في هذا الحديث دليل على أن الجنة مخلوقة ، وأن لها أبوابا ، وقد جاء في الآثار الصحاح أن لها ثمانية أبواب .
وقد ذكرنا ذلك في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15770حميد بن عبد الرحمن من هذا الكتاب من طرق شتى ، فلا وجه لإعادة ذلك هاهنا .
وفيه أن المهاجرة والعداوة والشحناء والبغضاء من الذنوب العظام والسيئات الجسام ، وإن لم تكن في الكبائر مذكورة ، ألا ترى أنه استثنى في هذا الحديث غفرانها وخصها بذلك .
وقد بينا الوجه في الهجرة ، وما يجوز منها ، وما لا يجوز ، وكيف المخرج والتوبة منها في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عن أنس وغيره من هذا الكتاب .
[ ص: 263 ] وفيه أن الذنوب إذا كانت بين العباد فوقعت بينهم فيها المغفرة والتجاوز والعفو ، سقطت المطالبة بها من قبل الله عز وجل ، ألا ترى إلى قوله : حتى يصطلحا ، فإذا اصطلحا غفر لهما ذلك وغيره من صغائر ذنوبهما بأعمال البر من الطهارة والصلاة والصيام والصدقة .
وفيه دليل على فضل يوم الاثنين والخميس على غيرهما من الأيام ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومهما ويندب أمته إلى صيامهما ، وكان يتحراهما بالصيام ، وأظن هذا الخبر إنما توجه إلى أمة وطائفة كانت تصومهما تأكيدا على لزوم ذلك ، والله أعلم ، وولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، ونبئ يوم الاثنين ، ودخل المدينة يوم الاثنين ، وتوفي يوم الاثنين صلى الله عليه وسلم .