ذكر قوم من رواة هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة أنه كان لا يجلس في شيء من الخمس ركعات إلا في آخرهن ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة وأبو عوانة ووهيب وغيرهم ، وذكروا أنه كان لا يسلم بينهن ، وذلك كله لا يثبت ; لأنه قد عارضه عن عائشة ما هو أثبت منه ، وأكثر الحفاظ رووا هذا الحديث عن هشام كما رواه مالك والأصول تعضد رواية مالك ; لأنه قد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1013713صلاة الليل مثنى مثنى ، وهذا من الأحاديث التي لم يختلف في إسنادها ولا في متنها ، وهو حديث ثابت مجتمع على صحته ، وهو قاض في هذا الباب على ما كان ظاهره خلافه ، وقد أوضحنا هذا المعنى في غير موضع من كتابنا وذكرنا ما للعلماء في ذلك من التنازع وأخبرنا بالوجه المختار الصحيح عندنا والحمد لله .
ولا وجه لتكرار ذلك هاهنا .
قال أبو عمر : الرواية المخالفة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة هذا لرواية مالك فيه إنما حدث به عن هشام أهل العراق ، وما حدث به هشام بالمدينة قبل خروجه إلى العراق أصح عندهم ، ولقد حكى nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني عن nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان [ ص: 120 ] قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس في النوم فسألته عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، فقال : أما ما حدث به عندنا - يعني بالمدينة قبل خروجه فكأنه يصححه - ، وأما ما حدث به بعد ما خرج من عندنا ، فكأنه يوهنه .
وفي هذا الحديث دليل على أن ركعتي الفجر مما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواظب عليهما وهما عندنا من مؤكدات السنن ، وإن كان بعض أصحابنا يخالف في ذلك ، وقد بينا الوجه فيه في باب nindex.php?page=showalam&ids=16100شريك بن أبي نمر وغيره من هذا الكتاب والحمد لله .
وفي هذا الحديث من الفقه المواظبة على صلاة الليل ، وأن صلاة الليل آخرها الوتر إما بواحدة وإما بثلاث ، وقد قيل غير ذلك على حسب ما أوضحناه في باب nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد وباب نافع والحمد لله .
وفيه النداء للصبح بعد الفجر وتخفيف ركعتي الفجر ، وقد استدل به من زعم أن النداء بالصبح لا يكون إلا بعد الفجر ، وقد مضى القول في ذلك في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عن سالم والحمد لله وبه التوفيق .