مالك ، أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي يوم الاثنين ، ودفن يوم الثلاثاء ، وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد ، فقال ناس : يدفن عند المنبر ، وقال آخرون : يدفن بالبقيع ، فجاء أبو بكر فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما دفن نبي قط إلا في مكانه الذي توفي فيه ، فحفر له فيه ، فلما كان ، عند غسله أرادوا نزع قميصه ، فسمعوا صوتا يقول : لا تنزعوا القميص ، فلم ينزع القميص ، وغسل وهو عليه - صلى الله عليه وسلم - .
قال أبو عمر :
هذا الحديث لا أعلمه يروى على هذا النسق بوجه من الوجوه غير بلاغ مالك هذا ، ولكنه صحيح من وجوه مختلفة ، وأحاديث شتى جمعها مالك ، والله أعلم .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب قال : حدثنا إبراهيم بن سعد قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أنس قال : لما كان يوم الاثنين الذي قبض فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكر الحديث .
وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17173موسى بن إسماعيل قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن أبا بكر قال لعائشة : أي يوم توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت يوم الاثنين .
وهذا لا خلاف بين العلماء فيه ، وقالت عائشة توفي بين سحري ، ونحري ، وفي يومي ، ودولتي لم أظلم فيه أحدا ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، عن يحيى بن [ ص: 396 ] عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة بالإسناد المتقدم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق .
وأما دفنه يوم الثلاثاء فمختلف فيه ، فمن أهل العلم بالسير من يصحح ذلك على ما قال مالك ، ومنهم من يقول : دفن ليلة الأربعاء ، وقد جاء الوجهان في أحاديث بأسانيد صحيحة .
حدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17173موسى بن إسماعيل قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16100شريك بن أبي نمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفن يوم الثلاثاء .
وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر ، حدثنا محمد بن فليح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب قال : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدر عائشة حين زاغت الشمس فشغل الناس ، عن دفنه بشأن الأنصار ، فلم يدفن حتى كانت العتمة ، ولم يله إلا أقاربه ، ولم يصل الناس عليه إلى عصبا بعضهم قبل بعض .
وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن امرأته فاطمة ابنة محمد بن عمارة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16693عمرة بنت عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء .
قال : nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، وحدثتني فاطمة بنت محمد بن عمارة بهذا الحديث .
[ ص: 397 ] وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة بن سليمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق ، عن فاطمة بنت محمد بن عمارة ، عن عمرة ، عن عائشة فذكره .
وأما صلاة الناس عليه أفذاذا ، فمجتمع عليه ، عند أهل السير ، وجماعة أهل النقل لا يختلفون فيه ، وقد ذكرناه عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب أيضا في هذا الباب ، وهو محفوظ في حديث سالم بن عبيد الأشجعي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو الحديث الطويل في مرضه ، ووفاته - صلى الله عليه وسلم - أخبرناه nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن العباس الكابلي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16275عاصم بن علي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12408إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن سلمة بن نبيط ، عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط ، وكان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، عن سالم بن عبيد ، - وكان من أهل الصفة - فذكر الحديث ، قال فيه : فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا قوما أميين ، ولم يكن فيهم نبي قبله ، قال عمر : لا يتكلمن بموته أحد إلا ضربته بسيفي هذا ، فقالوا لي : اذهب إلى صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فادعه يعني أبا بكر قال : فذهبت أمشي فوجدته في المسجد ، فأجهشت ، فقال لي : لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي ، فقلت : إن عمر قال : لا يتكلمن بموته أحد إلا ضربته بسيفي هذا ، قال : فأخذ بساعدي ، ثم أقبل يمشي حتى دخل بيته فأكب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كاد وجهه يمس وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى استبان له أنه قد توفي ، فقال : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) قالوا : يا صاحب رسول الله [ ص: 398 ] توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم ، قال : قالوا : يا صاحب رسول الله هل يصلى على الأنبياء ؟ قال : يجيء قوم فيكبرون ، ويدعون ، ويجيء آخرون حتى يفرغ الناس ، قال : فعرفوا أنه كما قال ، ثم قال : قالوا : يا صاحب رسول الله هل يدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : نعم ، قالوا : أين ؟ قال : حيث قبض الله روحه ، فإنه لم يقبضه إلا في مكان طيب ، قال : فعرفوا أنه كما قال ، ثم قال : عندكم صاحبكم ، ثم خرج فاجتمع إليه المهاجرون ، وذكر تمام الحديث .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد بن مسرهد قال : حدثنا عبد الله بن داود قال : حدثنا سلمة بن نبيط ، عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط ، عن سالم بن عبيد قال : قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عمر : لا أسمع رجلا يقول : مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ضربته بالسيف ، وكانوا أميين ، ولم يكن فيهم نبي قبله ، فقال : اسكتوا أو اسكنوا ، قالوا : يا سالم بن عبيد ، اذهب إلى صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فادعه ، وساق الحديث بمعنى ما تقدم إلى آخره .
