هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته فيما علمت ، لم يتجاوز به أبو سعيد ، وليس بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان وغيره عن مالك .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا بكر بن حماد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، عن مالك بن [ ص: 228 ] أنس قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015708كان رجل يصلي من الليل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقرأ قل هو الله أحد ويرددها ، فذكر ذلك الرجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكأنه تقاله يقول : استقلها ، فقال : إنها لتعدل ثلث القرآن .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر ، وإبراهيم بن المختار ، عن مالك بإسناده ، عن أبي سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=361وقتادة بن النعمان هو أخو nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري لأمه ، وهو رجل من كبار الأنصار من بني ظفر من الأوس ، قد ذكرناه في كتابنا في الصحابة بما يغني عن ذكره هاهنا .
وقد روي أن قتادة هذا هو الرجل الذي كان يقرأ قل هو الله أحد ، ويتقالها ، على ما ذكر في هذا الحديث .
أو نصفه شك من المحدث لا يجوز أن يكون شكا من النبي - صلى الله عليه وسلم - على أنها لفظة غير محفوظة في هذا الحديث ولا في غيره ، والمحفوظ الثابث الصحيح في هذا الحديث وغيره : إنها لتعدل ثلث القرآن - دون شك ، وقد يحتمل أن يكون الشك من النبي - صلى الله عليه وسلم - على مذهب من تأول في هذا الحديث أن الرجل لم يزل يكررها ويرددها في ليلته يقطعها بها ، إذ كان لا يحفظ غيرها فيما ذكروا ، حتى بلغ تكراره لها وترداده إياها موازاة حروف ثلث القرآن أو نصفه .
[ ص: 229 ] وهذا يمكن فيه الشك على هذا الوجه فلا يكون لها في ذاتها فضل على غيرها ; لأنها إنما عدلت بثلث القرآن لبلوغ تكرارها إلى ذلك ونحوه ، وهذا التأويل فيه بعد عن الظاهر جدا ، والله الموفق للصواب .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن مهران السراج ، وعبد الله بن محمد بن عبد الله الحصيبي القاضي قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13347محمد بن عبدوس بن كامل السراج قال : حدثنا أبو معمر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر ، عن مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة الأنصاري ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان أن رجلا قال : يا رسول الله إن فلانا قام الليلة يقرأ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يرددها لا يزيد عليها ، كأن الرجل يتقالها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، حدثنا عبد الوهاب بن محمد بن سهيل بن منصور بن الحجاج النصيبي ، وثوابة بن أحمد بن ثوابة الموصلي ، وعلي بن الحسن بن علال الحراني ، وأبو يوسف يعقوب بن مسدد بن يعقوب القلوسي قالوا : حدثنا أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12162أبو معمر الهذلي إسماعيل بن إبراهيم القطيعي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان أخي : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015711أن رجلا قام في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ من السحر قل هو الله أحد يرددها لا يزيد عليها ، فلما أصبح أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إن فلانا بات يقرأ الليلة من السحر [ ص: 230 ] قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يرددها لا يزيد عليها ، كأن الرجل يتقالها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن . لفظ الحديث لعبد الوهاب ، وألفاظهم متقاربة ، والمعنى واحد .
وأخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا حمزة بن محمد قال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي المثنى قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12162أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم قال : حدثنا إبراهيم بن جعفر قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : حدثني أخي nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1015712قام رجل من الليل يقرأ قل هو الله أحد السورة يرددها لا يزيد عليها ، فلما أصبحنا قال رجل : يا رسول الله إن رجلا قام الليلة من السحر يقرأ قل هو الله أحد لا يزيد عليها ، كأن الرجل يتقالها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن .
قال أبو عمر :
هذا الحديث سمعه أبو سعيد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة جميعا من النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواية الموطأ وغيرها تدل على ذلك .
وحدثنا أحمد بن فتح ، وخلف بن قاسم قالا : حدثنا أحمد بن الحسن ( بن إسحاق ) الرازي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16623علي بن سعيد بن بشير قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16949محمد بن حميد قال : حدثنا إبراهيم بن المختار قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن أخيه nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1012252قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن .
