هكذا قال مالك في الحديث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عمرة ، عن عائشة .
كذلك رواه عنه جمهور رواة الموطإ ، وممن رواه كذلك فيما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=17126معن بن عيسى ، nindex.php?page=showalam&ids=15020والقعنبي ، وابن القاسم ، وأبو المصعب ، وابن كثير ، nindex.php?page=showalam&ids=17342ويحيى بن يحيى ( يعني ) النيسابوري ، وإسحاق بن الطباع ، nindex.php?page=showalam&ids=17155وأبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي ، nindex.php?page=showalam&ids=15903وروح بن عبادة ، وأحمد بن إسماعيل ، nindex.php?page=showalam&ids=15801وخالد بن مخلد ، nindex.php?page=showalam&ids=15538وبشر بن عمر الزهراني .
[ ص: 317 ] وحدثنا خلف : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14060الحارث بن أبي أسامة : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة ، عن مالك بإسناده مثله .
وذكره nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب في موطئه فقال ، وأخبرني مالك ، ويونس ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة nindex.php?page=showalam&ids=16693وعمرة بنت عبد الرحمن ، عن عائشة : أنها كانت إذا اعتكفت في بيتها لم تسأل عن المريض إلا وهي مارة .
والمحفوظ لمالك ، عن أكثر رواته في هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن عمرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، وأما سائر أصحاب ابن مالك فقال : أكثرهم فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة منهم معمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16006وسفيان بن حسين ، nindex.php?page=showalam&ids=15938وزياد بن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي .
وتابع nindex.php?page=showalam&ids=16349ابن مهدي [ ص: 318 ] على ذلك إسحاق بن سليمان الرازي ، وأبو سعيد مولى بني هاشم ، nindex.php?page=showalam&ids=13790ومحمد بن إدريس الشافعي على اختلاف عنه ، nindex.php?page=showalam&ids=15538وبشر بن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=15801وخالد بن مخلد على اختلاف عنهما أيضا ، nindex.php?page=showalam&ids=15266والمعافى بن عمران الحمصي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي ، عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عمرة ، عن عائشة : أنها كانت تعتكف ، وتمر بالمريض ، وتسأل به وهي تمشي .
قال عبد الرحمن : فقلت عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عمرة ، وأعدت عليه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عمرة أو nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن عمرة .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16988محمد بن عبد السلام ( الخشني ) ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عمرة ، عن عائشة أنها كانت تعتكف ، وذكره إلى آخره ، وهذان حديثان أحدهما في ترجيل النبي - صلى الله عليه وسلم - والآخر في مرور عائشة بالمريض ، وقولها nindex.php?page=hadith&LINKID=1012545كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان اختلف فيهما أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عليه .
حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن معاوية ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي حسان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام بن عمار ، قال : حدثنا عبد الحميد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة أن عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=1012546كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيني وهو يعتكف في المسجد حتى يتكئ على عتبة باب حجرتي ، فأغسل رأسه ، وأنا في حجرتي ، وسائره في المسجد [ ص: 319 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعمرة أن عائشة كانت إذا اعتكفت في المسجد تعتكف العشر الأواخر من رمضان ، ولا تدخل بيتها إلا لحاجة الإنسان التي لا بد منها ، وكانت تمر بالمريض من أهلها ، فتسأل عنه وهي تمشي لا تقف ، فجعل nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي المعنيين بإسنادين ، أحدهما nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة ، والآخر nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعمرة ، عن عائشة .
وروى مالك حديث عائشة هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن عمرة عنها ، كذلك هو في الموطإ عند جمهور الرواة ، وقال فيه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة .
حدثنا علي بن عمر : حدثنا الحسن بن يحيى : حدثنا الحسن بن محمد : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : حدثنا مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة أن عائشة كانت إذا اعتكفت لا تسأل عن المريض إلا وهي تمشي لا تقف وحدثناه nindex.php?page=showalam&ids=16994محمد بن عبد الملك : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14418الحسن بن محمد الزعفراني : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي فذكره .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، وخالد بن سليمان في هذا الحديث عن [ ص: 320 ] مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعمرة ، عن عائشة ، وقال القطان ، nindex.php?page=showalam&ids=16349وابن مهدي فيه : عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عمرة ، عن عائشة ، فخالف nindex.php?page=showalam&ids=16349ابن مهدي ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ومن ذكرناه من رواة الموطإ في إسناد الحديثين جميعا : المرفوع والموقوف .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي في كتابه في علل حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري هذين الحديثين : " مرور عائشة ، وترجيل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهما يعتكفان " .
