هكذا هذا الحديث في الموطأ منقطعا عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عند جماعة رواته فيما علمت . وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16277عاصم بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : ( أيكما أطب ) ؟ .
وأما ( nindex.php?page=hadith&LINKID=1011564أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء ) فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 264 ] في هذا المعنى بغير هذا اللفظ ، آثار مسندة صحاح سنذكرها في آخر هذا الباب - إن شاء الله - . وفي هذا الحديث إباحة التعالج لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر ذلك عليهم ، وفيه إتيان المتطبب إلى صاحب العلة . وفيه بيان أن الله - عز وجل - هو الممرض ، والشافي ، وأنه لا يكون في ملكه إلا ما شاء ، وأنه أنزل الداء والدواء ، وقدره ، وقضى به . وكذلك ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يرقي ، ويقول : اشف أنت الشافي يا رب ، لا شفاء إلا شفاؤك ، اشف شفاء لا يغادر سقما ، وهذا يصحح لك أن المعالجة إنما هي لتطيب نفس العليل ، ويأنس بالعلاج ، ورجاء أن يكون الشفاء كالتسبب لطلب الرزق الذي قد فرغ منه .
وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011564أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء دليل على أن البرء ليس في وسع مخلوق أن يعجله قبل أن ينزل ، ويقدر وقته ، وحينه ، وقد رأينا المنتسبين إلى علم الطب يعالج أحدهم رجلين ، وهو يزعم أن علتهما واحدة في زمن واحد ، وسن واحد ، وبلد واحد ، وربما كانا أخوين توأمين غذاؤهما واحد فعالجهما بعلاج واحد فيفيق أحدهما ، ويموت الآخر ، أو تطول علته ، ثم يفيق عند الأمد المقدور له .
[ ص: 265 ] واختلف العلماء في هذا الباب فذهبت منهم طائفة إلى كراهية الرقى ، والمعالجة ، قالوا : الواجب على المؤمن أن يترك ذلك اعتصاما بالله - تعالى - ، وتوكلا عليه ، وثقة به ، وانقطاعا إليه ، وعلما بأن الرقية لا تنفعه ، وأن تركها لا يضره إذ قد علم الله أيام المرض ، وأيام الصحة ، فلا تزيد هذه بالرقى ، والعلاجات ، ولا تنقص تلك بترك السعي والاحتيالات ، لكل صنف من ذلك زمن قد علمه الله ، ووقت قد قدره قبل أن يخلق الخلق فلو حرص الخلق على تقليل أيام المرض ، وزمن الداء ، أو على تكثير أيام الصحة ما قدروا على ذلك ، قال الله - عز وجل - : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها .
واحتجوا ( - أيضا - ) بحديث سعيد بن أبي سعيد مولى المهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : دخلت أمة بقضها ، وقضيضها الجنة كانوا لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا في حديث طويل ذكره .
قال أبو عمر :
فلهذه الفضيلة ذهب بعض أهل العلم إلى كراهية الرقى والاكتواء . [ ص: 268 ] والآثار بهذا كثيرة ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وممن ذهب إلى هذا داود بن علي ، وجماعة من أهل الفقه ، والأثر ، ومن حجتهم - أيضا - قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12425إسماعيل بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج بن منهال ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ابن بهدلة ، عن أبي وائل الأسدي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال : إن المرأة إذا حملت تصعدت النطفة تحت كل شعرة ، وبشرة أربعين يوما ، ثم تستقر في الرحم علقة أربعين يوما ، ثم مضغة أربعين يوما ، ثم يبعث الله إليه الملك فيقول : أي رب ذكر أم أنثى ؟ فيأمر الله - عز وجل - بما شاء ، ويكتب الملك ، ثم يقول الملك أي رب شقي أم سعيد ؟ فيأمر الله - عز وجل - بما شاء ، ويكتب الملك ، ثم يكتب رزقه ، وأثره ، وأجله ، وعمله ، وأين يموت ، وأنتم تعلقون التمائم على أبنائكم من العين . وقد روي نحو هذا المعنى مرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه ثابتة كثيرة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وغيره .
