قال الراغب : الظلم عند أهل اللغة وضع الشيء في غير موضعه المختص له إما بنقصان أو بزيادة ، وإما بعدول عن وقته أو مكانه . وقال القطب الرباني الشيخ عبد الكبير اليماني : إن الله سبحانه خلق قلب عبده لذكره وفكره ، فمن وضع فيه غيره فهو ظالم لنفسه ، وقال العارف nindex.php?page=showalam&ids=12831ابن الفارض موميا إلى الاشتغال بالوحدة والنبوة أو الذكر والصلاة أو الكتاب والسنة :
عليك بها صرفا وإن شئت مزجها فعدلك عن ظلم الحبيب هو الظلم
.
الفصل الأول
5123 - ( عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الظلم ) أي : جنسه الشامل للمتعدي والقاصر الصادر من الكافر والفاجر ( ظلمات ) أي : أسباب ظلمة لمرتكبه أو موجبات شدة لصاحبه يوم القيامة ، ومفهومه أن [ ص: 3200 ] العدل بأنواعه أنوار ( يوم القيامة ) : لأن الدنيا مزرعة الآخرة ، وفي شرح مسلم للنووي قال القاضي : هو على ظاهره ، فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة بسبب ظلمه في الدنيا ، كما أن المؤمن يسعى بنور هو مسبب عن إيمانه في الدنيا . قال تعالى : نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ويحتمل أن يراد بالظلمات هنا الشدائد ، وبه فسروا قوله تعالى : قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر أي : شدائدها ويحتمل أنها عبارة عن الأنكال والعقوبات . قال الطيبي ، قوله : على ظاهره يوهم أن قوله ظلمات هنا ليس مجازا ، بل حقيقة ، لكنه مجاز لأنه حمل المسبب على السبب ، فالمراد ظلمات حقيقية مسببة عن الظلم . قلت : إنما أراد القاضي بالحقيقة المقابلة للمجاز المفسر بالشدة نظرا إلى جوهر المعنى مع قطع النظر عن حمل اللفظ بالإعراب والمبني ، ثم قال : والفرق بين الشدائد والأنكال أن الشدائد كائنة في العرصات قبل دخول النار ، والأنكال بعد الدخول : قلت : فالمراد بيوم القيامة الدار الآخرة . ( متفق عليه ) .