عن جماعة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري منهم يونس ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، و معمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16006وسفيان بن حسين ، والزبيدي ، ثم قال : اجتمع هؤلاء كلهم على خلاف مالك في ترجيل النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجامعه عليه منهم أحد ، فأما يونس ، والليث فجمعا nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعمرة ، عن عائشة ، وأما معمر ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16006وسفيان بن حسين فاجتمعوا على nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة ( قال ) : والمحفوظ عندنا حديث هؤلاء .
قال : وأما القصة الأخرى في مرور عائشة على المريض فاجتمع معمر ، ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=17249وهشيم على عمرة ، عن عائشة ، وقال يونس من رواية الليث : مرة عن عمرة عن عائشة ، ومرة من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعمرة ، عن عائشة . قال : وعثمان بن عمر أولى بالحديث ; لأن الليث قد اضطرب فيه ، فقال مرة عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة ، ومرة عن عمرة ، عن عائشة ) ، وثبته nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر عنهما جميعا ، وقد واطأه nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن يونس في الحديثين [ ص: 321 ] جميعا فصارت روايته عن يونس أولى وأثبت .
وأما شبيب بن سعيد فإنه تابع الليث على روايته عن يونس في القصة الأخيرة ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عمرة ، عن عائشة .
قال : فقد صح الخبر الآخر عندنا عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، وعمرة ، عن عائشة باجتماع يونس من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، وعثمان بن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي من رواية المغيرة ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعمرة ، عن عائشة .
وباجتماع معمر ، ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=17249وهشيم على عمرة ، nindex.php?page=showalam&ids=16349وعبد الرحمن بن مهدي ، وأبو نعيم ، عن سفيان ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عمرة أن عائشة كانت تجاور ، فتمر بالمريض من أهلها فلا تعرض له .
فالحديثان عندنا محفوظان بالخبرين جميعا إلا ما كان من رواية مالك في ترجيل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقط إن شاء الله .
قال : وهذا معضل لا وجه له إنما هو فعل عائشة ليس ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا الحديث في شيء ، وهذا الوهم من nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة فيما نرى ، والله أعلم .
[ ص: 322 ] قال أبو عمر : الذي أنكروا على مالك ذكره عمرة في حديث عائشة أنها كانت ترجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو معتكف هذا ما أنكروا عليه لا غير في هذا الحديث ; لأن ترجيل عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو معتكف لا يوجد إلا حديث nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وحده ، عن عائشة ، وغير هذا قد جومع مالك عليه من حديث مرور عائشة ، وغيره من ألفاظ حديث مالك وإسناده .
وقد روى حديث الترجيل هذا عن عروة ، تميم بن سلمة ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16988محمد بن عبد السلام ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح ، قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا حسين بن علي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة جميعا ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة - وهذا لفظ حديث سفيان قال - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1012553كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلي رأسه ، وهو معتكف ، فأغسله ، وأنا حائض .
وليس في حديث nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة ذكر " وهو معتكف " وفي هذه الأحاديث الثلاثة حديث تميم بن سلمة ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة ( ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ) ، عن عائشة وحديث الأسود ، عن عائشة ، وأنا حائض ، وليس ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري من وجه يثبت .
وأما معنى قوله عن عائشة يدني إلي رأسه فأرجله ، فالترجيل : أن يبل الشعر ثم يمشط ، وقد ذكرنا هذا المعنى ، وما فيه من اختلاف الآثار في غير موضع من كتابنا هذا ، والحمد لله .
[ ص: 324 ] وفي ترجيل عائشة شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو معتكف دليل على أن اليدين من المرأة ليستا بعورة ، ولو كانتا عورة ما باشرته بهما في اعتكافه ، ويدلك على ذلك أيضا أنها تنهى في الإحرام عن لباس القفازين ، وتؤمر بستر ما عدا وجهها وكفيها ، وتؤمر بكشف الوجه والكفين في الصلاة ، فدل على أنهما غير عورة منها ، وهو عندنا أصح ما قيل في ذلك ، وقد مضى القول في معنى العورة من الرجال ، والنساء في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، والحمد لله .
فذهب قوم إلى أن الآية خرجت على نوع من المساجد ، وإن كان لفظها العموم ، فقالوا : لا اعتكاف إلا في مسجد نبي ; كالمسجد الحرام ، أو مسجد الرسول ، أو مسجد بيت المقدس لا غير .
وروي هذا القول عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، ومن حجتهم أن الآية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معتكف في مسجده فكان المقصد ، والإشارة إلى نوع ذلك المسجد في ما بناه نبي .
وقال الآخرون : لا اعتكاف إلا في مسجد تجمع فيه الجمعة ; لأن الإشارة في الآية عندهم إلى ذلك الجنس من المساجد .
