الخيلاء : التكبر ، وهي الخيلاء ، والمخيلة يقال منه : رجل خال ، ومختال شديد الخيلاء ، وكل ذلك من البطر ، والكبر ، والله لا يحب المتكبرين ، ولا يحب كل مختال فخور .
وهذا الحديث يدل على أن من جر إزاره من غير خيلاء ، ولا بطر أنه لا يلحقه الوعيد المذكور ، غير أن جر الإزار ، والقميص ، وسائر الثياب مذموم على كل حال .
وأما المستكبر الذي يجر ثوبه ، فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد .
قال - صلى الله عليه وسلم - أزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، ولا جناح عليه فيما بين ذلك إلى الكعبين ، ما أسفل من ذلك ففي النار .
يعني أن هذا مستحق من فعل ذلك ، وهو عالم بالنهي ، مستخف بما جاءه عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وإن عفا الله عنه فهو أهل العفو ، وأهل المغفرة .
[ ص: 246 ] ومما يدل على أن جر الإزار مذموم على كل حال : ما ذكره أبو زرعة قال : حدثنا محمد بن أبي عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة أنه أخبرهم عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول لابن ابنه ( عبد الله بن واقد ) : يا بني ارفع إزارك ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010941لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء .
ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر لم يقل لابن ابنه : هل تجره خيلاء ؟ بل أرسل ذلك إرسالا ; خوفا منه أن يكون ذلك خيلاء ( ولو صح أنه ليس خيلاء لدينه إن شاء الله .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14161الحسن الحلواني قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15795خالد بن خداش قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد قال : كان قميص أيوب يسم الأرض ، هروي جيد ) .
وقد زعم nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر الطحاوي أن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وهذا غلط ، وقد بان لك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة هذا [ ص: 247 ] سماعه ، ومما يدل على ذلك أيضا ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب في كتاب المجالس قال : أخبرنا ابن زيد ، عن أبيه : أن أباه nindex.php?page=showalam&ids=12313أسلم أرسله إلى عبد الله بن عمر يكتب له إلى قيمه بخيبر أن يصنع له خصفتين للأقط ، قال : فجئته فقلت : أألج ؟ فقال : ادخل ، فلما دخلت قال : مرحبا بابن أخي لا تقل : أألج ؟ ولكن قل السلام عليكم ، فإذا قالوا : وعليك ، فقل : أأدخل ؟ فإذا قالوا : ادخل فادخل ، فقال له زيد : إن أبي يقرأ عليك السلام ، ويقول : اكتب إلى قيمك بخيبر أن يصنع له خصفتين للأقط ، فقال : نعم ، وكرامة ، اكتب يا غلام ، فكتب إلى قيمه يأمره أن يصنع لي خصفتين جيدتين حسنتين ، فلم يأل ، قال زيد : فبينما هو يكتب ; إذ دخل عليه عبد الله بن واقد ابن ابنه ، وهو ملتحف مرخ ثوبه ، فقال له : ارفع ثوبك ، فرفع ، فقال : ارفع ، فرفع ، فقال : ارفع ، فرفع ، وقال : إن في رجلي قروحا فقال : وإن ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا ينظر الله عز وجل إلى من يجر ثوبه من الخيلاء يوم القيامة ، وهذا واضح في كراهية nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر لجر الإنسان ثوبه على كل حال ; لأن عبد الله بن واقد ، أخبره أن في رجليه قروحا ، فقال : وإن . [ ص: 248 ] وقد روى هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر جماعة لم يختلفوا فيه ، منهم نافع ، وسالم ، nindex.php?page=showalam&ids=16430وعبد الله بن دينار ، وعبد الله بن واقد ، nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=16883ومحارب بن دثار ، وجبير بن أبي سليمان وغيرهم .
ورواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جماعة منهم : nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبو سعيد الخدري .
حدثنا خلف بن سعيد قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا أحمد بن خالد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا عبادة بن مسلم الفزاري قال : حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم ، وزعم أنه كان جالسا مع nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر إذ مر به فتى ، شاب ، عليه جبة صنعانية يجرها ، مسبلا ، فقال : يا فتى هلم ، فقال له الفتى : ما حاجتك يا أبا عبد الرحمن قال : ويحك : أتحب أن ينظر الله إليك يوم القيامة ؟ قال : سبحان الله ، وما يمنعني من ذلك ؟ قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا ينظر الله إلى عبد يوم القيامة يجر إزاره خيلاء قال : فلم ير الفتى إلا مشمرا بعد ذلك اليوم حتى مات .
قال موسى : قلت لسالم : أذكر عبد الله من جر إزاره ؟ قال : لم أسمعه إلا ذكر ثوبه ، وهذا إنما فيه أن أحد شقي ثوبه يسترخي ، لا أنه تعمد ذلك خيلاء ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لست ذلك ، ولا يتعمده ، ولا يظن بك ذاك ، وقد مضى ما فيه كفاية في هذا المعنى ، وسنزيده بيانا في باب العلاء إن شاء الله .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17182موسى بن هارون الحمال قال : حدثنا محمد بن بكار قال : حدثنا أبو معشر ، عن أبي حازم قال : إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى عبد يجر ثوبه من الخيلاء حتى يضع ذلك الثوب ، وإن كان الله يحب ذلك العبد .
[ ص: 250 ] قال أبو عمر :
روى nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أحاديث ، منها هذا .
ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن صهيب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في رد السلام في الصلاة بالإشارة .
ومنها : إن من البيان لسحرا .
ومنها : من نزع يدا من طاعة .
ومنها : في حل الأزرار .
ومنها : تشقيق الكلام من الشيطان .
كلها عن النبي عليه السلام ، وكلها سمعها nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم من عبد الله بن عمر .
وذكرناه في مراسيل nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم من هذا الكتاب ، لأن يحيى أرسله ، ولم يذكر فيه nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، ولم يتابع يحيى على ذلك - والله أعلم - .