قال أبو عمر : هذا حديث منقطع من رواية إسماعيل بن أبي حكيم ، وقد يتصل معنى ولفظا ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث مالك وغيره من طرق صحاح ثابتة ، والحولاء هذه امرأة من قريش من بني أسد بن عبد العزى ، وهي الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي .
حدثناه عبد الرحمن بن يحيى ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13706الحسن بن الخضر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15397أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15371عبد الملك بن عبد الحميد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، فذكره ، وبه عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1010093عن عائشة قالت : كان أحب الأعمال إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يدوم عليه صاحبه ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010094خذوا من العمل ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا هكذا حدث به عبد الحميد بن حبيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، وهو عندي حديث آخر ليس حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة إلا أنه اختلف فيه على nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي [ ص: 193 ] حدثنيه محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن معاوية ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي حسان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام بن عمار ، قال : حدثنا عبد الحميد بن حبيب ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة ، فذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه nindex.php?page=hadith&LINKID=1010095قالت عائشة : كان أحب الصلاة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ديم عليها ، وإن قلت ، قالت : وكان إذا صلى صلاة داوم عليها ، قال nindex.php?page=showalam&ids=233أبو سلمة : إن الله يقول : الذين هم على صلاتهم دائمون .
قال أبو عمر : قوله إن الله لا يمل حتى تملوا ، معناه عند أهل العلم : إن الله لا يمل من الثواب والعطاء على العمل حتى تملوا أنتم ، ولا يسأم من أفضاله عليكم إلا بسآمتكم عن العمل له ، وأنتم متى تكلفتم من العبادة ما لا تطيقون لحقكم الملل ، وأدرككم الضعف والسآمة ، وانقطع عملكم ، فانقطع عنكم الثواب لانقطاع العمل ، يحضهم - صلى الله عليه وسلم - على القليل الدائم ، ويخبرهم أن النفوس لا تحتمل الإسراف عليها ، وأن الملل سبب إلى قطع العمل .
[ ص: 195 ] ومن هذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010099كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا ، ومنه قوله عليه السلام لا تشادوا الدين ، فإنه من يغالب الدين يغلبه الدين ومنه الحديث إن هذا الدين متين ، فأوغل فيه برفق ، فإن المنبت لا يقطع أرضا ، ولا يبقي ظهرا nindex.php?page=hadith&LINKID=1010102وقال - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=13لعبد الله بن عمرو - وكان يصوم النهار ويقوم الليل - : لا تفعل ، فإنك إذا فعلت ذلك نفهت نفسك ، يعني أعيت وكلت ، يقال للمعي منفه ونافه ، وجمع نافه نفه ، كذلك فسره أبو عبيد ، عن أبي عبيدة ، وأبي عمرو قال : وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : الإيغال السير الشديد ، وأما الوخول فهو الدخول ، وقد جعل nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن عبد الله بن الشخير رحمه الله الغلو في أعمال البر سيئة ، والتقصير سيئة ، فقال : الحسنة بين سيئتين ، وأما لفظه في قوله : إن الله لا يمل حتى تملوا ، فلفظ مخرج على مثال لفظ ، ومعلوم أن الله عز وجل لا يمل سواء مل الناس أو لم يملوا ، ولا يدخله ملال في شيء من الأشياء جل وتعالى علوا كبيرا ، وإنما جاء لفظ هذا الحديث على المعروف من لغة العرب بأنهم كانوا إذا وضعوا لفظا بإزاء لفظ وقبالته جوابا له وجزاء ، ذكروه بمثل لفظه ، وإن كان مخالفا له في معناه ، ألا ترى إلى قوله عز وجل : وجزاء سيئة سيئة مثلها ، وقوله : فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ، والجزاء لا يكون سيئة ، والقصاص لا يكون اعتداء لأنه حق وجب ، ومثل ذلك قول الله تبارك وتعالى : ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ، وقوله إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ، وقوله : إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا ، وليس من الله عز وجل هزؤ ، ولا مكر ، ولا كيد ، إنما هو جزاء لمكرهم ، واستهزائهم ، وجزاء كيدهم ، فذكر الجزاء بمثل لفظ الابتداء لما وضع بحذائه ، وكذلك [ ص: 196 ] قوله - صلى الله عليه وسلم - إن الله لا يمل حتى تملوا أي إن من مل من عمل يعمله قطع عنه جزاؤه ، فأخرج لفظ قطع الجزاء بلفظ الملال إذ كان بحذائه وجوابا له ، روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : إياكم والغلو في الدين ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ، حدثنا خلف بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن خالد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17081مسلم بن إبراهيم ، قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن حصين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1010103لكل عامل فترة ، ولكل فترة شرة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، عن حصين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1010104إن لكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك هكذا قال ، جعل في موضع الفترة الشرة فقلب ، والأول أولى على ما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، والله أعلم .
وكلا الوجهين خارج معناه ، والشرة الحرص ، والشره والشرهان الحريص ، حدثنا أحمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن علي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13423محمد بن فطيس ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق السجسجي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس ، عن أبيه أنه قال : أفضل العبادة أخفها .
قال أبو عمر : يريد أخفها على القلوب ، وأحبها إلى النفوس ، فإن ذلك أحرى أن يدوم عليه صاحبه حتى يصير له عادة وخلقا .
[ ص: 197 ] وقد كان بعض العلماء يروي هذا الحديث أفضل العيادة ، أخفها يريد عيادة المرضى ، فمن رواه على هذا الوجه ، فلا مدخل له في هذا الباب ، ولا خلاف بين العلماء والحكماء أن السنة في العيادة التخفيف إلا أن يكون المريض يدعو الصديق إلى الأنس به ، وسيأتي ذكر العيادة والقول فيها في باب بلاغات مالك إن شاء الله عز وجل .