هكذا روى يحيى هذا الحديث مرسلا لم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى عنه ، nindex.php?page=showalam&ids=15020والقعنبي ، ومطرف وابن نافع ، وأسنده عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح ، والربيع بن سليمان ، ذكرا فيه nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة .
[ ص: 270 ] وكذلك رواه ابن بكير ، وأبو المصعب ، nindex.php?page=showalam&ids=17094ومصعب الزبيري ، وعبد الله بن يوسف التيمي ، nindex.php?page=showalam&ids=15998وسعيد بن عفير ، وابن القاسم ، nindex.php?page=showalam&ids=17126ومعن بن عيسى ، nindex.php?page=showalam&ids=12131وأبو قرة موسى بن طارق ، والأويسي ، وابن عبد الحكم ، والحنيني ، وأكثر الرواة ، عن مالك ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسندا .
والحديث مسند محفوظ وغيره ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة كذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة وغيره ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس لهذا الحديث في الموطأ غير هذا الإسناد ، وعند مالك فيه إسناد آخر ، رواه عنه nindex.php?page=showalam&ids=16374عبد العزيز بن أبي رواد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وأخشى أن يكون هذا الإسناد غير محفوظ ، وأن يكون خطأ ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=16374ابن أبي رواد هذا قد روى عن مالك أحاديث أخطأ فيها ، أشهرها خطأ : أنه روى عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إنما الأعمال بالنيات الحديث ، وهذا خطأ لا شك فيه عند أحد من أهل العلم بالحديث ، وإنما حديث الأعمال بالنيات ، عند مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16590علقمة بن وقاص ، عن عمر ليس له غير هذا الإسناد ، وكذلك رواه الناس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد [ ص: 271 ] وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=16374ابن أبي رواد في هذا الباب ، فحدثناه أحمد بن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن قاسم ، قال : حدثنا مالك بن عيسى ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15672حاجب بن سليمان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16374ابن أبي رواد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016467يحب الله لكم ثلاثا ، ويسخط لكم ثلاثا ، يحب لكم : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وأن تنصحوا ولاة الأمر ويسخط لكم ثلاثا : قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال .
قال أبو عمر :
أما حديث سهيل فمحفوظ ، ولعل حديث nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد أن يكون له أصل ، والله أعلم .
حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14810يحيى بن أيوب بن بادي ، وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا مطرف بن عبد الرحمن ، قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن عبد الله بن بكير ، وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن قاسم ، حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، حدثنا يحيى بن أيوب ، وأحمد بن حماد ، قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016465إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا ، يرضى لكم : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ويسخط لكم : قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال .
ويدخل في الإخلاص أيضا التوكل على الله ، وأنه لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع على الحقيقة غيره ; لأنه لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، لا شريك له .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة في قوله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) الآية ، قال : حبل الله الذي أمر أن يعتصم به : القرآن ، وقال قتادة : إن الله قد كره إليكم الفرقة ، وقدم إليكم فيها وحذركموها ، ونهاكم عنها ، ورضي لكم بالسمع والطاعة والألفة والجماعة ، فارضوا لأنفسكم بما رضي الله لكم ، فقد ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان [ ص: 273 ] يقول : من فارق جماعة المسلمين قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه .
وروى معمر ، عن قتادة في قوله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) ، قال : بعهد الله وأمره ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، عن جامع بن أبي راشد ، عن أبي وائل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) قال : القرآن .
nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة أيضا ، عن إبراهيم الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال : حبل الله هو القرآن .
nindex.php?page=showalam&ids=16833وقيس بن الربيع ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) قال : حبل الله وصراط الله المستقيم كتاب الله .
nindex.php?page=showalam&ids=12156وأبو معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15826الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن هذا القرآن هو حبل الله .
فهذا قول ، والقول الثاني : روى nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام بن حوشب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) قال حبل الله الجماعة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الأسدي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام بن حوشب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن عبد الله في قوله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) الآية قال : الحبل الذي أيد الله به الجماعة ، قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن ثابت بن قطبة ، قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود في خطبته : أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة ، فإنها حبل الله الذي أمر به ، وإن ما تكرهون في الجماعة ، خير مما تحبون في الفرقة .
[ ص: 274 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15714حسان بن عطية ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عمرو بن ميمون ، قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : الجماعة القائل بالحق ، وإن كان وحده .
