[ ص: 32 ] وهذا الحديث يوجب أن يقتصر الإمام على قول سمع الله لمن حمده ، وألا يقول معها ربنا ولك الحمد ، ويقتصر المأموم على ربنا لك الحمد ، ولا يقول معها سمع الله لمن حمده ، وقد ذكرنا اختلاف العلماء في ذلك ، وفي سائر معاني هذا الباب في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عن أنس وسعيد من هذا الكتاب ، فلا معنى لتكرير ذلك هاهنا .
ومعنى سمع الله لمن حمده : تقبل الله حمد من حمده . ومنه قولهم : سمع الله دعاءك ، أي : أجابه الله وتقبله .
وأما قوله في هذا الحديث : فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ، فقد مضى في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب في معنى التأمين ما يدل على معنى هذا الباب - إن شاء الله ، والوجه عندي في هذا - والله أعلم - تعظيم فضل الذكر ، وأنه يحط الأوزار ويغفر الذنوب ، وقد أخبر الله عن الملائكة أنهم يستغفرون للذين آمنوا ويقولون ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ) ، فمن كان منه من القول مثل هذا بإخلاص واجتهاد ونية صادقة وتوبة صحيحة غفرت ذنوبه إن شاء الله ، ومثل هذه الأحاديث المشكلة المعاني البعيدة التأويل عن مخارج لفظها واجب ردها إلى الأصول المجتمع عليها وبالله التوفيق .