5057 - ( وعن مصعب ) : بصيغة المفعول أبو زرارة ( بن سعد ) أي ابن أبي وقاص ( عن أبيه ) أي : سعد وهو أحد العشرة المبشرة ، وأما مصعب فسمع أباه وعليا وابن عمر ، وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب وغيره . ( قال nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ) : أي أحد الرواة وهو تابعي جليل . قال المؤلف : اسمه سليمان بن مهران الكاهلي الأسدي مولى بني كاهل ، بطن من بني أسد خزيمة ، ولد سنة ستين بأرض الري فجيء به حميلا إلى الكوفة ، فاشتراه رجل من بني كاهل ، فأعتقه وهو أحد الأعلام المشهورين بعلم الحديث والقراءة ، وعليه مدار أكثر الكوفيين ، روى عنه خلق كثير ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة . ( لا أعلمه ) أي : قول سعد هذا ( إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ) أي نقلا ورواية عنه ، أو لا أعلم الحديث إلا مرفوعا إليه عليه السلام . ( قال : التؤدة ) : بضم التاء وفتح الهمزة أي التأني ( في كل شيء ) أي : من الأعمال ( خير ) أي : مستحسن ( إلا في عمل الآخرة ) أي : لأن في تأخير الخيرات آفات . وروي أن أكثر صياح أهل النار من تسويف العمل .
قال الطيبي : وذلك لأن الأمور الدنيوية لا يعلم عواقبها في ابتدائها أنها محمودة العواقب حتى يتعجل فيها أو مذمومة فيتأخر عنها ، بخلاف الأمور الأخرية لقوله تعالى : فاستبقوا الخيرات وسارعوا إلى مغفرة من ربكم قال الغزالي في قوله تعالى : الشيطان يعدكم الفقر ينبغي للمؤمن إذا تحركت له داعية البذل أن لا يتوقف لأن الشيطان يعده الفقر ويخوفه ويصده عنه . كان أبو الحسن الفرشخي في الخلاء ، فدعا تلميذا له فقال : انزع عني القميص وادفعه إلى فلان . فقال : هلا صبرت حتى تخرج . قال : خطر لي بذله ولا آمن على نفسي أن تتغير . ( رواه أبو داود ) . وكذا الحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان عن سعد مرفوعا .