وهذا موقوف في الموطأ ، ويستحيل أن يكون مثله رأيا فكيف ، وقد روي مرفوعا بإسناد ليس بالقوي .
حدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى المقرئ قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13052عبيد الله بن محمد بن حبابة ببغداد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13890عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال : حدثني جدي قال : حدثنا يعقوب بن الوليد عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن أحدكم ليصلي الصلاة ، وما فاته من وقتها أشد عليه من أهله وماله .
وهذا يدل على أن أول الوقت أفضل ، وكان مالك فيما حكى ابن القاسم عنه : لا يعجبه قول nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد هذا [ ص: 76 ] .
قال أبو عمر : أظن ذلك ، والله أعلم من أجل قوله - صلى الله عليه وسلم - ما بين هذين وقت .
فجعل والذي يصح عندي من ترك مالك الإعجاب بهذا أول الوقت ، وآخره وقتا ، ولم يقل : إن أوله أفضل الحديث لأن فيه ، وما فاته من وقتها أفضل من أهله وماله ، أو أشد عليه من ذهاب أهله وماله .
وهذا اللفظ قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال فيمن فاتته صلاة العصر فوتا ، عند أهل العلم كليا حتى يخرج وقتها كله ، ولا يدرك منها ركعة قبل الغروب ، وهذا المعنى يعارض ظاهر قوله في هذا الحديث ، وما فاتته ، ولما فاته من وقتها ؛ لأن قوله فاته وقتها غير قوله فاته من وقتها ، فكأن مالكا رحمه الله لم ير أن بين أول الوقت ، ووسطه ، وآخره من الفضل ما يشبه مصيبة من فاته ذلك بمصيبة من ذهب أهله وماله ؛ لأن ذلك إنما ورد في ذهاب الوقت كله .
هذا عندي معنى قول مالك والله أعلم لأن في هذا الحديث أن فوات بعض الوقت كفوات الوقت كله ، وهذا لا يقوله أحد من العلماء لا من فضل أول الوقت على آخره ، ولا من سوى بينهما ؛ لأن فوت بعض الوقت مباح ، وفوت الوقت كله لا يجوز ، وفاعله عاص لله إذا تعمد ذلك ، وليس كذلك من صلى في وسط الوقت وآخره ، وإن كان من صلى في أول الوقت أفضل منه ، وتدبر هذا تجده كذلك إن شاء الله .
قال أبو عمر : من فضل أول الوقت فله دلائل وحجج قد ذكرناها في مواضع من هذا الكتاب ، والحمد لله ، وهذا الحديث من أحسنها ، والوجه فيه أنه [ ص: 77 ] غير معارض لحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ؛ لأن الإشارة في حديث هذا الباب إلى تفضيل أول الوقت ، وتعظيم عمل الصلاة ، والبدار إليها فيه ، والتحقير للدنيا يقول : إن من ترك الصلاة إلى آخر وقتها ، وهو قادر على فعلها فقد ترك من الفضل ، وعظيم الأجر ما هو أعظم ، وأفضل من أهله وماله ؛ لأن قليل الثواب في الآخرة فوق ما يؤتى المرء في الدنيا من الأهل ، والمال ، ولموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ويدلك على ما ذكرنا حديث العلاء عن أنس مرفوعا : تلك صلاة المنافقين يعيب تارك العصر إلى اصفرار الشمس من غير عذر ، وحكم صلاة الصبح ، وصلاة العشاء كحكم صلاة العصر عند العلماء ; لأنها لا تشترك مع غيرها بعدها ، فحديث هذا الباب ورد في تفضيل الصلاة لأول وقتها على ما ذكرنا لا أن فاعل ذلك كمن وتر أهله وماله ، والله أعلم .
قرأت على nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان أن nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ حدثهم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16988محمد بن عبد السلام الخشني قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن nindex.php?page=showalam&ids=12112أبي عمرو الشيباني عن عبد الله قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أي العمل أفضل ؟ قال : الصلاة في أول وقتها . [ ص: 78 ] .
قال ، وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر قال : حدثنا المسعودي عن nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير عن أبي حثمة عن الشفا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أفضل العمل الصلاة على أول وقتها .