روي هذا القول عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، والحكم ، وحماد ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=11958وأبي جعفر محمد بن علي ، وهو أحد قولي مالك .
[ ص: 326 ] وقال آخرون : الاعتكاف في كل مسجد جائز ، روي هذا القول عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، وأبي قلابة ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=17256وهمام بن الحارث ، nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وأبي الأحوص ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة ، وأصحابهما ( nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ) .
وحجتهم حمل الآية على عمومها في كل مسجد ، وهو أحد قولي مالك ، وبه يقول nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، وداود ، nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا يعتكف في غير المسجد الجامع إلا من الجمعة إلى الجمعة .
قال : واعتكافه في المسجد الجامع أحب إلي ، ويعتكف المسافر ، والعبد ، والمرأة حيث شاءوا ، ولا اعتكاف إلا في مسجد لقول الله عز وجل وأنتم عاكفون في المساجد .
قال أبو عمر : في حديثنا هذا من قول عائشة ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان تعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دليل على أنه لم يكن اعتكافه في بيته ، وأنه كان في مسجده - صلى الله عليه وسلم - .
وأن المعتكف إذا لم يدخل بيت نفسه ، فأحرى أن لا يدخل بيت غيره ، وفي اجتناب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( ذلك ) دليل على أنه لا يجوز ، وإذا لم يجز له دخول البيت ، وإن لم يكن في ذلك معصية ( فكل شغل يشغله عن اعتكافه لا يجوز له ; لأنه في ذلك المعنى ، وإن لم يكن فيه معصية ) .
[ ص: 327 ] وفي معنى دخول البيت لحاجة الإنسان كل ما لا غنى بالإنسان عنه من منافعه ، ومصالحه ، وما لا يقضيه عنه غيره .
وفي معنى ترجيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه كل ما ( كان ) فيه صلاح بدنه من الغذاء ، وغيره مما يحتاج إليه .
ومن جهة النظر المعتكف ناذر ، جاعل على نفسه المقام في المسجد لطاعة الله ، فواجب عليه الوفاء بذلك ، فإن خرج لضرورة ، ورجع في فور زوال الضرورة بنى على ما مضى من اعتكافه ، ولا شيء عليه .
ومن الضرورة المرض البين والحيض ، وهذا عندي في معنى خروجه - صلى الله عليه وسلم - لحاجة الإنسان ; لأنها ضرورة .
واختلف مالك في المعتكف يخرج لعذر غير ضرورة ; مثل أن يموت أبوه ، أو ابنه ، ولا يكون له من يقوم به ، أو شراء طعام يفطر عليه ، أو غسل نجاسة من ثوبه ، لا يجد من يكفيه شيئا من ذلك .
فروي عنه : من فعل هذا كله أو ما كان مثله يبتدئ ، وروي عنه أنه يبني ، وهو الأصح عند ابن خواز بنداد وغيره . قياسا على حاجة الإنسان ، والحيض ، والمرض اللذين لم يختلف قول مالك فيهما :
[ ص: 328 ] ( أنه يبني ) واختلف العلماء في اشتغال المعتكف بالأمور المباحة ، فقال مالك : لا يعرض المعتكف لتجارة ولا غيرها ، ولا بأس أن يأمر بصنعته ، ومصلحة أهله ويبيع ماله ، ويصنع كل ما ( لا ) يشغله إذا كان خفيفا .
قال مالك : ولا يكون معتكفا حتى يجتنب ما يجتنب المعتكف ( قال ) : ولا بأس بنكاح ( المعتكف ) ما لم يكن الوقاع ، والمرأة المعتكفة تنكح نكاح الخطبة هذا كله قوله في الموطآت .
وقال ابن القاسم ، عن مالك لا يقوم المعتكف إلى رجل يعزيه بمصيبة ، ولا يشهد نكاحا يعقد في المسجد يقوم إليه ، ولكن لو غشيه ذلك في مجلسه لم أر بذلك بأسا ، ولا يقوم لناكح فيهنئه ، ولا يكتب العلم ، ولا يشتغل في مجلس العلم .
قال : ويشتري ويبيع إذا كان خفيفا ، ولا يشهد الجنائز ، ولا يعود المرضى ، وجملة مذهبه أن المعتكف لا يشتغل بشيء من أمور الدنيا إلا اليسير الذي لا يستغني عنه في مصالحه ، مثل الكتاب الخفيف يكتبه فيما يحتاج إليه ، أو ( يأمر ) من يخدمه ، ومثل هذا من مراعاة أحواله إذا كان يسيرا خفيفا .
