5035 - ( وعن أبي خراش ) : بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الراء وبالشين المعجمة ، واسمه حدرد بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين وفتح الراء صحابي أسلمي ذكره المؤلف فقوله : ( السلمي ) بضم ففتح من خطأ [ ص: 3153 ] الكتاب ، وقد قال ميرك : صوابه الأسلمي . قال المنذري : أبو خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي . قال العسقلاني في الكنى : أبو خراش الأسلمي اسمه حدرد بن أبي حدرد . وقال في الأسماء : حدرد بن حدرد الأسلمي ، صحابي له حديث واحد . ( أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من هجر أخاه سنة فهو ) أي : هجره سنة ( كسفك دمه ) السفك الإراقة والصب يعني مهاجرة الأخ المسلم سنة توجب العقوبة ، كما أن سفك دمه يوجبها فهي شبيهة بالسفك من حيث حصول العقوبة بسببها لأنها مثله في العقوبة لأن القتل كبيرة عظيمة لا يكون بعد الشرك أعظم منه ، فشبه الهجران به تأكيدا في المنع عنه وفي المشابهة تكفي المساواة في بعض الصفات ، كذا ذكره بعض شراح الحديث .
قال الطيبي : التشبيه إنما يصار إليه للمبالغة ، كما يقال : زيد كالأسد إلحاقا له بالأسد في الجراءة وأنه نظيره فيها ، ولم يقصد به أنه دونه كذلك ههنا ، لأن قوله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365812لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث " دل على أن التهاجر فوق الثلاث حرام ، وراكبه راكب الإثم ، فإذا امتد إلى مدة يهجر فيها الغائب والمسافر عن أهله غالبا بلغ التهاجر والتقاطع إلى الغاية ، فيبلغ إثمه أيضا إلى الغاية ، وهذا معنى تخصيص ذكره السنة والله أعلم اهـ .
ويمكن أن يكون تخصيص السنة بالكر لاشتمالها على الفصول الأربعة ، فإذا لم يعتدل مزاجه بمرور السنة عليه فلا يرجى رجوعه ، ونظيره مسألة العنين المنقولة في الفروع المعلومة بما قلنا في الأصول . ( رواه أبو داود ) . قال ميرك : وسكت عنه ورواه الحاكم وقال : صحيح وأقره الذهبي ، ورواه البيهقي أيضا ، وفي الجامع الصغير : رواه أحمد والبخاري في تاريخه وأبو داود والحاكم .