هذا الحديث عندنا على الاتصال ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=12313أسلم رواه عن عمر ، [ ص: 264 ] وسماع nindex.php?page=showalam&ids=12313أسلم من مولاه عمر رضي الله عنه صحيح لا ريب فيه ، وقد رواه محمد بن حرب ، عن مالك كما ذكرنا اهـ .
أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، وعلي بن إبراهيم قالا : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14110الحسن بن رشيق قال : حدثنا محمد بن زريق بن جامع ، وحدثنا عبد الرحمن بن مروان قال : ) حدثنا الحسن بن علي بن داود قال : حدثنا محمد بن زيان قالا : حدثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال : أخبرنا محمد بن حرب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسير في بعض أسفاره ، وعمر يسير معه ليلا ، فسأله عمر عن شيء فلم يجبه ، ثم سأله فلم يجبه ( ثم سأله فلم يجبه ) ثلاثا فقال عمر : ثكلتك أمك ، عمر ، نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات ، كل ذلك لا يجيبك ، قال عمر : فحركت بعيري حتى تقدمت أمام الناس ، وخشيت أن ينزل في قرآن ، فما نشبت أن سمعت [ ص: 265 ] صارخا يصرخ بي ، قال : فقلت له : لقد خشيت أن يكون ينزل في قرآن ، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه فقال لي : لقد أنزل الله علي الليلة سورة ، لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، ثم قرأ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله .
وهكذا رواه مسندا nindex.php?page=showalam&ids=15903روح بن عبادة ، ومحمد بن خالد بن عثمة ( جميعا أيضا عن مالك كرواية محمد بن حرب سواء ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15177محمد بن عبد الله بن المبارك ) .
في هذا الحديث السفر بالليل ، والمشي على الدواب بالليل ، وذلك عند الحاجة ، مع استعمال الرفق ; لأنها بهائم عجم ، وقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرفق بها ، والإحسان إليها .
وفيه أن العالم إذا سئل عن شيء لا يجب الجواب فيه أن يسكت ، ولا يجيب بنعم ، ولا بلا ، ورب كلام جوابه السكوت .
وفيه الندم على الإلحاح على العالم خوف غضبه ، وحرمان فائدته فيما يستأنف ، وقلما أغضب عالم إلا احترمت فائدته .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بن عبد الرحمن : لو رفقت nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس لاستخرجت منه علما اهـ .
وفيه ما كان عمر عليه من التقوى والوجل ; لأنه خشي أن يكون عاصيا بسؤاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات ، [ ص: 266 ] كل ذلك لا يجيبه ; إذ المعهود أن سكوت المرء عن الجواب ، وهو قادر عليه عالم به ، دليل على كراهية السؤال .
وفيه ما يدل على أن السكوت عن السائل يعز عليه ، وهذا موجود في طباع الناس ، ولهذا أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمر يؤنسه ، ويبشره - والله أعلم - .
وفيه أوضح الدليل على منزلة عمر من قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وموضعه منه ، ومكانته عنده .
وفيه أن غفران الذنوب خير للإنسان مما طلعت عليه الشمس لو أعطي ذلك ، وذلك تحقير منه - صلى الله عليه وسلم - للدنيا ، وتعظيم للآخرة ، وهكذا ينبغي للعالم أن يحقر ما حقر الله من الدنيا ، ويزهد فيها ، ويعظم ما عظم الله من الآخرة ، ويرغب فيها .
وإذا كان غفران الذنوب للإنسان خيرا مما طلعت عليه الشمس ، ومعلوم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكفر عنه إلا الصغائر من الذنوب ; لأنه لم يأت قط كبيرة ، لا هو ولا أحد من أنبياء الله ; لأنهم معصومون من الكبائر صلوات الله عليهم ، فعلى هذا ، الصلوات الخمس خير للإنسان من الدنيا وما فيها ; لأنها تكفر الصغائر ، وبالله التوفيق .
[ ص: 268 ] قال أبو عمر : اختلف أهل العلم في قوله : فتحا مبينا .
فقال قوم : خيبر .
وقال قوم : الحديبية منحره ، وحلقه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : فتحنا لك : حكمنا لك حكما ( بينا ، حين ارتحل ) من الحديبية راجعا قال : وقد كان شق عليهم أن صدوا عن البيت .
وينصرك الله نصرا عزيزا ، قال : يريد بذلك فتح مكة ، والطائف ، وحنين العرب ، ولم يكن بقي في العرب غيرهم .
وقال قتادة ، ومجاهد : فتحنا لك : قضينا لك قضاء مبينا منحره وحلقه بالحديبية ، ذكره معمر ، عن قتادة ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=17275ورقاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن قتادة ، عن أنس : فتحا مبينا قال : الحديبية .
( وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11960أبي جعفر الرازي ، عن قتادة ، عن أنس قال : خيبر ، وكذلك اختلف في ذلك قول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أيضا ) .
[ ص: 269 ] وأما قوله في الحديث : نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب : معناه : أكرهت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمسألة ، أي : أتيته بما يكره .
وقال ابن حبيب : معناه : ألححت ، وكررت السؤال ، وأبرمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وذكر حبيب ، عن مالك قال : نزرت راجعته .
وقال الأخفش : نزرت ، وأنزرت البئر ( أكثرت الاستقاء منها حتى يقل ماؤها ، قاله أبو عمر ) ، ( ودفع نزور أي يأتي منها الشيء منقطعا قال : ومعنى هذا الحديث أنه سأله حتى قطع عنه كلامه لأنه تبرم به )