[ ص: 27 ] وأما التدليس : فمعناه عند جماعة أهل العلم بالحديث أن يكون الرجل قد لقي شيخا من شيوخه فسمع منه أحاديث لم يسمع غيرها منه ، ثم أخبره بعض أصحابه ، ممن يثق به عن ذلك الشيخ ، بأحاديث غير تلك التي سمع منه ، فيحدث بها عن الشيخ دون أن يذكر صاحبه الذي حدثه بها ، فيقول فيها : عن فلان ، يعني ذلك الشيخ .
وهذا لا يجوز إلا في الإسناد المعنعن ، ولا أعلم أحدا يجيز للمحدث أن يقول : أخبرني ، أو حدثني ، أو سمعت من لم يخبره ، ولم يحدثه ، ولم يسمع منه ، وإنما يقول : اكتبوا " فلان ، عن فلان " كما لو قال
مالك : اكتبوا :
مالكا ، عن
نافع ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة يقول : اكتبوا سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة يقول : اكتبوا
سفيان ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، وهو قد سمعه من رجل وثق به عن الذي حمله عنه .
وهذا أخف ما يكون في الذين لقي بعضهم بعضا ، وأخذ بعضهم عن بعض ، وإذا وقع ذلك فيمن لم يلقه فهو أقبح وأسمج .
وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن
التدليس في الحديث فكرهه ، وقال : هو من التزين .