وهذا مرسل في الموطأ عند جميعهم ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر العمري ، عن نافع ، ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - واختلف في معنى هذا الحديث ، فقيل : من صلاتكم يريد المكتوبة ، وقيل : النافلة ، ومن قال : إنها المكتوبة فلقوله - صلى الله عليه وسلم - : أفضل الصلاة صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة فكيف يأمرهم بما قد أخبرهم أن غيره أفضل منه ؟ ومعروف أن حرف " من " حقيقته التبعيض ، لما في ذلك من تعليم الأهل حدود الصلاة معاينة ، وهو أثبت أحيانا من التعليم ، وقيل : أراد بقوله هذا النافلة ، على أن معنى قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016887اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم أي : اجعلوا صلاتكم في بيوتكم ، يعني النافلة ، وتكون " من " زائدة ، كقولهم : ما جاءني من أحد .
وأما ما جاء في الموطأ من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة موقوفا ، وهو مرفوع مسند في غير الموطأ عند جماعة من العلماء ، فمن ذلك حديث مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن رجل من المهاجرين لم ير به بأسا أنه قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاصي : أأصلي في أعطان الإبل ؟ قال : لا ، ولكن صل في مراح الغنم . ومثل هذا من الفرق بين الغنم والإبل لا يدرك بالرأي ، والعطن موضع بروك الإبل بين الشربتين ؛ لأنها في سقيها ترد الماء مرتين طائفة بعد أخرى .
[ ص: 333 ] وقد روى هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016889صلوا في مراح الغنم ، ولا تصلوا في أعطان الإبل ، nindex.php?page=showalam&ids=17416ويونس بن بكير ليس ممن يحتج به عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة فيما خالفه فيه مالك ؛ لأنه ليس ممن يقاس بمالك وليس بالحافظ عندهم ، والصحيح في إسناد هشام ما قاله مالك ، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة والبراء nindex.php?page=showalam&ids=98وجابر بن سمرة nindex.php?page=showalam&ids=5078وعبد الله بن مغفل ، وكلها بأسانيد حسان ، وأكثرها تواترا وأحسنها حديث البراء وحديث nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ، رواه نحو خمسة عشر رجلا عن الحسن ، وسماع الحسن من nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل صحيح .
وفي هذا الحديث دليل على أن ما يخرج من مخرجي الحيوان المأكول لحمه ليس بنجس ، وأصح ما قيل في الفرق بين مراح الغنم وعطن الإبل : أن الإبل لا تكاد تهدأ ولا تقر في العطن ، بل تثور ، فربما قطعت على المصلي صلاته ، وجاء في الحديث الثابت أنها جن خلقت من جن فبين العلة في ذلك ، وقد قيل : إنما كان يستتر بها عند الخلاء ، وهذا لا يعرف في الأحاديث المسندة ، وفي الأحاديث المسندة غير ذلك .
حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، ، عن عبد الله بن عبد الله الرازي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016890سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عن الصلاة في مبارك الإبل ، فقال : لا تصلوا في مبارك الإبل ؛ فإنها من الشياطين ، وسئل عن الصلاة في مراح الغنم ، فقال : صلوا فيها فإنها بركة .
[ ص: 334 ] حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا يونس ، عن الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل المزني قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011622صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل ؛ فإنها خلقت من الشياطين .
وفي بعض هذه الآثار : فإنها جن خلقت من جن . وهذا كله يشهد لما اخترناه من التأويل في ذلك ، والحمد لله .