وفيما أجاز لنا nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي ، قال : حدثنا علي بن عمر بن محمد بن سادان الشكري ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13890عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، قال : حدثنا مجالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن ثابت بن قطبة ، قال : خطبنا nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود خطبة لم يخطبنا قبلها ولا بعدها ، فقال : أيها الناس ، اتقوا الله ، وعليكم بالطاعة والجماعة ، فإنهما حبل الله الذي أمر به ، وأن ما تكرهون في الجماعة ، خير مما تحبون في الفرقة ، وأن الله عز وجل لم يخلق شيئا من الدنيا ، إلا جعل له نهاية فينتهي إليه ، وأن الإسلام بدأ فثبت ، ويوشك أن ينقص ويزيد إلى يوم القيامة ، وآية ذلك أن تقطعوا أرحامكم ، وأن تفشوا فيكم الفاقة حتى لا يخاف الغني إلا الفقر ، وحتى لا يجد الفقير من يعطف عليه ، حتى يرى الرجل أخاه وابن عمه فقيرا لا يعطف عليه ، وحتى يقوم السائل يسأل فيما بين الجمعتين ، فلا يوضع في يده شيء ، فبينما الناس كذلك إذ خارت الأرض خورة مثل خوار البقر ، يحسب كل قوم إنما خارت من ساحتهم ، ثم يكون رجوع ، ثم تخور الثانية بأفلاذ كبدها ، قيل : وما أفلاذ كبدها ؟ قال : أمثال هذه السواري من الذهب والفضة ، فمن يومئذ لا ينفع الذهب والفضة إلى يوم القيامة ، حتى لا يجد الرجل من يقبل منه ماله صدقة .
قال أبو عمر :
الظاهر في حديث سهيل هذا في قوله ( ويرضى لكم أن تعتصموا بحبل الله جميعا ) أنه أراد الجماعة ، والله أعلم وهو أشبه بسياقة الحديث .
[ ص: 275 ] وأما كتاب الله ، فقد أمر الله عز وجل بالتمسك والاعتصام به في غير ما آية وغير ما حديث ، غير أن هذا الحديث المراد به - والله أعلم - الجماعة على إمام يسمع له ويطاع ، فيكون ولي من لا ولي له في النكاح ، وتقديم القضاة للعقد على الأيتام وسائر الأحكام ، ويقيم الأعياد والجمعات ، وتؤمن به السبل ، وينتصف به المظلوم ، ويجاهد عن الأمة عدوها ، ويقسم بينها فيئها ; لأن الاختلاف والفرقة هلكة ، والجماعة نجاة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، رحمه الله :
إن الجماعة حبل الله فاعتصموا منه بعروته الوثقى لمن دانا كم يرفع الله بالسلطان مظلمة في ديننا رحمة منه ودنيانا لولا الخلافة لم تؤمن لنا سبل وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
وهذا حديث ثابت في معنى حديث سهيل في هذا الباب ، وهو يفسره ، وقد رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جماعة ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، وقد ذكرنا طرقه في كتاب العلم .
وأما قوله : فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، أو هي من ورائهم محيطة ، فمعناه عند أهل العلم : أن أهل الجماعة في مصر من أمصار المسلمين إذا مات [ ص: 278 ] إمامهم ، ولم يكن لهم إمام ، فأقام أهل ذلك المصر الذي هو حضرة الإمام وموضعه إماما لأنفسهم ، اجتمعوا عليه ورضوه ، فإن كل من خلفهم وأمامهم من المسلمين في الآفاق ، يلزمهم الدخول في طاعة ذلك الإمام ، إذا لم يكن معلنا بالفسق والفساد ، معروفا بذلك ; لأنها دعوة محيطة بهم يجب إجابتها ، ولا يسع أحدا التخلف عنها ; لما في إقامة إمامين من اختلاف الكلمة وفساد ذات البين .
هكذا قال : ومناصحة المسلمين ، وإنما المحفوظ في هذا الحديث خاصة ، ومناصحة ولاة المسلمين ، وإن كانت مناصحة المسلمين قد وردت في غيرما حديث .
