5083 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ) أي : الغفاري رابع الإسلام أو خامسه ، زاد النووي في أربعينه : nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل ( قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي : مختصا لي بخطابه وهو لا ينافي التعدد لاحتمال اختلاف المجلس مع أنه غير مذكور في الأربعين . ( اتق الله ) أي : بالإتيان بجميع الواجبات والانتهاء عن سائر المنكرات ، فإن التقوى أساس الدين ، وبه يرتقي إلى مراتب اليقين ، ثم التحقيق أن التقوى أدناها التبرؤ عن الشرك بالله ، وأعلاها [ ص: 3178 ] الإعراض عما سواه ، وما بينهما مراتب بعضها فوق بعض من ترك المحظور ، ثم المكروه ، ثم المباح مما لا يعني ، لله در من قال من أهل الحال :
من عرف الله فلم تغنه معرفة الله فذاك الشقي ما يصنع العبد بعز الغنى فالعز كل العز للمتقي
( حيثما كنت ) أي : في الخلاء وفي النعماء والبلاء ، فإن الله عالم بسر أمرك كما أنه مطلع على ظواهرك ، فعليك برعاية دقائق الأدب في حفظ أوامره ومراضيه ، والاحتراز عن مساخطه ومساويه ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15853داود الطائي أنه سمع صوتا من قبر : ألم أزك ألم أصل ألم أصم ألم أفعل كذا ؟ أجيب : بلى يا عبد الله ، ولكن إذا خلوت بارزته بالمعاصي ولم تراقبه . ( وأتبع ) : أمر من باب الأفعال : هو متعد إلى مفعولين ( السيئة الحسنة ) أي : التوبة والطاعة مطلقا ، أو بأن تباشر حسنات تضاد آثارها تلك السيئات . قال الطيبي : فسماع الملاهي يكفر بسماع القرآن وبمجالس الذكر والوعظ عن المناهي ، وشرب الخمر يكفر بالصدق بكل شراب حلال ، وعلى هذا فقس لأن المرض يعالج بضده ، والمتضادات هي المناسبات ، فلذلك ينبغي أن يمحو كل سيئة بحسنة من جنسها لن تضادها ، فالبياض يزال بالسواد لا بغيره ، وحب الدنيا لأن أثر السرور بها في القلب ، فلا جرم كفارته كل أذى يصيب المسلم من الهم والغم اهـ .
ولا خفاء أنه لا يظهر حسن المقابلة بين حب الدنيا ، وما ذكره من المشاكلة لأن الهم والغم ليسا من الأمور الاختيارية المراد بها في الحديث ، على ما هو ظاهر من قوله : أتبع ، فالصواب أن مقابلة حب الدنيا بضدها ، وهو بغضها بأن يتصدق ولو ببعضها على أن هذه المناسبات غير لازمة في محو السيئات لقوله تعالى : إن الحسنات يذهبن السيئات وقد وردت الآية فيمن قبل امرأة ، ثم صلى معه - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم . ( تمحها ) أي : تدفع الحسنة السيئة وترفعها والإسناد مجازي ، والمراد يمحو الله بها آثارها من القلب أو من ديوان الحفظة ، هذا إذا كانت بينه وبين الله تعالى ، فإن تعلقت بالعبد فتدفع الحسنة إلى خصمه عوضا عن المظلمة أو يرضيه الله من فضله ، حكي عن بعضهم أنه رئي في المنام فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي وأحسن إلي إلا أنه حاسبني حتى طالبني بيوم كنت صائما ، فلما كان وقت الإفطار أخذت حنطة من حانوت صديق لي فكسرتها فذكرت أنها ليست لي ، فألقيتها على حنطته ، فأخذ من حسناتي بمقدار أرش كسرها . قال البيضاوي : صغائر الذنوب تقع مكفرة بالحسنات ، وكذا ما خفي من الكبائر لعموم قوله تعالى : نكفر عنكم سيئاتكم والحديث ، أما ما ظهر منها وتحقق عند الحاكم ، فلا يسقط حدها ولا بالتوبة ، ولما وصاه بما يتعلق بحقوق الله تعالى وإصلاح نفسه دون ما يتعلق بحقوق العباد فقال : ( وخالق الناس ) : أمر من المخالقة مأخوذ من الخلق مع الخلق أي : خالطهم وعاملهم ( بخلق حسن ) : وهو بسط المحيا وبذل الندى وتحمل الأذى ( رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، والدارمي ) : وفي الأربعين : رواه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي . وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ حسن صحيح اهـ . كلامه . وفي الجامع الصغير رواه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي والحاكم والبيهقي عن أبي ذر ، وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي والبيهقي عن معاذ ، وابن عساكر عن أنس .