هذا الحديث مرسل هكذا منقطع عند جميع الرواة للموطأ ، ولكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة ، ومعنى قوله : أشهد عليهم ، أي أشهد لهم بالإيمان الصحيح ، والسلامة من الذنوب الموبقات ، ومن التبديل ، والتغيير ، والمنافسة في الدنيا ، ونحو ذلك ، والله أعلم .
وأما أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين تخلفهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعده ، فأفضلهم أبو بكر وعمر ، على هذا جماعة علماء المسلمين إلا من شذ ، وقد قالت طائفة كثيرة من أهل العلم : إن أفضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر لم يستثنوا من مات قبله ممن مات بعده .
[ ص: 229 ] وأما قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لشهداء أحد : أنا أشهد لهؤلاء ، أو أنا شهيد لهؤلاء ، ونحو هذا ، فقد روي هذا اللفظ ، ومعناه من وجوه :
أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا سليمان بن [ ص: 230 ] سلمة ، قال : حدثنا أحمد بن خالد قال حدثني أسامة بن زيد ، قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، قال : لم يصل النبي - صلى الله عليه وسلم - على شهداء أحد ، وقال : أنا الشاهد عليكم اليوم ، وكان يجمع بين الثلاثة نفر والاثنين ، ثم يسأل : أيهما أكثر قرآنا فيقدمه في اللحد ، ويكفن الرجلين والثلاثة في الثوب الواحد .
قال أبو عمر :
اختلف على nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب في هذا الحديث اختلافا كثيرا ، ورواية الليث عندهم بالصواب أولى .
وأخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، قال : حدثنا ابن أبي العقب ، حدثنا أبو زرعة ، حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، أخبرني أيوب بن بشير الأنصاري ، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج تلك الخرجة ، استوى على المنبر ، فتشهد ، فلما قضى تشهده كان أول كلام تكلم به : أن استغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد ، ثم قال : إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند ربه ، فاختار ما عند ربه ، ففطن بها nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق أول الناس ، وعرف إنما يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه ، فبكى أبو بكر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلك ، سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر ، فإني لا أعلم امرأ أفضل عندي في الصحبة من أبي بكر .