5112 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365944يحشر المتكبرون أمثال الذر يوم القيامة ، في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان ، يساقون إلى سجن في جهنم يسمى : بولس ، تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال " ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي .
5112 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يحشر المتكبرون أمثال الذر ) أي : في الصغر والحقارة ( يوم القيامة في صور الرجال ) أي : من جهة وجوههم أو من حيثية هيئتهم من انتصاب القامة ( يغشاهم ) أي : يأتيهم ( الذل من كل مكان ) أي : من كل جانب ، والمعنى أنهم يكونون في غاية من المذلة والنقيصة يطؤهم أهل المحشر بأرجلهم من هوانهم على الله ، كما سيأتي في رواية الجامع ، هذا وفي النهاية : الذر النمل الأحمر الصغير واحدها ذرة ، وقيل : الذرة يراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة . قلت : نعم قد يراد بها ، بل الظاهر أنه المراد في قوله : ومن يعمل مثقال ذرة كما أنه المراد جزما في قوله تعالى : إن الله لا يظلم مثقال ذرة ، وأما إرادة هذا المعنى في هذا المقام ، فغير صحيح لقوله في صور الرجال وما فيه من المقال . قال التوربشتي : يحمل ذلك على المجاز دون الحقيقة أي : أذلاء مهانين يطؤهم الناس بأرجلهم ، وإنما منعنا عن القول بظاهره ما أخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : " إن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء حتى إنهم يحشرون غرلا يعاد منهم ما انفصل عنهم من القلفة " وإلى هذا المعنى أشار بقوله : يغشاهم الذل من كل مكان . قال الأشرف : إنما قال في صور الرجال بعد قوله : أمثال الذر قطعا منه حمل قوله أمثال الذر على الحقيقة ، ودفعا لوهم من يتوهم أن المتكبر لا يحشر في صورة الإنسان وتحقيقا لإعادة الأجساد المعدومة على ما كانت عليه من الأجزاء . وقال المظهر : يعني صورهم صور الإنسان ، وجثتهم كجثة الذر في الصغر .
قال الطيبي : لفظ الحديث يساعد هذا المعنى ، لأن قوله : أمثال الذر تشبيه لهم بالذر ، ولا بد من بيان وجه الشبه ، لأنه يحتمل أن يكون وجه الشبه الصغر في الجثة ، وأن يكون الحقارة والصغار ، فقوله في صور الرجال بيان للوجه ودفع وهم من يتوهم خلافه ، وأما قوله : إن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء ، فليس فيه أن لا تعاد تلك الأجزاء الأصلية في مثل الذر ، لأنه تعالى قادر عليه ، وفيه الخلاف المشهور بين الأصوليين ، وعلى هذا الحقارة ملزوم هذا التركيب ، فلا ينافي إرادة الجثة مع الحقارة اهـ .
وفيه أنه لا كلام في قدرته تعالى على كل شيء ، وإنما الكلام في أنه هل تعلق القدرة به أم لا ؟ وإذا صح في الخبر : أن الخلق كلهم يحشرون غرلا ، فلا شك أنه لا بد من تحقق إعادة جميع الأجزاء الأصلية من المتصلة والمنفصلة ، كالأظفار المقلوعة ، والشعور المحلوقة ، وأمثال ذلك تصميما لكلام الشارع ، وتحقيقا لما أخبره به ، وحصول هذا كله في ذرة من المحالات العقلية ونفيه يعتبر في القواعد النقلية منها قوله تعالى : ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، فإن المراد به أن دخول الكفار الجنة من المحال الذي لا يقع أبدا كوجود الجمل في سم الخياط . إذا عرفت هذا علمت أن الشيخ التوربشتي عدل عن الحقيقة إلى المجاز للضرورة الملجئة له إليه ، لكن يأباه ما في سياق الحديث على ما حققه بقية الشراح ، فالتحقيق أن الله يعيدهم عند إخراجهم من قبورهم على أكمل صورهم ، وجمع أجزائهم المعدومة تحقيقا لوصف الإعادة على وجه الكمال ، ثم في يجعلهم في موقف الجزاء على الصورة المذكورة إهانة وتذليلا لهم جزاء وفاقا ، أو يتصاغرون من الهيبة الإلهية عند مجيئهم إلى موضع الحساب ، وظهور أثر العقوبة السلطانية التي لو وضعت على الجبال لصارت هباء منثورا ، وقد ثبت تبديل صور أهل جهنم على أشكال مختلفة ، وصور متباينة كصور الكلاب والخنازير والحمير ، بحسب ما يليق بصفاتهم وحالاتهم ، وقد تكبر جثتهم حتى يكون ضرس الكافر كجبل أحد على ما ورد في الحديث ، وكذا تغيير صور أهل الجنة من السواد إلى البياض ، ومن القصر إلى الطول المعتدل ، ومن الكبر إلى السن المتوسط ، وجعلهم جردا مكحلين ، وأمثال ذلك . وبه يزول الإشكال ، والله أعلم بحقيقة الحال .
