الرقاق : بالكسر جمع رقيق ، وهو الذي له رقة أي : لطافة قاله شارح ، والظاهر ما قاله السيوطي من أن المراد بها الكلمات التي ترق بها القلوب إذا سمعت ، وترغب عن الدنيا بسببها ، وتزهد فيها . سميت هذه الأحاديث بذلك لأنها تحدث رقة ورحمة .
الفصل الأول
5155 - ( عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعمتان ) : مبتدأ ( مغبون فيهما كثير من الناس ) : صفة له أو خبره ( الصحة والفراغ ) أي : صحة البدن والقوة الكسبية وفراغ الخاطر بحصول الأمن ، ووصول كفاية الأمنية ، والمعنى لا يعرف قدر هاتين النعمتين كثير من الناس حيث لا يكسبون فيهما من الأعمال كفاية ما يحتاجون إليه في معادهم فيندمون على تضييع أعمارهم عند زوالها ولا ينفعهم الندم . قال تعالى : ذلك يوم التغابن وقال صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360119ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله فيها " . وفي حاشية السيوطي رحمه الله ، قال العلماء ، معناه أن الإنسان لا يتفرغ للطاعة إلا إذا كان مكفيا صحيح البدن ، فقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا ، وقد يكون صحيحا ولا يكون مستغنيا ، فلا يكون متفرغا للعلم والعمل لشغله بالكسب ، فمن حصل له الأمران وكسل عن الطاعة ، فهو المغبون أي : الخاسر في التجارة . مأخوذ من الغبن في البيع اهـ .
ويمكن أن يكون الغبن كناية عن فساد حاله وضياع ماله ، كما قال بعضهم :
إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسده
وقال العارف بالله nindex.php?page=showalam&ids=12831ابن الفارض :
على نفسه فليبك من ضاع عمره وليس له فيها نصيب ولا سهم
( رواه البخاري ) : وفي الجامع الصغير : رواه البخاري في تاريخه ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عنه .