في هذا الحديث شهود الملائكة للصلوات ، والأظهر أن ذلك في الجماعات ، وقد تحتمل الجماعات وغيرها ، ومعنى " يتعاقبون " تأتي طائفة بإثر طائفة وبعدها طائفة ، وإنما يكون التعاقب بين طائفتين أو بين رجلين مرة هذا ، ومرة هذا ، ومنه قولهم : الأمير يعقب البعوث ، أي : يرسل هؤلاء كذا شهرا أو أشهرا ، وهؤلاء شهرا أو أشهرا ، ثم يردهم ، ويعقبهم بآخرين ، فهذا هو التعاقب ، ومعنى هذا الحديث أن ملائكة النهار تنزل في صلاة الصبح فيحصون على بني آدم ، ويعرج الذين باتوا فيهم ذلك الوقت أي يصعدون ، وكل من صعد في شيء فقد عرج ، ولذلك قيل للدرج : المعارج ، فإذا كانت صلاة العصر نزلت ملائكة الليل فأحصوا على بني آدم ، وعرجت ملائكة النهار ، يتعاقبون هكذا أبدا والله أعلم .
[ ص: 51 ] وفي هذا الحديث أنهم يجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ، وهو أكمل معنى من الحديث الذي روي أنهم يجتمعون في صلاة الفجر خاصة ، وأظن من مال إلى هذه الرواية احتج بقول الله عز وجل ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) .
ومعنى قرآن الفجر : القراءة في صلاة الفجر ; لأن أهل العلم قالوا في تأويل هذه الآية : تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ، وليس في هذا دفع لاجتماعهم في صلاة العصر ; لأن المسكوت عنه قد يكون في معنى المذكور سواء ، ويكون بخلافه ، وهذا باب من الأصول قد بيناه في غير هذا الموضع .
ذكر nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16010سفيان بن وكيع قال : حدثنا جرير عن منصور ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في قوله تعالى ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : صلاة الفجر يجتمع فيها ملائكة الليل وملائكة النهار .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن أبي أسامة ، عن زكرياء ، عن أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق مثله .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17011ابن فضيل ، عن ضرار بن مرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16401عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي عبيدة في قوله ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : يشهده حرس الليل وحرس النهار من الملائكة في صلاة الفجر .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16937محمد بن جعفر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله أنه قال في هذه الآية : ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : تدارك [ ص: 52 ] الحرسان اقرءوا إن شئتم ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : تنزل ملائكة النهار ، وتصعد ملائكة الليل .
قال أبو عمر :
قد يحتمل أن يكون ذكر قرآن الفجر من أجل الجهر لأن العصر لا قراءة فيها تظهر ، والله أعلم . وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015507ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ، وهذا حديث مسند صحيح ثابت ، وهو أولى من آراء الرجال ، وألزم في الحجة لمن قال به ، والله المستعان .