[ ص: 231 ] وقد ذكرنا من الأخبار المتواترة عن النبي عليه السلام في أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15770حميد بن عبد الرحمن ما فيه شفاء واكتفاء ، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، ونحن نقول بما ثبت عنه ولا نعدوه ، ونكل ما جهلنا من معناه إليه - صلى الله عليه وسلم - فبه علمنا ما علمنا ، وهو المبين عن الله مراده ، والقرآن عندنا مع هذا كله كلام الله وصفة من صفاته ليس بمخلوق ، ولا ندري لم تعدل ثلث القرآن ، والله يتفضل بما يشاء على عباده ، وقد قيل : إن ذلك الرجل مخصوص وحده بأنها تعدل ذلك له ، وهذه دعوى لا برهان عليها ، وقيل : إنها لما تضمنت التوحيد والإخلاص كانت كذلك ، فلو كان هذا الاعتلال وهذا المعنى صحيحا ، لكانت كل آية تضمنت هذا المعنى يحكم لها بحكمها ، وهذا ( ما ) لا يقدم العلماء عليه من القياس ، وكلهم يأباه ، ويقف عند ما رواه .
حدثنا محمد بن خليفة قال : حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي قال : حدثنا عمر بن مدرك القاضي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15461الهيثم بن خارجة قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بن أنس ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد ، عن الأحاديث التي فيها الصفات ، فكلهم قال : مروها كما جاءت بلا تفسير ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : يسلم لها كما جاءت ، فقد تلقاها العلماء بالقبول .
وأما قول الله عز وجل ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها فمعناه بخير منها لنا لا في نفسها ، والكلام في صفة الباري كلام يستبشعه أهل السنة ، وقد سكت عنه الأئمة ، فما أشكل علينا من مثل هذا [ ص: 232 ] الباب وشبهه ، أمررناه كما جاء ، وآمنا به ; كما نصنع بمتشابه القرآن ، ولم نناظر عليه ; لأن المناظرة إنما تسوغ وتجوز فيما تحته عمل ، ويصحبه قياس ، والقياس غير جائز في صفات الباري تعالى لأنه ليس كمثله شيء .
قال nindex.php?page=showalam&ids=17093مصعب الزبيري : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس يقول : أدركت أهل هذا البلد - يعني المدينة - وهم يكرهون المناظرة والجدال إلا فيما تحته عمل ، يريد مالك رحمه الله الأحكام في الصلاة ، والزكاة ، والطهارة ، والصيام ، والبيوع ، ونحو ذلك ، ولا يجوز عنده الجدال فيما تعتقده الأفئدة مما لا عمل تحته أكثر من الاعتقاد ، وفي مثل هذا خاصة نهى السلف عن الجدال ، وتناظروا في الفقه ، وتقايسوا فيه ، وقد أوضحنا هذا المعنى في كتاب بيان العلم ، فمن أراده تأمله هناك ، وبالله التوفيق .
أخبرنا أحمد بن محمد ، nindex.php?page=showalam&ids=16533وعبيد بن محمد قالا : حدثنا الحسن بن سلمة بن المعلى قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12644عبد الله بن الجارود قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور قال : قلت nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد بن حنبل : حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1012255من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن . فلم يقم لي على أمر بين . قال : وقال لي nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه : إنما معنى ذلك أن الله جعل لكلامه فضلا على سائر الكلام ، ثم فضل بعض كلامه على بعض ، فجعل لبعضه ثوابا أضعاف ما جعل لغيره من كلامه ، تحريضا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته على تعليمه وكثرة قراءته ، وليس معناه أن لو قرأ القرآن كله كانت قراءة قل هو الله أحد تعدل ذلك إذا قرأها ثلاث مرات - لا ، ولو قرأها أكثر من مائتي مرة .
قال أبو عمر :
من لم يجب في هذا أخلص ممن أجاب فيه - والله أعلم - .
[ ص: 233 ] حدثنا أحمد بن فتح قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن زكرياء النيسابوري قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن سهل المروزي قال : حدثنا الحسين بن الحسن قال : حدثنا سليم بن منصور بن عمار قال : كتب بشر الريسي إلى أبي رحمه الله : أخبرني عن القرآن ، أخالق أم مخلوق ؟ فكتب إليه أبي : بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك من كل فتنة ، وجعلنا وإياك من أهل السنة ، وممن لا يرغب بدينه عن الجماعة ، فإنه إن يفعل فأولى بها نعمة ، وإلا يفعل فهي الهلكة ، وليس لأحد على الله بعد المرسلين حجة ، ونحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة تشارك فيها السائل والمجيب ، تعاطى السائل ما ليس له ، وتكلف المجيب ما ليس عليه ، ولا أعلم خالقا إلا الله ، والقرآن كلام الله ، فانته أنت والمختلفون فيه إلى ما سماه الله به ، تكن من المهتدين ، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الهالكين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشونه بالغيب ، وهم من الساعة مشفقون .