وذكر - أيضا - من ذهب إلى هذا المذهب ما أخبرناه عبد الله بن محمد بن يوسف أخبرنا أبو اليسر بشر بن عبد الله [ ص: 269 ] البغدادي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن عبد الرحمن القاضي الأنطاكي ، حدثنا حبشي بن عمرو بن الربيع بن طارق ، واسمه طاهر - يعني اسم حبشي - ، قال : حدثني أبي ، قال : أخبرنا السري بن يحيى من أهل البصرة ، عن أبي شجاع ، عن أبي ظبية أن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان دخل على nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في مرضه الذي قبض فيه فقال له عثمان : ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي ، قال : فما تشتهي ؟ قال : رحمة ربي ، قال : ألا أدعو لك الطبيب ؟ قال : الطبيب أمرضني ، قال : ألا نأمر لك بعطائك ؟ قال : حبسته عني في حياتي ، فلا حاجة لي به عند موتي ، قال له عثمان : لكن يكون لبناتك ، قال : أتخشى على بناتي الفاقة ؟ إني لأرجو أن لا تصيبهم فاقة أبدا إني قد أمرت بناتي بقراءة الواقعة كل ليلة فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا . وذكر من ذهب إلى هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء حين مرض فقيل له : ألا ندعو لك طبيبا ؟ فقال : رآني الطبيب ، قيل له : ما قال لك ؟ قال : إني فعال لما أريد .
[ ص: 270 ] ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، قال : حدثنا ابن هلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17112معاوية بن قرة ، قال : مرض nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء فعادوه وقالوا له : ندعو لك الطبيب ؟ فقال : هو أضجعني ، ( وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15164عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، قال : قيل للربيع بن خيثم في مرض : ألا ندعو لك الطبيب ؟ فقال : أنظروني ، ثم تفكر فقال : إن عادا وثمود ، وأصحاب الرس ، وقرونا بين ذلك كثيرا ) ، فذكر من حرصهم على الدنيا ، ورغبتهم فيها ، وقال : قد كان فيهم المرضى ، وكان منهم الأطباء ، فلا المداوي بقي ولا المداوى ، هلك الناعت والمنعوت له ، والله لا تدعو لي طبيبا . وممن كره الرقى nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14161الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبو شهاب ، قال : دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، وهو نازل بالمروة ، وكانت تأخذه شقيقة بصداع فقال له رجل : ألا آتيك بمن يرقيك من الصداع ؟ فقال : لا حاجة لي بالرقى .
وروى سنيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم ، عن أبي حصين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أنه كان عنده يوما فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض [ ص: 271 ] البارحة ؟ فقال أبو حصين : أما إني لم أكن في صلاة ، وذلك أني لدغتني عقرب ، قال : فكيف صنعت ؟ قلت استرقيت ، قال : وما حملك على ذلك ؟ قلت : حديث حدثني nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة الأسلمي أنه قال : لا رقية إلا من عين ، أو حمة فقال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، وذا حسن ، من انتهى إلى ما سمع فقد أحسن ; لكن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس حدثني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011571يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ، ولا عذاب ، وهم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون مختصر .
وذكر أبو بكر ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن الحسن أنه كان يكره شرب الأدوية كلها إلا اللبن والعسل .
وما حدثنا عبد الوارث - أيضا - ، قال : حدثنا قاسم ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14114الحسن بن سلام ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، قال : حدثنا العقار بن المغيرة بن شعبة ، عن أبيه حديثا فلم أحفظه ، فمكثت بعد ذلك فأمرت حسان بن أبي وجرة أن يسأله فأخبرني أنه سأله فقال : سمعت أبي يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011573ما توكل من استرقى ، أو اكتوى .
وذهب آخرون من العلماء إلى إباحة الاسترقاء ، والمعالجة ، والتداوي ، وقالوا إن من سنة المسلمين التي يجب عليهم لزومها لروايتهم لها عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم - الفزع إلى الله عند الأمر يعرض لهم ، وعند نزول البلاء بهم في التعوذ بالله من كل شر ، وإلى الاسترقاء ، وقراءة القرآن ، والذكر والدعاء .
واحتجوا بالآثار المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إباحة التداوي والاسترقاء ، منها قوله : تداووا عباد الله ، ولا تداووا بحرام فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء .
