قال هشام : والنص فوق العنق ، هكذا قال يحيى : فرجة ، وتابعه جماعة منهم أبو المصعب وابن بكير nindex.php?page=showalam&ids=15998وسعيد بن عفير ، وقالت طائفة منهم nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب وابن القاسم nindex.php?page=showalam&ids=15020والقعنبي : فإذا وجد فجوة ، والفجوة والفرجة سواء في اللغة ، وليس في هذا الحديث أكثر من [ ص: 202 ] معرفة كيفية السير في الدفع من عرفة ، وهو شيء يجب الوقوف عليه وامتثاله على أئمة الحاج فمن دونهم ؛ لأن في استعجال السير إلى مزدلفة استعجال الصلاة بها ، ومعلوم أن المغرب لا تصلى تلك الليلة إلا مع العشاء وتلك سنتهما ، فيجب أن يكون ذلك على حسب ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فمن قصر عن ذلك أو زاد فقد أساء إذا كان عالما بما جاء في ذلك ، وأما حكم الجمع بين الصلاتين في المزدلفة فقد ذكرناها في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب من هذا الكتاب والحمد لله .
والعنق مشي معروف للدواب لا يجهل ، وقد يستعمل مجازا الدواب قال الشاعر :
يا جارتي يا طويلة العنق أخرجتني بالصدود عن عنق
والنص هاهنا كالخبب ، وهو فوق العنق وأرفع في الحركة ، وأصل النص في اللغة الرفع ، يقال منه : نصصت الدابة في سيرها ، قال الشاعر :
ألست التي كلفتها سير ليلة من أهل منى إلى أهل يثرب
وقال اللهبي :
يا رب بيداء وليل داج قطعته بالنص والإدلاج
وقال آخر :
ونص الحديث إلى أهله فإن الوثيقة في نصه
أي : ارفعه إلى أهله وانسبه إليهم .
[ ص: 203 ] وقال أبو عبيد : النص التحريك الذي يستخرج به من الدابة أقصى سيرها . وأنشد قول الراجز :
تقطع الخرق بسير نص
وأما النص في الشريعة فما استوى من القرآن وغيره ظاهره مع باطنه وفهم مراده من ظاهره ، ومنهم من قال : النص ما لا يصح أن يرد عليه التخصيص ويسلم من العلل ، ولهم في حدوده كلام كثير ليس هذا موضع ذكره ، وبالله التوفيق .