حدثنا محمد بن خليفة ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14035إبراهيم بن موسى الجوزي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15856داود بن رشيد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، وحجر الكلاعي ، قالا : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016476دخلنا على nindex.php?page=showalam&ids=143العرباض بن سارية وهو الذي نزل فيه ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه ) . [ ص: 279 ] الآية . وهو مريض فقلنا : إنا جئناك زائرين وعائدين ومقتبسين ، فقال عرباض : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة الغداة ، ثم أقبل علينا فوعظنا بموعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع ، فما تعهد إلينا ؟ قال : أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة - وإن كان عبدا حبشيا - فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
كذا قال حثاء جهنم ، وغيره يرويه : جثاء جهنم - بالجيم - وذلك كله خطأ عند أهل العلم باللغة ، وقد أنكره أبو عبيدة وغيره ، وقال أبو عبيد : إنما هو من حثاء جهنم ، وهو كما قال أبو عبيد .
[ ص: 281 ] حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14613محمد بن إسماعيل الصائغ ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين بمكة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16401عبد الله بن أبي الهذيل ، قال : كان عمرو بن العاصي يتخولنا ، فقال رجل من بكر بن وائل : لئن لم تنته قريش ، لنضعن هذا الأمر في جمهور من جماهير العرب غيرهم ، فقال عمرو بن العاصي : كذبت ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016479قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمعه يقول : من نزع يدا من طاعة ، فلا حجة له ، ومن مات ولا طاعة عليه ، كان ميتته ضلالة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=11811أبو إدريس الخولاني ، عن حذيفة ، قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016481الزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن جماعة ولا إمام ؟ قال : تعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على شجرة حتى يدركك الموت ، وأنت كذلك .
والآثار المرفوعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب كثيرة جدا ، وكذلك عن الصحابة أيضا .
وروى أبو صادق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أنه قال : إن الإسلام ثلاث أثافي : الإيمان ، والصلاة ، والجماعة ، فلا تقبل الصلاة إلا بإيمان ، ومن آمن صلى وجامع ، ومن فارق الجماعة قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه .
[ ص: 282 ] حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا صبيح بن عبد الله الفرغاني ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11816أبو إسحاق الفزاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، قال : كان يقال : خمس كان عليها أصحاب محمد والتابعون لهم بإحسان : لزوم الجماعة ، واتباع السنة ، وعمارة المساجد ، وتلاوة القرآن ، والجهاد في سبيل الله .
قال أبو عمر :
الآثار المرفوعة في هذا الباب كلها تدل على أن مفارقة الجماعة ، وشق عصا المسلمين ، والخلاف على السلطان المجتمع عليه ، يريق الدم ويبيحه ويوجب قتال من فعل ذلك ، فإن قيل : قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ، فمن قال لا إله إلا الله حرم دمه ، قيل لقائل ذلك : لو تدبرت قوله في هذا الحديث : إلا بحقها ، لعلمت أنه خلاف ما ظننت ، ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق قد رد على عمر ما نزع به من هذا الحديث ، وقال : من حقها الزكاة ، ففهم عمر ذلك من قوله ، وانصرف إليه ، وأجمع الصحابة عليه ، فقاتلوا مانعي الزكاة ، كما قاتلوا أهل الردة ، وسماهم بعضهم أهل ردة على الاتساع ; لأنهم ارتدوا عن أداء الزكاة ، ومعلوم مشهور عنهم أنهم قالوا : ما تركنا ديننا ، ولكن شححنا على أموالنا ، فكما جاز قتالهم عند جميع الصحابة على منعهم الزكاة ، وكان ذلك عندهم في معنى قوله عليه السلام : إلا بحقها ، فكذلك من شق عصا المسلمين وخالف إمام جماعتهم ، وفرق كلمتهم ; لأن الفرض الواجب اجتماع كلمة أهل دين الله المسلمين على من خالف دينهم من الكافرين ، حتى تكون كلمتهم واحدة وجماعتهم غير مفترقة ، ومن الحقوق المريقة للدماء المبيحة للقتال : الفساد [ ص: 283 ] في الأرض ، وقتل النفس ، وانتهاب الأهل والمال ، والبغي على السلطان ، والامتناع من حكمه . هذا كله داخل تحت قوله : إلا بحقها ، كما يدخل في ذلك الزاني المحصن ، وقاتل النفس بغير حق ، والمرتد عن دينه .
