هذا الحديث والذي قبله رواهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة جماعة من أصحابه ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ، nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح ، nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين وغيرهم ، ورواه أبو سعيد وغيره ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ، وخلوف فم الصائم : ما يعتريه في آخر النهار من التغير ، وأكثر ذلك في شدة الحر ، ومعنى قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015514لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، يريد : أزكى عند الله وأقرب إليه وأرفع عنده من ريح المسك ، وهذا في فضل الصيام وثواب الصائم ، ومن أجل هذا الحديث كره جماعة من أهل العلم السواك للصائم في آخر النهار من أجل الخلوف ; لأنه أكثر ما يعتري الصائم الخلوف في آخر النهار لتأخر الأكل والشرب عنه .
[ ص: 58 ] واختلف الفقهاء في السواك للصائم فرخص فيه مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأصحابهما ، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، nindex.php?page=showalam&ids=13382وابن علية ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين ، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ، ورويت الرخصة فيه عن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وليس عن واحد منهم فرق بين أول النهار وآخره ، ولا بين السواك الرطب واليابس ، وحجة من ذهب هذا المذهب قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ، ولم يخص رمضان ولا غيره ، وقد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يستاك وهو صائم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أحب السواك عند كل وضوء ، بالليل والنهار ، وعند تغير الفم ; إلا أني أكرهه للصائم آخر النهار من أجل الحديث في خلوف فم الصائم ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ، وروي ذلك عن عطاء ومجاهد ، وأما السواك الرطب فيكرهه مالك وأصحابه ، وبه قال أحمد ، وإسحاق ، وهو قول زياد بن حدير ، وأبي ميسرة ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، nindex.php?page=showalam&ids=14152والحكم بن عتيبة nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، ورخص فيه nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأصحابه ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، وإبراهيم ، وعطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ، وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية : السواك سنة للصائم والمفطر ، والرطب فيه واليابس سواء ; لأنه ليس بمأكول ولا مشروب .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل عن السواك للصائم فقال : ما بينه وبين الظهر ، ويدعه بالعشي ; لأنه يستحب له أن يفطر على خلوف فيه ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وعطاء أنهما كرها السواك بالعشي للصائم لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015514لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
[ ص: 59 ] وأما قوله : الصيام لي وأنا أجزي به . فإنما هي حكاية حكاها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربه عز وجل ، ولم يصرح بها مالك في حديثه هذا ; لأنه إنما أدى ما سمع ، وأظن ذلك إنما ترك حكايته من تركها لأنه شيء مفهوم لا يشكل على أحد إذا كان له أدنى فهم إن شاء الله ، وقد روي من وجوه هكذا كرواية مالك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين وغيره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015516الصوم لي وأنا أجزي به ، يذر طعامه وشرابه من أجلي ، وهذا حذف من الحديث وإضمار ; إلا أن في لفظه وسياقته ما يدل عليه ، وقد روي من وجوه على ما ينبغي بلا حذف ولا إضمار :
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16907محمد بن الجهم قال : حدثنا عبد الوهاب قال : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله تبارك وتعالى : كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به ، يترك الطعام وشهوته من أجلي ، هو لي وأنا أجزي به ، ويترك الشراب وشهوته من أجلي ، هو لي وأنا أجزي به .
[ ص: 60 ] وقرأت على nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان أن nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ حدثهم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16907محمد بن الجهم قال : حدثنا روح قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16962محمد بن زياد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1015518أنه كان يحدث عن ربه قال : كل ما يعمله ابن آدم كفارة له إلا الصوم ، يدع الصائم الطعام والشراب من أجلي ، فالصوم لي وأنا أجزي به ، وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . فإن قال قائل : ( وما ) معنى قوله : الصوم لي ، وأنا أجزي به ، وقد علم أن الأعمال التي يراد بها وجه الله كلها له وهو يجزي بها ، فمعناه - والله أعلم - أن الصوم لا يظهر من ابن آدم في قول ولا عمل ، وإنما هو نية ينطوي عليها صاحبها ، ولا يعلمها إلا الله وليست مما تظهر فتكتبها الحفظة كما تكتب الذكر والصلاة والصدقة وسائر الأعمال ; لأن الصوم في الشريعة ليس بالإمساك عن الطعام والشراب ، لأن كل ممسك عن الطعام والشراب إذا لم ينو بذلك وجه الله ، ولم يرد أداء فرضه أو التطوع لله به ، فليس بصائم في الشريعة ، فلهذا قلنا : إنه لا تطلع عليه الحفظة ولا تكتبه ، ولكن الله يعلمه ويجازي به على ما شاء من التضعيف .
والصوم في لسان العرب أيضا الصبر ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590أبو بكر بن الأنباري : الصوم يسمى صبرا لأنه حبس النفس عن المطاعم والمشارب والمناكح والشهوات .
[ ص: 61 ] قال أبو عمر :
من الدليل على أن الصوم يسمى صبرا ، قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من صام شهر الصبر ، وثلاثة أيام من كل شهر ، فكأنه صام الدهر ، يعني بشهر الصبر شهر رمضان ، وقد يسمى الصائم سائحا ، ومنه قول الله عز وجل ( السائحون الراكعون الساجدون ) يعني الصائمين المصلين ، ومنه أيضا قوله ( قانتات تائبات عابدات سائحات ) فللصوم وجه من لسان العرب ، وقد ذكرنا جميعها في هذا الباب ، والله الموفق للصواب .