هكذا قال يحيى في هذا الحديث : لا تخبرنا على لفظ النهي ثلاث مرات ، وأعاد الكلام أربع مرات ، وتابعه ابن القاسم ، وغيره على لفظ لا تخبرنا على النهي إلا أن إعادة الكلام عنده ثلاث مرات .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي : ألا تخبرنا على لفظ العرض ، والإغراء ، والحث ، والقصة عنده معادة ثلاث مرات - أيضا - وكلهم ، قال : ما بين لحييه ، وما بين رجليه ثلاث مرات .
وأما ابن بكير فليس عنده هذا الحديث في الموطإ ، ولا عنده من الأربعة الأبواب المتصلة إلا باب ما يكره من الكلام ، فيه أورد أحاديث الأبواب الأربعة إلا هذا الحديث .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15302محمد بن أبي بكر المقدمي قال : حدثنا عمر بن علي عن أبي حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011384من يتكفل لي بما بين لحييه ، وما بين رجليه ، وأضمن له الجنة .
وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا الوليد بن شجاع قال : حدثني المغيرة بن سقلاب قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17119معقل - يعني ابن عبيد الله العبسي - ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من ضمن لي ما بين لحييه ، ورجليه ضمنت له الجنة .
[ ص: 63 ] وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ قراءة مني عليه ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16771محمد بن جعفر بن سليمان غندر قال : حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عاصم بن علي بن عمر بن علي مقدم ، قال : حدثني أبي ، عن أبي حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من ضمن لي ما بين لحييه ، ورجليه ضمنت له الجنة .
وحدثني أبو القاسم قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16771محمد بن جعفر بن سليمان بن دران غندر قال : حدثنا أحمد بن علي ومحمد بن أبي بكر بن سليمان قالا : حدثنا الوليد بن شجاع قال : حدثنا المغيرة بن سقلاب قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17119معقل بن عبيد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من ضمن لي ما بين لحييه ، ورجليه ضمنت له الجنة .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا أحمد [ ص: 64 ] بن إسحاق الحضرمي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15792خالد بن الحارث قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17000محمد بن عجلان عن أبي حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011386من وقاه الله شر اثنتين دخل الجنة : شر ما بين لحييه ، وشر ما بين رجليه .
حدثنا أحمد بن قاسم وأحمد بن محمد قالا : حدثنا أحمد بن الفضل قال : حدثنا الحسن بن علي العدوي قال : حدثني خراش بن عبد الله قال : حدثني مولاي nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقال : من ضمن لي اثنتين ضمنت له الجنة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، أنا أضمنها [ ص: 65 ] ما هما ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من ضمن لي ما بين لحييه ، وما بين رجليه ضمنت له الجنة .
قال أبو عمر :
معلوم أنه أراد بقوله ما بين لحييه اللسان ، وما بين رجليه الفرج ، - والله أعلم - .
ولذلك أردف مالك حديثه في هذا الباب بحديثه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن أبيه أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب دخل على nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ، وهو يجبذ لسانه فقال له عمر : مه - غفر الله لك - فقال أبو بكر : إن هذا أوردني الموارد . وفي اللسان في معنى هذا الباب آثار كثيرة منها مرفوعة ، ومنها من قول السلف ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، وغيره في ذلك أبوابا .
وجدت في أصل سماع أبي بخطه - رحمه الله - أن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال حدثهم ، قال : حدثنا سعيد بن عثمان الأعناقي قال : حدثنا نصر بن مرزوق قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16317عبد الحميد بن بهرام عن nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل أنه سأل رسول الله [ ص: 66 ] - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ : الصلاة بعد الصلاة المفروضة ؟ قال : لا ، ونعم ما هي ، قال : فالصوم بعد صوم رمضان ؟ قال : لا ، ونعم ما هو ، قال : فالصدقة بعد الصدقة المفروضة ؟ قال : لا ، ونعم ما هي ، قال : يا رسول الله ، فأي الأعمال أفضل ؟ قال : فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسانه ، ثم وضع عليه إصبعه فاسترجع معاذ ، وقال : يا رسول الله ، أنؤاخذ بما نقول كله ، ويكتب علينا ؟ قال : فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكب معاذ ، وقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم .
ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى من النظم المحكم قول نصر بن أحمد :
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل وكل امرئ ما بين فكيه مقتل وكم فاتح أبواب شر لنفسه إذا لم يكن قفل على فيه مقفل
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة عن nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم قال : أيمن امرئ ، وأشأمه ما بين لحييه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : أعظم الخطايا اللسان الكذوب .
وفي هذا الحديث من الفقه أن الكبائر أكثر ما تكون ، - والله أعلم - من الفم ، والفرج ، ووجدنا الكفر ، وشرب الخمر ، وأكل الربا ، وقذف المحصنات ، وأكل مال اليتيم ظلما من الفم ، واللسان ، ووجدنا الزنا من الفرج .