وأما دفنه في الموضع الذي دفن فيه ، وحديث أبي بكر في ذلك فمعروف أيضا ، رواه عن أبي بكر عائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس .
وحدثنا إبراهيم بن شاكر قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال : حدثنا محمد بن أيوب بن حبيب الرقي قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق قال : وجدت في كتابي عن أبي كريب قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، عن أبي بكر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره .
وقد ، أخبرنا خلف بن أحمد ، حدثنا أحمد بن مطرف ، حدثنا سعيد بن عثمان ، حدثنا مالك بن عبد الله بن سيف قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16505عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني أن الملك ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة ، فيخلق من التراب ، ومن النطفة ، وذلك قوله : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) .
وأما قصة نزع القميص ، وأنه غسل في قميصه - صلى الله عليه وسلم - فقد روى مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غسل في قميص ، وقد ذكرنا هذا الخبر في باب جعفر بما يغني ، عن ذكره هاهنا ، وقد روي هذا الحديث مسندا من وجه صحيح من حديث أهل المدينة ذكروا التخيير ، والحديث كله .
وأخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا النفيلي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16969محمد بن سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق قال : حدثني يحيى بن عباد ، عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=16288عباد بن عبد الله بن الزبير قال : سمعت عائشة تقول لما أرادوا غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : والله ما ندري أنجرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثيابه كما [ ص: 401 ] نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه ؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجلا إلا وذقنه في صدره ، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعليه ثيابه فقاموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغسلوه ، وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص ، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم ، وكانت عائشة تقول : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه .
وذكر مالك في باب دفن الميت أنه بلغه أن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : ما صدقت بموت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعت ، وقع الكرازين ، ولا أحفظه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة متصلا ، والمعروف حديث عائشة ، ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإن صح حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة فلعله أن يكون أدركها من الجزع عليه ما أدرك عمر - رضي الله عنه - فظنت أنه غشي عليه ، وأسري به إلى ربه على نحو ما ظن عمر حين خطبهم فقال : إن محمدا لم يمت ، وإنه ذهب به إلى ربه ، وسيرجع فيقطع أيدي رجال ، فبلغ ذلك أبا بكر فأتاهم فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ثم تلا : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ) [ ص: 402 ] الآية قال : عمر فكأني لم أسمع هذه الآية إلا يومئذ .
قال أبو عمر :
الكرازين يعني المساحي والمحافر ، وقد ذكرنا هذا الخبر من حديث عائشة مسندا في هذا الباب ، والحمد لله .
وقد مضى في باب nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد خبر غسله في قميصه - صلى الله عليه وسلم - ، وجرى ذكره هاهنا لما في خبر مالك من ذلك ، ولم يختلف في أن الذين غسلوه علي ، nindex.php?page=showalam&ids=69والفضل بن عباس ، واختلف في العباس ، nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=300وقثم بن العباس ، وشقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل : هؤلاء كلهم شهدوا غسله ، وقيل : لم يغسله غير علي ، والفضل كان يصب الماء ، وعلي يغسله ، وقيل كان الناس قد تنازعوا ذلك .
فصاح أبو بكر : يا معشر الناس كل قوم أولى بجنائزهم من غيرهم ، فانطلق الأنصار إلى العباس فكلموه فأدخل معهم أوس بن خولي ، وكان الفضل ، والعباس يقلبانه ، nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد ، وقثم يصبان الماء على علي - رحمه الله - .
وروي من وجه آخر أن العباس كان بالباب لم يحضر الغسل ، يقول : لم يمنعني أن أحضره إلا أني كنت أراه - صلى الله عليه وسلم - يستحيي أن يراني أراه حاسرا صلوات الله ، وسلامه عليه ، ورضي الله عن جميع صحابته ، وأزواجه ، وسلم تسليما .