[ ص: 274 ] وبقوله - عليه السلام - الشفاء في ثلاثة : في شربة عسل ، أو شرطة محجم ، أو كية نار ، وما أحب أن أكتوي . وبحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011579إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة . ومن حديث سمرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : خير ما يتداوى به الحجامة . ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=1011581أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم ، واستعط ، وأعطى الحجام أجره . وروي عنه أنه قال : إن كان دواء يبلغ الداء فالحجامة تبلغه . وقال - عليه السلام - : ما خلق الله داء إلا خلق له دواء إلا الموت والهرم ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام يعني الموت رواه nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين ، ورقى رسول الله - صلى الله عليه [ ص: 275 ] وسلم - نفسه ، ورقى أصحابه ، وأمرهم بالرقية ، وأباح الأكل بالرقية ، وكان يعوذ الحسن ، والحسين ، ويسترقي لهما ، وكذلك جاء عنه في ابني جعفر ، وأمر nindex.php?page=showalam&ids=49عامر بن ربيعة بالاغتسال nindex.php?page=showalam&ids=3753لسهيل بن حنيف من العين ، وكان يقول : من قال : أعوذ بعزة الله وقدرته كشف عنه كذا ، ومن قال : أعوذ بكلمات الله التامات لم يضره شيء ، ونحو هذا من الحديث ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1011588وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=116لأسماء بنت عميس : بم كنت تستمشين ؟ قالت بالشبرم ، قال : حار جار ، قالت : ثم استمشيت بالسنا فقال - صلى الله عليه وسلم - : لو كان شيء يشفي من الموت كان السنا ، وأجاز - صلى الله عليه وسلم - اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي : كانوا لا يرون بالاستشفاء بأسا ; وإنما كرهوا منه ما كرهوا مخافة أن يضعفهم ، وقال عطاء : لا بأس أن يستشفي المجذوم وغير المجذوم ، وقد سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل له أرأيت أدوية نتداوى بها ، ورقى [ ص: 276 ] نسترقي بها ؟ أترد من قدر الله ؟ فقال : هي من قدر الله ، وقال : في عجوة العالية شفاء إذا بكره على الريق ، وقال : من تصبح سبع تمرات من عجوة من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ، ولا سحر . وكوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=103أسعد بن زرارة ، وروي أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=1011593قطع من nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب عرقا ، وكواه ، وهو حديث غريب رواه أبو معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم ، قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل عن قطع العرق ؟ فقال : لا بأس بذلك ، nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين قطع عرقا ، nindex.php?page=showalam&ids=168وأسيد بن حضير قطع عرق النسا ، nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب قطع عرقا ، فيما قال أبو معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر .
[ ص: 277 ] وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، قال : حدثني عمرو بن محمد ، وعبد الله بن عمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بن أنس ، nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس بن يزيد أن نافعا أخبرهم أن عبد الله بن عمر اكتوى من اللقوة ، ورقي من العقرب ، قال : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16506عبد ربه بن سعيد ، عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا دعا طبيبا يعالج أهله اشترط عليه أن لا يداوي بشيء مما حرم الله .
واكتوى nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وغيره من السلف :
( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى ، حدثنا محمد بن أيوب الرقي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13863أحمد بن عمرو البزار ، حدثنا مهنأ بن يحيى ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يسقي ولده الترياق ، وقال مالك : لا بأس بذلك ) .
قال أبو عمر :
وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر ، وينبت الشعر [ ص: 278 ] واكتوى nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وغيره من السلف ، فمن زعم أنه لا معنى للرقى ، والاستعاذة ، ومنع من التداوي ، والمعالجة ، ونحو ذلك مما يلتمس به العافية من الله فقد خرج من عرف المسلمين ، وخالف طريقهم ، قالوا : ولو كان الأمر كما ذهب إليه من كره التداوي ، والرقى ما قطع الناس أيديهم وأرجلهم ، وغير ذلك من أعضائهم للعلاج ، وما افتصدوا ، ولا احتجموا ، وهذا nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير قد قطع ساقه ، قالوا : وقد يحتمل أن يكون قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم لا يسترقون ، ولا يكتوون أن يكون قصد إلى نوع من الكي مكروه منهي عنه ، أو يكون قصد إلى الرقى بما ليس في كتاب الله ، ولا من ذكره ، وقد جاء عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق كراهية الرقية بغير كتاب الله ، وعلى ذلك العلماء ، وأباح لليهودية أن ترقي عائشة بكتاب الله .
قال أبو عمر :
هذا كله قد نزع به ، أو ببعضه من قصد إلى الرد على القول الأول ، والذي أقول به أنه قد كان من خيار هذه الأمة [ ص: 279 ] وسلفها وعلمائها ، قوم يصبرون على الأمراض حتى يكشفها الله ، ومعهم الأطباء فلم يعابوا بترك المعالجة ، ولو كانت المعالجة سنة من السنن الواجبة لكان الذم قد لحق من ترك الاسترقاء ، والتداوي ، وهذا لا نعلم أحدا قاله ، ولكان أهل البادية ، والمواضع النائية عن الأطباء قد دخل عليهم النقص في دينهم لتركهم ذلك ; وإنما التداوي ، - والله أعلم - إباحة على ما قدمنا لميل النفوس إليه ، وسكونها نحوه ولكل أجل كتاب لا أنه سنة ، ولا أنه واجب ، ولا أن العلم بذلك علم موثوق به لا يخالف بل هو خطر ، وتجربة موقوفة على القدر ، والله نسأله العصمة والتوفيق . وعلى إباحة التداوي والاسترقاء جمهور العلماء ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16994محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15980سعدان بن نصر ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم الأحول ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي ، أو عن أبي قلابة ، قال : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر قدم والثمرة خضرة ، قال : فأسرع الناس فيها فحموا فشكوا ذلك إليه ، فأمرهم أن يقرسوا الماء في الشنان ، ثم يحدرون عليهم بين أذان الفجر ، ويذكروا اسم الله - عز وجل - ، قال : ففعلوا [ ص: 280 ] فكأنما نشطوا من عقال : أو قال : من عقل . وقد رخصوا أن يداوي الرجال عند الاضطرار النساء على سبيل السترة ، والاحتياط ، أخبرنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا عبد الحميد بن أحمد ، قال : حدثنا الخضر بن داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13665أبو بكر الأثرم ، قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، أو سئل وأنا أسمع عن المرأة يداويها الرجل في مثل الكسر وشبهه ؟ قال : نعم ، قد رخص في ذلك عدة من التابعين .
