هكذا هو في الموطأ عند جماعة الرواة ، فيما علمت ، وقد رواه محمد بن معاذ بن المستهل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، والصواب ما في الموطأ في هذا الحديث أن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان وغيره كانت واحدة وقد مضى القول في قيام رمضان وما الأصل فيه ، وكيف كان بدو أمره من باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب من هذا الكتاب ، وأكثر الآثار على أن صلاته كانت بالوتر إحدى عشرة ركعة ، وقد روي ثلاث عشرة ركعة ، فمنهم من قال فيها ركعتا الفجر ، ومنهم من قال إنها زيادة حفظها من تقبل زيادته بما نقل منها ، ولا يضرها تقصير من قصر عنها ، وكيف كان الأمر ، فلا [ ص: 70 ] خلاف بين المسلمين أن صلاة الليل ليس فيها حد محدود ، وأنها نافلة ، وفعل خير ، وعمل بر ، فمن شاء استقل ، ومن شاء استكثر ، وأما قوله : يصلي أربعا ، ثم يصلي أربعا ، ثم يصلي ثلاثا ، فذهب قوم إلى أن الأربع لم يكن بينها سلام ، وقال بعضهم : ولا جلوس إلا في آخرها ، وذهب فقهاء الحجاز وجماعة من أهل العراق إلى أن الجلوس كان منها في كل مثنى ، والتسليم أيضا ، ومن ذهب هذا المذهب كان معنى قوله في هذا الحديث عنده أربعا يعني في الطول والحسن وترتيب القراءة ونحو ذلك ، ودليلهم على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الليل مثنى مثنى لأنه محال أن يأمر بشيء ويفعل خلافه صلى الله عليه وسلم .
وقد مضى ما للعلماء من المذاهب والأقوال في صلاة الليل ، وما نزعوا به في ذلك من الآثار والاعتلال في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ونافع من هذا الكتاب ، ومضى في باب نافع أيضا اختلافهم في الوتر بواحدة وبثلاث ، وبما زاد ، فلا معنى لتكرير ذلك هاهنا .
واختصار اختلافهم في صلاة التطوع بالليل أن مالكا nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى وأبا يوسف ومحمدا ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد ، قالوا : صلاة الليل مثنى مثنى ، تقتضي الجلوس والتسليم في كل اثنتين ، ألا ترى أنه لا يقال : صلاة الظهر مثنى ; لما كانت الأخريان مضمنتين بالأوليين ، ولأنه قد روي في حديث عائشة هذا من رواية عروة ، عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1016198كان يسلم في كل ركعتين منها وقد ذكرنا من روى ذلك من باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب .
[ ص: 71 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة في صلاة الليل : إن شئت ركعتين ، أو أربعا ، أو ستا ، أو ثمانيا .
فلما اختلفت الآثار ، عن عائشة في كيفية صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل هذا الاختلاف : وتدافعت واضطربت ، لم يكن في شيء منها حجة على غيره ، وقامت الحجة بالحديث الذي لم يختلف في نقله ، ولا في متنه ، وهو حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، رواه عنه جماعة من التابعين ، كلهم بمعنى واحد nindex.php?page=hadith&LINKID=1016205أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : صلاة الليل مثنى مثنى .
وأما قولها في هذا الحديث : أتنام قبل أن توتر ؟ فإنه لا يوجد إلا في هذا الإسناد ، ففيه تقديم وتأخير ; لأنه في هذا الحديث بعد ذكر الوتر ، ومعناه أنه كان ينام قبل أن يصلي الثلاث التي ذكرت ، وهذا يدل على أنه كان يقوم ، ثم ينام ، ثم يقوم فينام ، ثم يقوم فيوتر ، ولهذا ما جاء في هذا الحديث أربعا ، ثم أربعا ، ثم ثلاثا أظن ذلك - والله أعلم - من أجل أنه كان ينام بينهن ، فقالت أربعا ، ثم أربعا - يعني بعد نوم - ثم ثلاث بعد نوم ، ولهذا ما قالت له : أتنام قبل أن توتر ؟ وإذا كان هذا على ما ذكرنا ، لم يجز لأحد أن [ ص: 73 ] يتأول أن الأربع كن بغير تسليم ، لا سيما مع قوله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1013713صلاة الليل مثنى مثنى .
وأما رواية من روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يضطجع بعد الوتر ، ومن روى أنه كان يضطجع بعد ركعتي الفجر ، فقد ذكرنا ذلك في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة من هذا الكتاب وذكرنا عن العلماء ما صح عندهم ، وما ذهبوا إليه في ذلك ، والحمد لله هناك .
وأما قوله : إن عيني تنامان ولا ينام قلبي فهذه جبلته - صلى الله عليه وسلم - التي طبع عليها ، وقد روي عنه عليه السلام أنه قال إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ، ولا تنام قلوبنا ولهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره من العلماء : رؤيا الأنبياء وحي ، وقد ذكرنا أقسام الوحي في باب إسحاق بن أبي طلحة ، وذكرنا في باب nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم معنى نومه عن الصلاة في سفره حتى ضربه حر الشمس بما يغني عن إعادته هاهنا .
[ ص: 74 ] حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الخصبي القاضي ، قال : حدثنا عبد الله بن الحسن بن أبي شعيب ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14840عبيد الله بن عائشة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=1016212أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نام حتى سمع غطيطه ، ثم صلى ، ولم يتوضأ قال عكرمة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محفوظا .