ومن مذهبه عند أصحابه أن [ ص: 329 ] المعتكف إذا أتى كبيرة ( من الكبائر ) فسد اعتكافه ؛ لأن الكبيرة ضد العبادة كما الحدث ضد الطهارة ، والصلاة ، وترك ما حرم عليه أعلى منازل الاعتكاف في العبادة ، هذا كله قول ( ابن ) خواز بنداد ، عن مالك .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : المعتكف يعود المريض ، ويشهد الجمعة ، وما لا يحسن أن يضيعه ، لا يدخل سقفا إلا أن يكون ممره فيه ، ولا يجلس عند أهله ، ولا يوصيهم بحاجته إلا وهو قائم ، أو ماش ، ولا يبيع ولا يشتري ، وإن دخل سقفا بطل اعتكافه .
وقال الحسن بن حي : إن دخل المعتكف بيتا ليس في طريقه ، أو جامع بطل اعتكافه ، ويحضر الجنازة ، ويعود المريض ، ويشهد الجمعة ، ويخرج للوضوء ، ويدخل بيت المريض للعيادة ، ويكره أن يبيع ويشتري .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وأصحابه : لا يخرج المعتكف لجنازة ، ولا لعيادة مريض ، وله أن يتحدث ويبيع ويشتري في المسجد ، ويتشاغل بما لا يأثم فيه ، ويزوج ويتزوج ، ويشهد في النكاح ويتطيب .
[ ص: 330 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا يعود المعتكف مريضا ، ولا يشهد جنازة ، ولا يفارق موضع اعتكافه بعيدا إلا لحاجة الإنسان ، وكلما يفعله غير المعتكف في المسجد فعله المعتكف ، ولا يقعد بعد الفراغ من أكله في بيته .
قال أبو عمر : معاني nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة في هذا الباب واحدة ، ومعاني مالك متقاربة ، والحجة لمن ذهب مذهبهم أن عائشة كانت لا تعود المريض من أهلها وهي معتكفة الإمارة .
وقد روى عبد الرحمن بن إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، عن عائشة ؛ أنها قالت : السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا ، ولا يشهد جنازة ، ولا يمس امرأة ، ولا يباشرها ، ولا يخرج لحاجة ، إلا ما لا بد له منه ، ولا اعتكاف إلا بصوم ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع .
ولم يقل أحد في حديث عائشة هذا : " السنة " إلا عبد الرحمن بن إسحاق ، ولا يصح هذا الكلام كله عندهم إلا من قول nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في صوم المعتكف ، ومباشرته ، وسائر الحديث .
والحجة لمذهب nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، ومن تابعه أن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، قال : إذا اعتكف الرجل فليشهد الجمعة ، وليعد المريض ، وليحضر الجنازة ، وليأت أهله ، وليأمرهم بالحاجة ، وهو قائم ، وأجاز علي البيع والشراء للمعتكف [ ص: 331 ]
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14161الحسن الحلواني ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11816أبو إسحاق الفزاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11814أبي إسحاق الشيباني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : اعتكفت في مسجد الحي ، فأرسل إلي nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث ( يدعوني ) ، وهو أمير على الكوفة فلم آته ، فعاد ، ثم عاد ، فأتيته ، فقال : ما منعك أن تأتينا ؟ قلت : إني كنت معتكفا قال : وما عليك ، إن المعتكف يشهد الجمعة ، ويعود المريض ، ويمشي مع الجنازة ، ويجيب الإمام .
قال أبو عمر :
أجمع العلماء أن المعتكف لا يباشر ، ولا يقبل ، واختلفوا فيما عليه إذا فعل ذلك ، فقال مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : إن فعل شيئا من ذلك فسد اعتكافه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني : وقال ( nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ) في موضع ( آخر ) من مسائل الاعتكاف : لا يفسد الاعتكاف من الوطء إلا ما يوجب الحد ، واختاره nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني قياسا على أصله في الصوم والحج .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : إن فعل فأنزل بطل اعتكافه ، وأجمعوا أن المعتكف لا يدخل بيتا ، ولا يستظل بسقف إلا ( في ) المسجد الذي يعتكف فيه ، أو يدخل لحاجة الإنسان ، أو ما كان مثل ترجيله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 332 ] ومسائل الاعتكاف ونوازله يطول ذكرها ، ويقصر الكتاب عن تقصي أقاويل العلماء فيها ، والاعتلال لها .
وقد ذكرنا من ذلك ما في معنى حديثنا ، وذكرنا الأصول التي عليها مدار الاعتكاف ، وسنذكر حكم الاعتكاف بصوم وبغير صوم ، واختلاف العلماء في ذلك عند ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن عمرة من هذا الكتاب على ما رواه يحيى عن مالك في ذلك ، إن شاء الله ، وبالله التوفيق .