في هذا الحديث طرح العالم العلم على المتعلم ، وابتداؤه إياه بالفائدة ، وعرضها عليه ، وهذا الحديث من أحسن ما يروى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال .
[ ص: 223 ] يعني أتمها عليكم وأكملها ، وإسباغ الوضوء أن تأتي بالماء على كل عضو يلزمك غسله ، وتعمه كله بالماء وجر اليد ، وما لم تأت عليه بالماء منه فلم تغسله ، بل مسحته ، ومن مسح عضوا يلزمه غسله فلا وضوء له ، ولا صلاة حتى يغسل ما أمر الله بغسله على حسب ما وصفت لك .
فأما قوله : " على المكاره " فقيل : أراد البرد وشدته ، وكل حال يكره المرء فيها نفسه ، فدفع وسوسة الشيطان في تكسيله إياه عن الطاعة ، والعمل الصالح ، والله أعلم .
وأما قوله : " فذلكم الرباط " فالرباط هنا ملازمة المسجد لانتظار الصلاة ، وذلك معروف في اللغة قال صاحب كتاب العين : الرباط : ملازمة الثغور . قال : والرباط : مواظبة الصلاة أيضا .
قال : وأخبرني أحمد بن كردوس الكندي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، عن أبي صخر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي قال : يقول : اصبروا على دينكم ، وصابروا الوعد الذي وعدتكم ، ورابطوا عدوي ، وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم ، واتقوني فيما بيني وبينكم لعلكم تفلحون إذا لقيتموني غدا .
قال : وأخبرني أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة قال : صابروا المشركين ، ورابطوا في سبيل الله .