وأحسب أن المراد من الحديث أنه من اتقى لسانه ، وما يأتي من القذف ، والغيبة ، والسب كان أحرى أن يتقي القتل ، ومن اتقى شرب الخمر كان حريا باتقاء بيعها ، ومن اتقى أكل الربا لم يعمل به ; لأن البغية من العمل به التصرف في أكله فهذا وجه في تخصيص الجارحتين المذكورتين في هذا [ ص: 68 ] الحديث ، وضمان الجنة لمن وقي شرهما ، وهذا التأويل على نحو قول عمر - رضي الله عنه - في الصلاة ، ومن ضيعها كان لما سواها أضيع ، ومن حفظها حفظ دينه فكان قوله - صلى الله عليه وسلم - : من اتقى الغيبة ، وقول الزور ، واتقى الزنا مع غلبة شهوة النساء على القلوب كان للقتل أهيب ، وأشد توقيا - والله أعلم - .
ويحتمل أن يكون ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - خطابا لقوم بأعيانهم اتقى عليهم من اللسان ، والفرج ما لم يتق عليهم من سائر الجوارح .
ويحتمل أيضا أن يكون قوله ذلك معه كلام الناقل كأنه قال : من عافاه الله ، ووقاه كذا ، وكذا ، وشر ما بين لحييه ، ورجليه ، ولج الجنة فسمع الناقل بعض الحديث ، ولم يسمع بعضا فنقل ما سمع .
وإنما حملنا على تخريج هذه الوجوه لإجماع الأمة أن من أحصن فرجه عن الزنا ، ومنع لسانه من كل سوء ، ولم يتق [ ص: 69 ] ما سوى ذلك من القتل ، والظلم أنه لا يضمن له الجنة ، وهو إن مات عندنا في مشيئة الله - تعالى - إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه إذا مات مسلما .
وقد اختلف العلماء في الكبائر فأما ما أتى منها في الأحاديث المرفوعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو المفزع عند التنازع ، فحدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13052عبيد الله بن محمد بن حبابة البغدادي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13890عبد الله بن محمد البغوي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة قال : حدثني طيلسة بن علي قال : أتيت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عشية عرفة ، وهو تحت ظل أراك ، وهو يصب على رأسه الماء فسألته عن الكبائر فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : هن تسع ، قلت : وما هن ؟ قال : الإشراك بالله ، وقذف المحصنة ، قال : قلت قبل الدم ؟ قال : نعم ، وقتل النفس المؤمنة ، والفرار من الزحف ، والسحر [ ص: 70 ] وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وعقوق الوالدين ، والإلحاد بالبيت الحرم قبلتكم أحياء ، وأمواتا .
قال أبو عمر :
طيلسة هذا يعرف بطيلسة بن مياس ، ومياس لقب ، وهو طيلسة بن علي الحنفي يقال فيه : طيلسة ، وطيسلة ، وقد روى هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير وزياد بن مخراق عن طيلسة عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا فهذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
[ ص: 72 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : شرب الخمر من الكبائر .
وعنه - أيضا - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من الكبائر أن يسب الرجل والديه يعني يستسب لهما ، وهو يدخل في باب العقوق .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما تعدون الكبائر فيكم ؟ قلنا الشرك بالله ، والزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، قال : هن كبائر ، وفيهن عقوبات ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى ، قال : شهادة الزور .
وحديث عبد الله بن أنيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله في السبع الكبائر إلا أنه ذكر فيهن العقوق ، ولم يذكر قذف المحصنات .
فهذا ما في الآثار المرفوعة من الكبائر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو يخرج في التفسير المرفوع ، وهي مشهورة عند أهل العلم بالحديث تركت ذكر أسانيدها خشية الإطالة ، وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالما به رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف ، وقال الله - عز وجل - : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، والظالمون ، والفاسقون ، [ ص: 75 ] نزلت في أهل الكتاب ، قال حذيفة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : وهي عامة فينا ، قالوا : ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه الأمة حتى يكفر بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر .
روي هذا المعنى عن جماعة من العلماء بتأويل القرآن منهم nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس وعطاء ، وقال الله - عز وجل : - وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ، والقاسط الظالم الجائر فالذي حصل في الآثار المذكورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذكر الكبائر ستة عشر ذنبا : الإشراك بالله ، وقتل النفس المؤمنة بغير الحق ، وعقوق الوالدين المسلمين ، وقذف المحصنة ، وشهادة الزور ، والسحر ، والفرار من الزحف ، والزنى ، وأكل الربا ، وشرب الخمر ، والسرقة ، واليمين الغموس ، وأكل مال اليتيم ظلما ، والإلحاد بالبيت الحرام ، ومنع ابن السبيل ، والجور في الحكم عمدا ، ومن جعل الاستسباب للأبوين من باب العقوق كانت سبعة عشر عصمنا الله من جميعها برحمته .
