5084 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا أخبركم بمن يحرم ) : بضم الراء ( على النار ) أي : يمنع عنها ( وبمن تحرم النار عليه ؟ ) : زيادة تأكيد ، وإلا فالمعنيان متلازمان ، ولما كان مآلهما [ ص: 3179 ] واحدا اكتفى بالجواب عن الأول لأنه المعول والثاني مؤكد محمل مجمل فقال قبل قولهم : بلى ( على كل هين لين ) : بتشديد التحتية فيهما أي : تحرم على كل سهل طلق حليم لين الجانب ، قيل : هما يطلقان على الإنسان بالتثقيل والتخفيف ، وعلى غيره بالتشديد ، وعن ابن الأعرابي بالتخصيص للمدح وبالتشديد للذم ، ذكره ابن الملك ، ثم قوله : هين فعيل من الهون وهو السكون والوقار والسهولة فعينه واو ، فأبدلت وأدغمت ، وأما اللين فيأتي ( قريب ) أي : من الناس بمجالستهم في محافل الطاعة وملاطفتهم قدر الطاعة ( سهل ) أي : في قضاء حوائجهم ، أو معناه أنه سمح القضاء سمح الاقتضاء سمح البيع سمح الشراء على ما ورد في فضل المؤمن الكامل ، هذا وقال الطيبي : قوله على كل هين لين هذا جواب عن السؤالين والجواب الظاهر عنهما كل هين لين ، ثم في الدرجة الثانية أن يقال عن الأول يحرم على النار كل هين لين ، وعلى الثاني تحرم النار على كل هين لين ، فأتى بجواب موجز يدل عليهما بالتفصيل ولو أتى به كما يقتضيه الظاهر وهو قوله : كل هين لم يدل على التفصيل اهـ . وهو غريب منه ، فإن دلالة ما يقتضيه الظاهر على التفصيل أظهر من دلالة الجواب الموجز عنده عليه ، كما يظهر بأدنى تأمل ، فإن تقديره حينئذ هو كل هين لين ، ويكون مرجع الضمير ما ذكره من الوصفين ، وهو من يحرم على النار ، ومن تحرم عليه النار ، بل لو حققت النظر ودققت التأمل لوجدت أن جوابه الموجز على زعمه لا دلالة له على التفصيل أصلا ، بل دلالته إجمالية كما قدمناه ، وقد يقال : إنه من باب الاكتفاء كقوله تعالى : ( سرابيل تقيكم الحر ) أي : والبرد ، فكذلك هنا يقدر : وعلى كل هين لين مع احتمال أن القرينة الثانية زائدة من بعض الرواة لأجل المبالغة ، ويؤيده ما في الجامع بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=10365899ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا على كل هين لين قريب سهل ، والله أعلم . ( رواه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال : هذا حديث حسن غريب ) : وفي الجامع : رواه أبو يعلى في مسنده ، عن جابر ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، والطبراني ، عن ابن مسعود .