . وأكثر الآثار الثابتة الصحاح تدل على ذلك ، والله أعلم .
وفيها دليل على أنها في كل رمضان ، والله أعلم .
وفي كل ما أوردنا من الآثار في هذا الباب ما يدل على أنها لا علامة لها في نفسها تعرف بها معرفة حقيقية كما تقول العامة .
هكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن مرثد بن أبي مرثد ، وهو خطأ ، وإنما هو مالك بن مرثد ، عن أبيه ، ولم يقم nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي إسناد هذا الحديث ، ولا ساقه سياقة أهل الحفظ له .
ففي حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر هذا ما يدل على أنها في رمضان كله وأنها أحرى أن تكون في العشر ، وفي السبع البواقي . وجائز أن تكون في العشر الأول . وقد قال الله عز وجل : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .
لكنها في الوتر من العشر ، أو السبع البواقي تكون أكثر ، على ما تدل عليه الآثار ، وجملة القول في ليلة القدر أنها ليلة عظيم شأنها وبركتها وجليل قدرها ، هي خير من ألف شهر ، تدرك فيها هذه الأمة ما فاتهم من طول أعمال من سلف قبلهم من الأمم في العمل ، والمحروم من حرم خيرها . نسأل الله برحمته أن يوفقنا لها ، وأن لا يحرمنا خيرها آمين .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب رحمه الله : من شهد العشاء ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه منها . فسبحان المتفضل على عباده بما شاء ، لا شريك له المنان المفضل .