وهذا الحديث أيضا مجتمع على القول بمعناه ، ولا خلاف بين العلماء أن صدقة الحي عن الميت جائزة مرجو نفعها وقبولها إذا كانت من طيب ، فإن [ ص: 154 ] الله لا يقبل إلا الطيب ، وليس الصدقة عندهم من باب عمل البدن في شيء ، فلا يجوز لأحد أن يصلي عن أحد ، وجائز له أن يتصدق عن وليه وعن غيره ، وهذا مما ثبتت به السنة ولم تختلف فيه الأمة ، ويقولون إن الرجل المذكور في هذا الحديث هو nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، وقد مضى القول في قصة nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة وصدقته عن أمه في غير موضع من كتابنا هذا والحمد لله .
.
وأما قوله : افتلتت نفسها ، فإنه أراد اختلست نفسها وماتت فجأة ، قال الشاعر :
من يأمن الأيام بعد صبيرة القرشي ماتا سبقت منيته المشيب ، وكان ميتته افتلاتا
.
وقال خالد بن يزيد :
فإن تفتلتها فالخلافة تنفلت بأكرم علقي منبر وسرير
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13253أبو بكر بن شاذان : سألت nindex.php?page=showalam&ids=12020أبا زيد النحوي عن قول عمر " كانت بيعة أبي بكر فلتة " ، فقال : أراد قول الشاعر :
وكان ميتته افتلاتا
قال : وتقول العرب إذا رأت الهلال بغير قصد إلى ذلك : رأيت الهلال فلتة .