وفيه أن العين إنما تكون مع الإعجاب ، وربما مع الحسد ، وفيه أن الرجل الصالح قد يكون عائنا ، وأن هذا ليس من باب الصلاح ، ولا من باب الفسق في شيء .
وفيه أن العائن لا ينفي كما زعم بعض الناس .
وفيه أن التبريك لا تضر معه عين العائن ، والتبريك قول القائل : اللهم بارك فيه ، ونحو هذا ، وقد قيل : إن التبريك [ ص: 70 ] ( أن يقول ) تبارك الله أحسن الخالقين اللهم بارك فيه .
وقد ذكرنا ما في هذا الحديث من المعاني مستوعبة ، وذكرنا حكم الاغتسال ، وهيئته ، وما في ذلك كله مهذبا في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة بن سهل من كتابنا هذا فأغنى عن الإعادة هاهنا .
( ومما يدلك على أن صاحب العين إذا أعجبه شيء كان منه بقدر الله ما قضاه ، وأن العين ربما قتلت كما قال - صلى الله عليه وسلم - : علام يقتل أحدكم أخاه ؟ ما رويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي أنه قال : رأيت رجلا عيونا سمع بقرة تحلب فأعجبه صوت شخبها فقال : أيتهن هذه ؟ قالوا : الفلانية لبقرة أخرى يورون عنها ، فهلكتا جميعا : المورى بها ، والمورى عنها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : وسمعته يقول : إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني [ ص: 71 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : وكان عندنا رجلان يعينان الناس ، فمر أحدهما بحوض من حجارة ، فقال : تالله ما رأيت كاليوم قط ، فتطاير الحوض فرقتين فأخذه أهله فضببوه بالحديد ، فمر عليه ثانية فقال : وأبيك لعل ما أضررت أهلك فيك ، فتطاير أربع فرق ، قال : وأما الآخر فسمع صوت بول من وراء حائط ، فقال : إنه لبن الشخب ، فقالوا : إنه فلان ابنك ، فقال : وانقطاع ظهراه ، قالوا : إنه لا بأس عليه قال : لا يبول بعدها أبدا قال : فما بال حتى مات .
ويقال من هذا : عنت فلانا أعينه ، إذا أصبته بعين ، ورجل معين ، ومعيون إذا أصيب بالعين قال عباس بن مرداس :