فدارهم ما دمت في دارهم
[ ص: 3211 ] وحاصل المعنى تحمل الأذى من الخلق رضا بما قضى له الحق ، ومجمله أن المداهنة إنما تكون في الباطل مع الأعداء ، والمداراة في أمر حق مع الأحباء . قال الأشرف : شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - المداهن في حدود الله بالذي في أعلى السفينة ، وشبه الواقع في تلك الحدود بالذي في أسفلها ، وشبه انهماكهم في تلك الحدود وعدم تركه إياها بنقره أسفل السفينة ، وعبر عن نهي الناهي الواقع في تلك الحدود بالأخذ على يديه ، وبمنعه إياه عن النقر ، وعبر عن فائدة ذلك المنع بنجاة الناهي والمنهي ، وعبر عن عدم نهي النهاة بالترك ، وعبر عن الذنب الخاص للمداهنين الذين ما نهوا الواقع في حدود الله بإهلاكهم إياه وأنفسهم ، وكأن السفينة عبارة عن الإسلام المحيط بالفريقين ، وإنما جمع فرقة النهاة إرشادا إلى أن المسلمين لا بد وأن يتعاونوا على أمثال هذا النهي ، أو إلى أن من يصدر عنه هذا النهي فهو كالجمع . قال تعالى : إن إبراهيم كان أمة وأفرد الواقع في حدود الله لأدائه إلى ضد الكمال . ( رواه البخاري ) .