قال أبو عمر : معنى هذا الحديث عندي - والله أعلم - أن العبد لما اجتمع عليه أمران ( واجبان ) طاعة سيده في المعروف وطاعة ربه فقام بهما جميعا كان له ضعفا أجر الحر المطيع لربه مثل طاعته ، لأنه قد أطاع الله فيما أمره به من طاعة سيده ونصحه وأطاعه أيضا فيما افترض عليه ، ومن هذا المعنى عندهم أنه من اجتمع عليه فرضان فأداهما جميعا ، وقام بهما كان أفضل ممن ليس عليه إلا فرض واحد فأداه ، والله [ ص: 237 ] أعلم فمن وجبت عليه زكاة وصلاة فقام بهما على حسبما يجب فيهما كان له أجران ، ومن لم يجب عليه زكاة وأدى صلاته كان له أجر واحد إلا أن الله يوفق من يشاء ويتفضل على من يشاء ، وعلى حسب هذا يعصي الله تعالى من اجتمعت عليه فروض من وجوه فلم يؤد شيا منها وعصيانه له أكثر من عصيان من لم يجب عليه إلا بعض تلك الفروض ، وقد سئل nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن العباس رضي الله عنه ، عن رجل كثير الحسنات كثير السيئات أهو أحب إليك أم رجل قليل الحسنات قليل السيئات فقال : ما أعدل بالسلامة شيئا .
وفي هذا الحديث أيضا ما يدل على أن العبد المتقي لله المؤدي لحق الله وحق سيده أفضل من الحر ويعضد هذا ما روي عن المسيح - صلى الله عليه وسلم - مما قد ذكرناه في هذا الكتاب قوله مر الدنيا حلو الآخرة وحلو الدنيا مر الآخرة وللعبودية مضاضة ومرارة لا تضيع عند الله - والله أعلم - .