501 [ ص: 194 ] مالك ، عن عبد الله ( بن عبد الله ) بن جابر بن عتيك الأنصاري المعاوي - حديثان
وعبد الله هذا مدني تابعي ثقة ، روى عنه مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=16524وعبيد الله بن عمر ، وقد ذكرنا نسبه عند ذكر جده جبار بن عتيك في كتاب الصحابة .
[ ص: 195 ] هكذا روى يحيى هذا الحديث بهذا الإسناد ، وقد اضطربت فيه رواة الموطأ عن مالك اضطرابا شديدا ، فطائفة منهم تقول كما قال يحيى : عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك أنه قال : جاءنا عبد الله بن عمر ، لم يجعلوا بين عبد الله شيخ مالك هذا ، وبين nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أحدا ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، وابن بكير ، nindex.php?page=showalam&ids=17126ومعن بن عيسى ، وطائفة منهم تقول عن مالك ، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عن عتيك بن الحارث بن عتيك أنه قال : جاءنا عبد الله بن عمر ، منهم ابن القاسم على اختلاف عنه ، وقد روي عنه مثل رواية يحيى ، nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب ، وابن بكير ، وطائفة منهم تقول : مالك ، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=1448جابر بن عتيك أنه قال : جاءنا عبد الله بن عمر . منهم : nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي على اختلاف ( عنه في ذلك ) ، والتنيسي ، nindex.php?page=showalam&ids=17171وموسى بن أعين ، ومطرف .
قال أبو عمر :
رواية يحيى هذه أولى بالصواب عندي إن شاء الله - والله أعلم - من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، ومطرف لمتابعة nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، ومعن ، وأكثر الرواة له على ذلك ، وحسبك بإتقان nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، ومعن ؟ ، وقد صحح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله ، nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم الرازي سماع عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك من nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
والدليل على أن رواية يحيى ، nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب في إسناد هذا الحديث أصوب : أن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر روى هذا الحديث ، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك هذا ; كذلك حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني أخي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عبد الله الأنصاري من بني معاوية : أن عبد الله بن عمر جاءهم فسأله أن يخرج له وضوءا . قال : فأخرجت له وضوءا فتوضأ ، ثم قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا ربه في مسجدكم ، وسأل ربه ثلاثا فأعطاه اثنين ، ومنعه واحدة ; سأله أن لا يسلط على أمته عدوا من غيرهم يظهر عليهم , فأعطاه ذلك ، وسأله أن لا يهلكهم بالسنين ، فأعطاه ذلك ، وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعه ذلك .
في حديث مالك هذا من وجوه العمل : طرح العالم المسألة من العلم على تلميذه ، وسؤاله إياه عما هو أعلم به منه أو مثله ، ليقف على حفظه وعلى ما عنده من ذلك ، وفيه ما يفسر قوله عليه السلام nindex.php?page=hadith&LINKID=1015674إن لكل نبي دعوة يدعو بها فاختبأت دعوتي شفاعة لأمتي إن ذلك على وجه الأمنية والعطاء لا على وجه الدعاء ; لأن دعاءه كله أو أكثره مجاب إن شاء الله ; ألا ترى أنه قد أجيبت دعوته في أن لا يهلك أمته بالسنين ، ولا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يستأصلهم ; فكيف يجوز أن يظن أحد أنه لم تكن له إلا دعوة واحدة يستجاب له فيها أو لغيره من الأنبياء ، هذا ما لا يتوهمه ذو لب إن شاء الله .
وقد مضى القول في هذا المعنى في باب nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، والحمد لله ، وفيه ما كان عليه nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من التبرك بحركات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اقتداء به ، وتأسيا بحركاته ، ألا ترى أنه إنما سألهم عن الموضع الذي صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مسجدهم ليصلي فيه تبركا بذلك ، ورجاء الخير فيه .
وفي قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر لعبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك : أخبرني بهن ، ثم قوله له إذ أخبره بهن : صدقت - دليل على أنه قد كان يعلم ما سأل عنه - والله أعلم - ، وقد بان بحمد الله في هذا الحديث أن الله لا يهلك أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بالسنين ، ولا يعمهم في أقطار الأرض بجوع وجدب ، وهذا يدل على أن الأرض كلها لا يعمها الجدب أبدا ; لأن أمته في أكثر أقطارها ، وإذا لم يعمهم الجدب والقحط والجوع ، فأحرى ألا يعم الأرض .
وأخبرنا أحمد بن قاسم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14060الحارث بن أبي أسامة قال : حدثنا كثير بن هشام قال : حدثنا جعفر بن برقان قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17354يزيد بن الأصم ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015676تظهر الفتن ، ويكثر الهرج . قال : قلنا : وما الهرج ؟ قال : القتل ، وذكر الحديث .
[ ص: 199 ] وقال أبو عمر :
قد ثبت عن النبي عليه السلام من وجوه أن الهرج لا يزال إلى يوم القيامة ، والهرج بتسكين الراء : القتل ، وكذلك الرواية في هذا الحديث وغيره ، وأصل الهرج اختلاف الناس من غير رئيس ، وذلك يدعوهم إلى القتل ; قال عبد الله بن قيس الرقيات :
ليت شعري لأول الهرج هذا أم زمان يكون من غير هرج إن يعش مصعب فنحن بخير قد أتانا من عيشنا ما نرجي
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، ومعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار ، عن جابر مثله سواء ; إلا أنهم قالوا في آخره : ويذيق بعضكم بأس بعض قال : هذه أهون ، وبعضهم قال : هذه أيسر ، nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة أثبت الناس في nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار .
قال : وحدثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة في قوله فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون قال : ذهب النبي عليه السلام وبقيت الفتنة ، ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمته شيئا يكرهه حتى مضى ، ولم يكن نبي إلا أري في أمته العقوبة إلا نبيكم - صلى الله عليه وسلم - .
وحدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن الفضل ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16935محمد بن جرير ، حدثنا محمد بن مروان البصري ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14797عبد الملك بن عمرو ، حدثنا كثير بن زيد قال : حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره إلى آخره .
أخبرنا سعيد ، حدثنا قاسم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، عن صقعب قال : حدثنا عطاء قال : ثلاث خلال تفتح فيهن أبواب السماء فاغتنموا الدعاء فيهن : عند نزول المطر ، وعند التقاء الرجفين ، وعند الأذان . وسيأتي من هذا المعنى في باب أبي حازم إن شاء الله ، وبه التوفيق .