[ ص: 76 ] وقد روى عمر بن المغيرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : الضرار في الوصية من الكبائر هكذا رواه عمر بن المغيرة مرفوعا ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=15932وزهير بن معاوية ، nindex.php?page=showalam&ids=12156وأبو معاوية ، ومندل بن علي ، nindex.php?page=showalam&ids=16535وعبيدة بن حميد كلهم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس موقوفا ، قال : الضرار في الوصية من الكبائر ، ثم قرأ : " وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله " الآية .
ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة الأسلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن أكبر الكبائر الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، ومنع فضل الماء ، ومنع الفحل ، وهذا حديث ليس بالقوي ، ذكره البزار عن عمرو بن مالك عن عمر بن علي [ ص: 77 ] المقدمي عن nindex.php?page=showalam&ids=16209صالح بن حيان عن nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة عن أبيه ، وليس له غير هذا الإسناد ، وليس مما يحتج به .
وهذا حديث ، وإن كان في إسناده من لا يحتج بمثله أيضا من أجل حنش هذا فإن معناه صحيح من وجوه .
وقد روى شبيب بن بشر عن عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن رجلا ، قال : يا رسول الله ، ما الكبائر ؟ قال : الشرك بالله ، والإياس من روح الله ، والقنوط من رحمة اللهفهذه الكبائر من وقاه الله إياها ، وعصمه منها ضمنت له الجنة [ ص: 78 ] ما أدى فرائضه فإنهن الحسنات المذهبات للسيئات ; ألا ترى أن من اجتنب كبائر ما نهي عنه كفرت سيئاته الصغائر بالوضوء ، والصلاة ، والصيام ، ومن مات على هذا زحزح عن النار ، وأدخل الجنة وفاز ، مضمون له ذلك ، ومن أتى كبيرة من الكبائر ، ثم تاب عنها بالندم عليها ، والاستغفار منها وترك العودة إليها كان كمن لم يأتها قط ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
على هذا الترتيب في الصغائر ، والكبائر ، وكفارة الذنوب جاء معنى كتاب الله ، وسنة رسوله عند جماعة العلماء بالكتاب ، والسنة ، ومن أتى كبيرة ، ومات على غير توبة ( منها ) فأمره إلى الله إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه .
فعلى ما ذكرنا ، ووصفنا خرج قولنا أن الأحاديث في اجتناب الكبائر أعم من حديث هذا الباب في قوله : من وقي ما بين لحييه ، ورجليه دخل الجنة والله الموفق للصواب لا شريك له .
وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تكفل بالجنة لمن جاء بخصال ست ذكرها : أخبرنا خلف بن أحمد قال : حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا سعيد بن عثمان حدثنا يونس [ ص: 79 ] بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب عن nindex.php?page=showalam&ids=11839سعيد بن يسار عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : تكفلوا لي ستا أتكفل لكم بالجنة ، قالوا : وما هي يا رسول الله ؟ قال : إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، وإذا وعد فلا يخلف ، وإذا اؤتمن فلا يخن ، وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيديكم .
وأما رواية من روى في حديث مالك هذا لا تخبرنا على لفظ النهي فيحتمل عندي وجهين : أحدهما : أن يكون قائل ذلك قاله على معنى استنباطها ، واستخراجها أن يتركهم ، وذلك على وجه التعليم ، والإدراك بالفكرة لها ، أو يكون رجلا منافقا ، قال ذلك القول زهادة في سماع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ورغبة عنه ، وكانوا قوما قد نهاه الله عن قتلهم بما أظهروه من الإيمان ، - والله أعلم - أي ذلك كان ، وكيف كان ؟ .
[ ص: 80 ] وأما رواية من روى ( ألا تخبرنا ) فهي بينة في الاستفهام على وجه العرض ، والإغراء ، والحث كأنها لا التي للتبرئة دخل عليها ألف الاستفهام فصار معناها ما ذكرنا .
وأما تكريره - صلى الله عليه وسلم - قوله : ما بين لحييه ، وما بين رجليه ثلاث مرات فيحتمل أن يكون جوابا لتكرير قوله : ( من وقاه الله شر اثنتين ) ، قال ذلك ثلاثا - أيضا - ويحتمل أن يكون على ما روي عنه أنه كان إذا تكلم بكلمة كررها ثلاثا ، وفي هذا رخصة لمن كرر الكلام يريد به التأكيد ، والبيان ، ولا أريد لأحد إذا كرر كلمة يريد تأكيدها أن يكررها أكثر من ثلاث ، وبالله التوفيق .
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال : حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان ، وحدثناه nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14110الحسن بن رشيق قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16623علي بن سعيد بن بشير حدثنا عبد [ ص: 81 ] الواحد بن غياث قال : حدثنا فضال بن جبير قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=481أبا أمامة الباهلي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأثر حديثا سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول : أكفلوا لي بست خصال أكفل لكم بالجنة : إذا حدث أحدكم ، فلا يكذب ، وإذا وعد ، فلا يخلف ، وإذا اؤتمن ، فلا يخن ، واملكوا ألسنتكم ، وكفوا أيديكم ، واحفظوا فروجكم ، واللفظ لحديث خلف .