[ ص: 116 ] قال أهل اللغة : خسفت إذا ذهب ضوؤها ولونها ، وكسفت إذا تغير لونها . يقال : بئر خسيف إذا ذهب ماؤها ، وفلان كاسف اللون ، أي : متغير اللون ، ومنهم من يجعل الخسوف والكسوف واحدا ، والأول أولى والله أعلم .
وقد تقدم القول في معاني هذا الحديث وما للعلماء في صلاة الخسوف من المذاهب والمعاني ممهدا في باب nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم من هذا الكتاب ، فلا معنى لإعادة ذلك هاهنا .
وفي هذا الحديث حجة nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في قوله : إن الإمام يخطب في الكسوف بعد الصلاة كالعيدين والاستسقاء ، ألا ترى إلى قوله في هذا الحديث : ثم انصرف وقد تجلت فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري .
وقال مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأصحابهما : لا خطبة في الخسوف ، والحجة لهم أن خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ إنما كانت لأن الناس كانوا يقولون كسفت الشمس لموت إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - فخطبهم ليعلمهم بأنه ليس كذلك ، وأن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته .
[ ص: 117 ] وقال مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة : يصلي الناس عند كسوف القمر وحدانا ركعتين ركعتين ركعتين ، ولا يصلون جماعة ، وكذلك القول عند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة في كسوف الشمس في هيئة الصلاة .
وقال الليث nindex.php?page=showalam&ids=15136وعبد العزيز بن أبي سلمة : لا يجمع فيها ولكن يصلونها منفردين على هيئة الصلاة في كسوف الشمس ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري : الصلاة في خسوف الشمس والقمر سواء على هيئة واحدة ركعتان في كل ركعة ركوعان جماعة ، وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، وقد مضت هذه الآثار مهذبة في باب nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم من هذا الكتاب والحمد لله .