هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته بهذا الإسناد ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب فيه عن مالك إسنادا آخر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17212نعيم بن عبد الله المجمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1012042إذا قال الإمام : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) [ ص: 16 ] فقولوا : آمين ; فإنه من وافق قوله من أهل الأرض قول أهل السماء ، غفر له ما تقدم من ذنبه .
في هذا الحديث دليل على أن الإمام لا يقول : آمين ، وأن المأموم يقولها دونه ، وهذا الحديث يفسر عند أصحابنا قوله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أمن الإمام فأمنوا ، يريد إذا دعا بقوله : ( اهدنا الصراط المستقيم ) إلى آخر السورة ; لأن الداعي يسمى مؤمنا كما يسمى المؤمن داعيا ، واستدلوا بقول الله - عز وجل - لموسى وهارون ( قد أجيبت دعوتكما ) ، وإنما كان هارون مؤمنا وموسى الداعي فيما قال أهل العلم بتأويل القرآن .
وقال بعض من يقول بأن الإمام يقول آمين : إذا قال ( ولا الضالين ) لم يرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما جاء عنه في هذا الحديث أن الإمام لا يقول آمين ; لأنه قد صح عنه قوله : إذا أمن الإمام فأمنوا ، وصح عنه أنه كان إذا قال : ( ولا الضالين ) قال : آمين ، ورفع بها صوته ، وإنما أراد بما جاء عنه في حديث سمي هذا أن يعرفهم بالموضع الذي يقولون فيه آمين ، وهو إذا قال الإمام ( ولا الضالين ) ، ليكون قولهما معا ولا يتقدموه بقول آمين ، والله أعلم .
واحتجوا بقول بلال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1012782يا رسول الله ، لا تسبقني بآمين ، وقد مضى هذا الخبر فيما سلف من هذا الكتاب في باب nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد وباب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ومضى [ ص: 17 ] من القول في معنى هذا الحديث هناك ما فيه كفاية والحمد لله .
وقد أجمع العلماء على أنه لا يقرأ مع الإمام فيما جهر فيه بغير فاتحة الكتاب ، والقياس أن فاتحة الكتاب وغيرها سواء في هذا الموضع ; لأن عليهم إذا فرغ إمامهم منها أن يؤمنوا ، فوجب عليهم أن لا يشتغلوا بغير الاستماع ، والله أعلم .
وأجمع العلماء على أن مراد الله - عز وجل - من قوله : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) يعني في الصلاة ، وقد مضى القول في معنى هذا الحديث كله ، واختلاف العلماء في تأمين الإمام وحجة كل فريق منهم من جهة الأثر والنظر في ذلك ممهدا مبسوطا في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة من هذا الكتاب ، فلا معنى لتكرير ذلك هاهنا .