قال أبو بكر : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح عن امرأة منا في رأسها سلعة لا يستطيع النساء أن يداوينها ، قال : يخرق في خمارها قدر السلعة ، ثم يداويها الرجال . قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15424أبو جعفر النفيلي ، قال : حدثنا مسكين بن بكر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس بن عبيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، قال : خرج في عنق أختي خراج فدعا nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة الطبيب فأمره أن يقور الموضع ، ثم يعالجها ، قال : وحدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا همام ، قال : حدثنا ثابت بن ذروة ، قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد عن المرأة ينكسر منها العضو أجبره ؟ قال : نعم . قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17081مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشام ، قال : حدثنا قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد في المرأة ينكسر فخذها فلا يجدون [ ص: 281 ] امرأة تجبرها فقال : يجبرها رجل ، ويسترها . قال : وأخبرنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب في الرجل يؤخر عن امرأته فيلتمس من يداويه ، قال : إنما نهى الله عما يضر ، ولم ينه عما ينفع .
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى ، حدثنا علي بن محمد ، حدثنا أحمد بن داود ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=5716عقبة بن نافع ، عن ربيعة أنه قال : لا بأس أن يعالج المريض بلبن الشاة السوداء ، والبقرة السوداء ، ولبن المرأة أول بطن ، لا نرى بذلك كله بأسا . وقال زيد بن البشير : سمن البقرة السوداء التي لا بياض فيها يجلو البصر .
وأما الآثار التي رويت مسندة في معنى حديث nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم هذا فحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن ، قال : حدثنا محمد بن يحيى بن علي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16610علي بن حرب الطائي .
وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12678أحمد بن إبراهيم بن الحداد ، قال : حدثنا سليمان بن حذلم الدمشقي ، قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، قال : حدثنا ثعلبة بن مسلم الخثعمي ، عن أبي عمران الأنصاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011597إن الله - عز وجل - خلق الداء ، وخلق الدواء فتداووا ، ولا تداووا بحرام . وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان إملاء ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ إملاء ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز إملاء في المسجد الحرام ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17081مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثني شبيب بن شيبة [ ص: 283 ] قال : سمعت عطاء يحدث في المسجد الحرام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما أنزل الله من داء إلا أنزل معه دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام قيل : يا رسول الله ، وما السام ؟ قال : الموت .
قال أبو عمر :
هكذا روى هذا الحديث شبيب بن شيبة ، عن عطاء ، عن أبي سعيد ، وخالفه عمر بن أبي حسين فرواه عن عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : حدثناه أحمد بن محمد بن أحمد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17284وهب بن مسرة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011599ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء . ورواه طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ ص: 284 ] وقد يحتمل أن يكون عند عطاء عنهم : أخبرني أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14060الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا طلحة ، عن عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يا أيها الناس تداووا فإن الله لم يخلق داء إلا خلق له شفاء إلا السام ، والسام الموت .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11821محمد بن الهيثم أبو الأحوص ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح ، قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء ، أو شفاء الشك من أبي الأحوص إذا أصيب الدواء الذي هو شفاء الداء .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ، قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17420يونس بن محمد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15707حرب بن ميمون ، قال : سمعت عمران العمي ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك يقول : [ ص: 285 ] إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011602إن الله - عز وجل - حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا .
أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14613محمد بن إسماعيل الصائغ ، حدثنا المقرئ ، حدثنا المسعودي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن nindex.php?page=hadith&LINKID=1011603الله لم ينزل داء إلا وقد وضع له شفاء إلا الهرم فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر .
وحدثنا سعيد ، قال : حدثنا قاسم ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب ، قال : دخلت على أبي عبد الرحمن السلمي أعوده ، فأراد غلام له أن يداويه فنهيته فقال : دعه فإني سمعت nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود يخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011604ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء ، وربما قال سفيان : شفاء علمه من علمه وجهله من [ ص: 286 ] جهله . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود موقوفا من قوله ) ، والله الموفق للصواب .