5108 - ( وعنه ) أي : عن ابن مسعود ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " فقال رجل : هو nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل ، أو nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، أو ربيعة بن عامر أقوال . ( إن الرجل ) أي : جنسه ، والمراد به الشخص ( يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا ) أي : من غير أن يراعي نظر الخلق وما يترتب عليه من الكبر والخيلاء والسمعة والرياء ، وعلامة صدقه أن يحب ذلك أيضا في الخلاء ، ثم النعل ما وقيت به القدم ، وهي مؤنثة جماعية . ذكرها ابن الحاجب في رسالته فيما يجب تأنيثه ، وفي المشارق : ونعله حسنة فالتذكير هنا باعتبار معناها ، هو ما وقيت به القدم ، كذا ذكره بعضهم ، ويمكن أن يقال التقدير : ونعله ذات حسن ، أو عدل عن فعلاء أي فعل للمشاكلة مع قابلية اللفظ أن يقرأ كذلك ، ولعل سبب السؤال ما ذكره الطيبي أنه لما رأى الرجل العادة في المتكبرين لبس الثياب الفاخرة ، ونحو ذلك سأل ما سأل .
[ ص: 3190 ] ( قال ) أي : مجيبا له ( إن الله جميل ) أي : في ذاته وصفاته وفعاله وكل جمال صوري أو جميل معنوي ، فهو أثر جماله ، فلا جمال ولا جلال ولا كمال إلا له سبحانه ( يحب الجمال ) أي : ظهوره في مخلوقاته ، ولذلك أظهرهم وجعلهم مظاهره ، ويؤيده حديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365939إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " ( الكبر بطر الحق ) : بفتح الموحدة والمهملة أي : الكبر المذموم بطلان جمال الحق ( وغمص الناس ) أي : استحقار الخلق ، وأصل البطر شدة الفرح والنشاط ، والمراد هنا قيل سواء احتمال الغنى ، وقيل الطغيان عند النعمة والمعنيان متقاربان . وفي النهاية : بطر الحق هو أن يجعل ما يجعله الله حقا من توحيده وعبادته باطلا ، وقيل : هو أن يتجبر عن الحق فلا يراه حقا . وقيل : هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله . قال التوربشتي : وتفسيره على الباطل أشبه لما ورد في غير هذه الرواية ، إنما ذلك من سفه الحق ، وغمص الناس أي : رأى الحق سفها . ( رواه مسلم ) : وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن ابن مسعود والطبراني ، عن أبي أمامة ، والحاكم عن ابن عمرو ، وابن عساكر عن جابر ، وعن ابن عمرو رواه البيهقي عن أبي سعيد بزيادة : " ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس " . ورواه ابن عدي بزيادة : " سخي يحب السخاء نطيف يحب النظافة " .