وقد أمر الله عز وجل بقتال الفئة الباغية بقوله ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) وفي قوله فقاتلوا دليل على أن الباغي إذا انهزم عن القتال ، أو ضعف عنه بما لحقه من الآفات المانعة للقتال ، حرم دمه ; لأنه غير مقاتل ، ولم نؤمر بقتاله إلا إذا قاتل ; لأن الله تعالى قال فقاتلوا ولم يقل فاقتلوا ، والمقاتلة إنما تكون لمن قاتل - والله أعلم - لأنها تقوم من اثنين ، وعلى هذا كان حكم علي - رضي الله عنه - فيمن بغى عليه ، وتلك كانت سيرته فيهم - رضي الله عنه - وعلى ذلك جمهور العلماء ، وللكلام في هذه المسألة غير هذا ، إن شاء الله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد : قلت nindex.php?page=showalam&ids=16008لسفيان بن عيينة : أرأيت قوله : من ترك الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ؟ فقال : من فارق الجماعة خلع طاعة الله والاستسلام لأمره وللرسول ولأولي الأمر ، قال : ولا أعلم أحدا عوقب بأشد من عقوبتهم ، ثم قال ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ) الآية ، هذا في أهل الإسلام .
[ ص: 284 ] وأما قوله : تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ففيه إيجاب النصيحة على العامة لولاة الأمر ، وهم الأئمة والخلفاء ، وكذلك سائر الأمراء ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة - ثلاثا - قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله عز وجل ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . وهذا حديث رواه مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك رواه كل من رواه عن مالك .
وزعم ابن الجارود وغيره أن مالكا وهم في إسناده ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، عن عطاء بن يزيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري :
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629محمد بن وضاح ، قال : حدثنا حامد بن يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، قال : أخبرني عطاء بن يزيد الليثي صديقا كان لأبي من أهل الشام أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري قال ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الدين النصيحة ، إن الدين النصيحة ، إن الدين النصيحة ، قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم .
قال سفيان : وكان nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار ، حدثناه أولا عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، فلقيت سهيلا فسألته ليحدثنيه عن أبيه فأكون أنا وغيري فيه سواء ، فقال سهيل : أنا سمعته من الذي سمعه منه ، أي أخبرنيه عطاء بن يزيد الليثي صديقا كان لأبي من أهل الشام .
[ ص: 285 ] قال أبو عمر :
وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة والضحاك بن عثمان وغيرهم ، عن سهيل ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري ، والحديث عندي صحيح من الوجهين ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=17000محمد بن عجلان قد رواه ، عن القعقاع بن حكيم ، nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم ، وعبيد الله بن مقسم ، كلهم عن أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه الليث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17000محمد بن عجلان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، والقعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17000محمد بن عجلان ، عن القعقاع ، وعبيد الله بن مقسم ، عن أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وهذا كله يعضد رواية مالك ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، والله أعلم .
ففي هذا الحديث أن من الدين النصح لأئمة المسلمين ، وهذا أوجب ما يكون فكل من واكلهم وجالسهم ، وكل من أمكنه نصح السلطان ، لزمه ذلك إذا رجا أن يسمع منه .
وروى معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد ، قال : قال رجل nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بن الخطاب : ألا أخاف في الله لومة لائم خير لي ، أم أقبل على أمري ؟ فقال : أما من ولي من أمر المسلمين شيئا ، فلا يخف في الله لومة لائم ، ومن كان خلوا ، فليقبل على نفسه ، ولينصح لأميره .
وسئل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس : أيأتي الرجل إلى السلطان فيعظه وينصح له ويندبه إلى الخير ؟ فقال : إذا رجا أن يسمع منه ، وإلا فليس ذلك عليه .
[ ص: 286 ] قال أبو عمر :
إنما فر من فر من الأمراء ; لأنه لا يمكنه أن ينصح لهم ، ولا يغير عليهم ، ولا يسلم من متابعتهم .
وأخبرنا أحمد بن قاسم بن عيسى ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13052عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13890عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016487أفضل الجهاد من قال كلمة حق عند ذي سلطان جائر .
وقد ذكرنا خبر بلال بن الحارث في باب محمد بن عمرو من هذا الكتاب ، وهو في معنى الكلام عند السلطان على حسبما فسرناه هناك ، وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض يشدد في هذا فيقول : ربما دخل العالم على السلطان ، ومعه دينه ، فيخرج وما معه منه شيء ، قالوا : كيف ذلك ؟ قال : يمدحه في وجهه ويصدقه في كذبه .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، قال : لا تأتهم ، فإن أتيتهم فاصدقهم ، قال : وأنا أخاف ألا أصدقهم .
