مالك أنه بلغه أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ما من نبي يموت حتى يخير ، قالت : فسمعته يقول : اللهم الرفيق الأعلى فعرفت أنه ذاهب .
وهذا يكاد أن يكون ذلك المرسل إلا ذكر التخيير ، وقد روي هذا الحديث مسندا من وجه صحيح من حديث أهل المدينة ذكر التخيير ، والحديث كله .
حدثنا أحمد بن فتح بن عبد الله قراءة مني عليه أن أبا الفضل جعفر بن محمد بن يزيد الجوهري حدثه إملاء عليهم بمصر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، قال : حدثنا محمد بن عبدان بن عبد الغفار بمكة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14760أبو مروان - يعني محمد بن عثمان - قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة ، قالت : سمعت [ ص: 269 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017663ما من نبي مرض إلا خير بين الدنيا ، والآخرة .
قالت : ولما كان في مرضه الذي قبض فيه ، أخذته بحة شديدة ، فسمعته يقول : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فعلمت أنه خير .
وقد روي من وجوه أن الله - عز وجل - خيره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة من حديث مالك وغيره ، وخير بين أن يؤتى مفاتيح خزائن الأرض ، أو ما عند الله ، فاختار ما عند الله ، والآثار في ذلك كثيرة صحاح ، وإنما ذكرنا في هذا الباب حديث عائشة فقط على حسب بلاغ مالك عنها ، وقد روى مالك في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خيره الله بين الدنيا والآخرة ، فاختار ما عنده خبرا متصلا ثابتا من غير حديث عائشة .
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13706الحسن بن الخضر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15397أحمد بن شعيب قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15371عبد الملك بن عبد الحميد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، وأخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12549عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا أحمد بن محمد المكي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، [ ص: 270 ] قال : قرأت على مالك بن أبي النضر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16529عبيد بن حنين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر فقال : إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ، فبكى أبو بكر ، وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله ، قال : فعجبنا له ، وقلنا : انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عبد خير ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا به .