[ ص: 3193 ] ويدل على ما قررنا أن تبديلهم إنما هو في آخر أمرهم قوله بطريق الاستئناف البياني أو على الحال البياني ( يساقون ) : بضم القاف أي : يسحبون ويجرون ( إلى سجن ) أي : مكان حبس مظلم مضيق منقطع فيه عن غيره ( يسمى ) أي : ذلك السجن ( بولس ) : بفتح موحدة وسكون واو وفتح لام وسين مهملة ، وفي بعض النسخ بضم أوله ، ففي القاموس : بولس بضم الباء وفتح اللام سجن جهنم ، وقال المنذري : هو بضم الموحدة وسكون الواو وفتح اللام ذكره ميرك . وقال شارح : بفتح الموحدة وفتح اللام وكسرها فوعل من الإبلاس بمعنى اليأس سمي به ليأس داخله من الخلاص ، وفي النهاية : فكذا جاء في الحديث مسمى ، ذكره الطيبي من غير تعرض لضبطه ، فالاعتماد على ما ذكره المنذري ، وصاحب القاموس أولى من كلام غيرهما لجلالتهما في علم الحديث والله أعلم . ( تعلوهم ) أي : تحيط بهم وتغشاهم كالماء يعلو الغريق ( نار الأنيار ) أي : نار النيران . قال شارح : أنيار جمع نار كأنياب جمع ناب ، وفيه أن الناب يائي والنار واوي ، ولذا لم يذكر أنيار في القاموس لكونه شاذا ، والقياس الأنوار إلا أنه قيل الأنيار لئلا يشتبه بجمع النور .
قال القاضي : وإضافة النار إليها للمبالغة كأن هذه النار لفرط إحراقها وشدة حرها تفعل بسائر النيران ما تفعل النار بغيرها . أقول : أو لأنها أصل نيران العالم لقوله تعالى : الذي يصلى النار الكبرى ولقوله صلى الله عليه وسلم : " ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " على ما ذكره البيضاوي ، وفي النهاية قوله : نار الأنيار لم أجده مشروحا ولكن هكذا يروى ، فإن صحت الرواية ، فيحتمل أن يكون معناه نار النيران ، فجمع النار على أنيار ، وأصلها أنوار ، لأنها من الواو ، وكما جاء في ريح وعيد أرياح وأعياد وهما من الواو ، ذكره الطيبي ، ولم يبين وجههما وتوجيهه ما قدمناه من مخافة الالتباس ، فإن الأعواد بمعنى الأخشاب ، والأرواح جمع الروح . ( يسقون ) : بصيغة المجهول ، وفيه إشارة إلى الإكراه وإيماء إلى زيادة الإحراق المؤثر إلى بطونهم أيضا ( من عصارة أهل النار ) أي : صديدهم المنتن المحمى غاية الحرارة المعبر عنه بحميم ( طينة الخبال ) : تفسير لما قبله ، وهو بفتح الخاء بمعنى الفساد . قال شارح : هو اسم عصارة أهل النار ، وهو ما يسيل منهم من الصديد والقيح والدم . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ) .