[ ص: 287 ] قال أبو عمر :
إن لم يكن يتمكن نصح السلطان ، فالصبر والدعاء ، فإنهم كانوا ينهون عن سب الأمراء .
أخبرنا محمد بن خليفة ، قال : حدثنا محمد بن الحسين البغدادي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14381أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17345يحيى بن يمان ، قال : حدثنا سفيان ، عن قيس بن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، قال : كان الأكابر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهوننا ، عن سب الأمراء .
وحدثنا محمد بن خليفة ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11939أبو بكر بن أبي داود ، قال : حدثنا عيسى بن محمد أبو عمير الرملي ، عن ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16294عبادة بن نسي ، قال : وقف nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء على باب معاوية فحجبه ، لشغل كان فيه ، فكأن nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء وجد في نفسه ، فقال : من يأت أبواب السلطان قام وقعد ، ومن يجد بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا رجا فتحا ، إن سأل أعطي ، وإن استعاذ أعيذ ، وإن أول نفاق المرء طعنه على إمامه .
وحدثنا محمد بن خليفة ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14381أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17345يحيى بن يمان ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال : ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره .
أخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد بن حزم ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ، قال : حدثنا أبو بكر نصر بن مهاجر ، قال : حدثنا الفيض بن إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير بن معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، قال : قال حذيفة : إذا كان والي القوم خيرا منهم لم يزالوا في علياء ، وإذا كان واليهم شرا منهم - أو قال شرهم - لم يزدادوا إلا سفالا .
حدثناه أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14060الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=11825أبو الأشهب عن الحسن ، فذكره .
[ ص: 289 ] حدثنا محمد بن خليفة ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا ابن شاهين ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14381أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي ، قال : حدثنا إسحاق بن سهل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15292المغيرة بن مسلم ، عن قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال : لا إسلام إلا بطاعة ، ولا خير إلا في الجماعة ، والنصح لله وللخليفة وللمؤمنين عامة .
وأما قوله ويكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، فمعنى : قيل وقال - والله أعلم - الحديث بما لا معنى له ولا فائدة فيه من أحاديث الناس التي أكثرها غيبة ولغط وكذب ، ومن أكثر من القيل والقال مع العامة ، لم يسلم من الخوض في الباطل ، ولا من الاغتياب ، ولا من الكذب ، والله أعلم .
وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع . ومكتوب في حكمة داود وفي صحف إبراهيم : من عد كلامه من عمله ، قل كلامه إلا فيما يعنيه . وفي المثل السائر : التقي ملجم . وقد مضى قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016153من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت في باب nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد ، ومضى هناك في الصمت ، وحفظ اللسان بعض ما يكفي إن شاء الله .
وأما قوله : وكثرة السؤال فمعناه عند أكثر العلماء التكثير في السؤال من المسائل والنوازل والأغلوطات وتشقيق المولدات ، وقد أوضحنا هذا الباب وبسطناه ، وأشبعنا القول فيه من جهة الأثر في كتاب العلم .
[ ص: 290 ] وقال مالك أما نهي رسول الله عن كثرة السؤال ، فلا أدري أهو الذي أنهاكم عنه من كثرة المسائل - فقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها - أم هو مسألة الناس .
قال أبو عمر :
الظاهر في لفظ هذا الحديث كراهة السؤال عن المسائل إذا كان ذلك على الإكثار ، لا على الحاجة عند نزول النازلة لأن السؤال في مسألة الناس إذا لم يجز ، فليس ينهى عن كثرته دون قلته ، بل الآثار في ذلك آثار عموم لا تفرق بين القلة والكثرة لمن كره له ذلك ، وقد مضى في معنى السؤال وما يجوز منه ولمن يجوز أبواب كافية في هذا الكتاب .
ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عما لم يحرم ، فحرم على الناس من أجل مسألته .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وعكرمة - بمعنى واحد - أنهم قالوا : كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه يوما فأكثروا عليه ، فقام مغضبا ، وقال : سلوني فوالله لا تسألوني أو لا يسألني أحد عن شيء في مقامي هذا إلا أخبرته ، ولو سألني عن أبيه لأخبرته ، فقام nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة ، فقال : من أبي ؟ فقال : أبوك [ ص: 291 ] حذافة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، فقالت أمه : ما رأيت ولدا أعق منك ، أكنت تأمن أن تكون أمك قارفت ما قارف أهل الجاهلية فتفضحها ؟ وقام رجل فقال : الحج واجب في كل عام ، أم مرة واحدة ؟ فقال : بل مرة واحدة ، ولو قلتها لوجبت ، وقام سعد مولى شيبة فقال : من أنا يا رسول الله ؟ قال : أنت سعد مولى شيبة بن ربيعة ، وقام رجل من بني أسد فقال : أين أنا يا رسول الله ؟ قال : أنت في النار ، فقام عمر فقال : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، نعوذ بالله من غضب الله ، وغضب رسوله ، فنزلت عند ذلك ( ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) الآية . .
ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن عطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : أن الله حرم أشياء ، وأحل أشياء ، فما حرم فاجتنبوه ، وما أحل فاستحلوه ، وما سكت عنه فهو عفو فلا تسألوا عنه .
وقال آخرون : معنى نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كثرة السؤال ، أراد سؤال المال ، والإلحاح فيه على المخلوقين ، واستدلوا بعطفه على ذلك قوله ، وإضاعة المال ، وبما رواه nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016495إن الله كره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ، ومنع وهات ، ووأد البنات ، وعقوق الأمهات ، قالوا : فقوله : ومنع وهات ، هو من باب السؤال ، والمنع في المال ، لا في العلم ، قالوا : فكذلك نهيه عن كثرة السؤال ، والله أعلم .
قد مضى فيما يحل من السؤال وما لا يحل ، أبواب كافية فيما سلف من هذا الكتاب ، والسؤال إذا لم يحل ، فلا يحل منه الكثير ولا القليل ، وإذا كان جائزا حلالا ، فلا بأس بالإكثار منه ، حتى يبلغ إلى الحد المنهي عنه ، والله أعلم .
وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره كثرة المسائل ويعيبها ، والانفكاك عندي من هذا المعنى والانفصال من هذا السؤال والإدخال : أن السؤال اليوم لا يخاف منه أن ينزل تحريم ولا تحليل من أجله ، فمن سأل مستفهما راغبا في العلم ، ونفي الجهل عن نفسه ، باحثا عن معنى يجب الوقوف في الديانة عليه ، فلا بأس به ، فشفاء العي السؤال ، ومن سأل معنتا غير متفقه ولا متعلم ، فهذا لا يحل قليل سؤاله ولا كثيره ، وقد أوضحنا هذه المعاني كلها في كتاب العلم ، بما لا سبيل إلى ذكره هاهنا .
وأما قوله : وإضاعة المال ، فللعلماء في تأويل معناه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه أراد بذكر المال هاهنا : الحيوان من ملك اليمين ، أن يحسن إليهم ولا يضيعون فيهلكون ، وهذا قول رواه السري بن إسماعيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي .
والقول الثاني : إضاعة المال بترك إصلاحه والنظر فيه وكسبه .
واحتج من قال هذا : بقول قيس بن عاصم لبنيه حين حضرته الوفاة : يا بني عليكم بالمال ، واصطناعه ; فإن فيه منبهة للكريم ، ويستغنى به عن اللئيم . وبقول عمرو بن العاصي في خطبته ، حيث قال : يا معشر الناس إياي وخلالا أربعا ، فإنها تدعو إلى النصب بعد الراحة ، وإلى الضيق بعد السعة ، وإلى المذلة بعد العز ، إياي وكثرة العيال ، وإخفاض الجلال ، والتضييع للمال ، والقيل والقال ، في غير درك ولا نوال .
والقول الثالث : إضاعة المال : إنفاقه في غير حقه من الباطل والإسراف والمعاصي ، لا جعلنا الله ممن يستعين بنعمه على معاصيه ، آمين برحمته .
حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا علي ، حدثنا أحمد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، حدثنا إبراهيم بن نشيط ، قال : سألت عمر مولى عفرة عن الإسراف ، ما هو ؟ قال : كل شيء أنفقته في غير طاعة الله فهو سرف ، وإضاعة المال .
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد أن أباه حدثه ، قال : حدثنا عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17390يعلى بن عبيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16971محمد بن سوقة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، أنه سأله رجل عن إضاعة المال ، فقال : أن يرزقك الله فتنفقه فيما حرم الله عليك . وهكذا قال مالك .